الأربعاء، 17 فبراير 2016

الأخلاق أم المعاملة بالمثل ؟!

أحيانا تواجه أشخاص في حياتك يمتلكون صفات سيئة جدا تجعل من بقائك معهم في مكان واحد لمدة 5 دقائق شبه عمل كفاحي ونضالي يستوجب صبرا وصمودا ولكن لا تدري أنت هل تعاملهم بالمثل وكما يعاملوك أو كما يتعاملون بعبارة أصح أو أنك تمارس أخلاقياتك التي تربيت عليها وأنشئت بها وتبقى في حيرة من امرك وكأنك تصارع فكرتين تنتصر إحداهما لا محال في نهاية المطاف وهما إما أن تصبح سيئ الطبع وحاد المزاج وصعب الممارسة وثقيل العشرة كما يفعل من هم بهذه المواصفات وإما أنك تعود الى ذاتك وأخلاقياتك وطيبة أصلك ودماثة خلقك وليونة عريكتك ولطف نفسك ..
فأي فكرة ستعتمد ؟؟
في الأولى ستتقي مساوئ الآخرين وتحصن نفسك من إعتداءاتهم سواء الكلامية او حتى تصرفاتهم السلوكية وستبني حولك طوق من الحماية أساسه سوء الخلق والتعدي وعدم الإكتراث للآخر .وهذا يجعلك تنسلخ عن إنسانيتك شيئا فشيئا وتتحول الى وحش صعب المراس في المستقبل .
وإما ان تمارس أخلاقياتك ولطافة معاشرتك وسماحة نفسك فستجني على نفسك وستصبح عرضة للاعتداءات السلوكية والكلامية من الاخرين وستعتبر كائن ضعيف في نظرهم وعوامل هذه الحالة هي الخلق والأدب والتسامح ولين العريكة ودماثة الخلق والنفس الطيبة .

إذا ما هو الحل ؟؟؟

هنالك طريق ثالث مختصر جدا يجعلك تكسب الفكرتين في آن واحد وستصبح في كلا الحالتنين في مأمن وراحة نفسية وهذا الطريق هو:-
أن تجند نفسك على التعامل بالمثل مع البعض وأن تتعامل بالخلق والسماحة مع البعض الآخر
ببساطة شديدة : تعامل مع أصحاب الخلق العظيم والأدب الرفيع والبسطاء بمنتهى الأخلاق العظيمة التي جُبِلتَ عليها وتربيت في كنفها .
وتعامل مع أصحاب الخلق السيئ والمتذمرين وأصحاب المزاج المتقلب والمبغض بنفس طريقتهم وكما يعاملوك فستجد أن الأشخاص من هذا النوع يحترمونك ويقدرونك ويحسبون لك الف حساب وحساب

وفي كلا الحالتين سيحترمك الطرفان بكل حفاوة. 

الخلاصة كما يقولون
لا إفراط ولا تفريط ولكن أمرا بين أمرين
أي لا تكن لينا فتعصر ولا تكن يابسا فتكسر

تعامل مع الجميع حسب طبعه فستربح راحة بالك

حسام محمد

ثقافة السلوك لا ثقافة المعلومة : حسام محمد



الثقافة بصورة عامة تشمل العلم والسلوك ولكن المعيار في تقييم الثقافة برأيي البسيط هو معيار الثقافة على أساس السلوك لا على أساس كثرة المعلومات وسعة الإطلاع ففي سعة اللإطلاع قد يمتلك شخص ذاكرة قوية جدا يستطيع معها أن يحفظ نصف مكتباتنا الأدبية ولكن الحفظ وحده دون ثقافة سلوك وتعامل لا تأهله أن يكون مثقفا يحسب على نخبة المثقفين
والثقافة من التثقيف أي التهذيب وازالة كل ماهو مظلم وسوداوي من جهل وتعصب ودناءة والخ... في حياة الإنسان المثقف الواعي المدرك لحقيقة الحياة وسلوكياتها المتعددة .وهذا التثقيف أحيانا ينتج عن قراءة ومطالعة وسعة ادراك وأحيانا يكون كسبي ليس له علاقة بكثرة المعلومات البشرية فقد تجد أمي مثقف ثقافة سلوكية في التعامل مع كل شخص وقد تجد رأس محشوا بالمعلومة الفكرية والثقافية ولكنَّ شخصيته غير مثقفة سلوكيا فتجده يتعالى على الاخرين ويزدريهم او يغتر بنفسه ويتكبر على الاخرين ويترفع بداعي الثقافة المعلوماتية أما مثقف السلوك فمهما علت مكانته الاجتماعية ومهما ارتفع محصوله العلمي فإنه يبقى بقمة التواضع والبساطة لأنه يحمل شخصية قوية غير ناقصة وغير محتاجة للكمال من شخص اخر بل هي معتدة بنفسهاوبكيانها وقادرة على التعايش مع الجميع كل حسب مستواه ولياقته واستعداده النفسي والروحي والفكري .