الاثنين، 31 ديسمبر 2012

الوضع الصحي في العراق...إنحطاط إنساني وإستهتار حكومي بأرواح المواطنين





اليوم اريد أن اطرح قضية مهمة جدا لا يمكن السكوت عنها وكان علي ان اطرحها من زمان ولكن كنت انتظر الى اي حد ستصل واليوم طفح الكيل وبلغ السيل الزبا ويجب أن أطرح القضية على جميع الملأ وهي قضية الفساد الصحي وتردي الخدمات الصحية وضعف الأداء الصحي الحكومي والإستهتار بأرواح المواطنين الأبرياء_في بلد تبلغ ميزانيته السنوية 100 مليون دولار وهي أكبر موازنة عرفها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 من القرن الماضي ولغاية سنة 2011 حسب بعض المصادر الحكومية . حيث لم يشهد العراق ميزانية بهذا الحجم وأنا أتحدث طبعا عن ميزانية عام 2012  التي ذهبت دون رجعة ولكن سؤال مهم جدا.. أين الخدمات الصحية والبيئية من هذه الموازنة وهل تم تخصيص وصرف مبلغ كافي لتغطيتها بشكل كلي يضمن للمواطن البسيط خدمات صحية ينعم بها كما باقي دول العالم وهل هناك أيادي أمينة تقوم بصرفها بشكلها الصحيح ؟؟ كلا وألف كلا فالكوارث الصحية في العراق باتت أمر مخجل وغير إنساني أبدا إضافة الى المعاملة السيئة جدا والغير مقبولة من قبل الكوادر الصحية والطبية في المستشفيات والمراكز الصحية الصغيرة ومن دون رقابة حكومية وكأن الحكومة المركزية أو ما يسمى أيضا بالحكومات المحلية نيام لا يستيقضون ...وإذا شاء القدر أن يستيقضوا من سباتهم العميق بعد صراخ النساء والأطفال والفقراء من آلامهم وأوجاعهم فإنهم يكتفون بتوبيخ بعض مدراء المستشفيات والمراكز الصحية أو إقالتهم من مناصبهم  وهذا لا يؤثر على عملهم كأطباء وكوادر صحية تعمل بقطاعات اخرى غير حكومية كالقطاعات الخاصة من مختبرات وعيادات والبعض من الكوادر الطبية اصبح يفتح دكانا في بيته لمزاولة بعض الاعمال الصحية ..كزرق الأبر والتداوي وقياس الضغط والسكر.....والخ  وهذا يعني أن المضمد الصحي او الموضف الصحي لا يتأثر أبدا بالتوبيخ والاقالة والعقوبات حيث يعتبرون العمل في القطاع الحكومي فقط من باب اضفاء الشرعية ليزاولوا عملهم في القطاع الخاص فإذا ترك العمل الحكومي فهو ضامن أن يعمل في القطاع الخاص وهذا سبب رئيسي لضعف اداء بعض الكوادر في المستشفيات الحكومية ...لا اريد أن اطيل الحديث في القضية بشكل عام وأريد أن أدخل في الواقع القريب الذي لمسته والذي يتشابه في جميع انحاء البلد وكأنها مشاكل صحية مستنسخة من مكان لآخر
الان سأقوم بسرد أمثلة واقعية من الحياة اليومية التي نعيشها وأبين كيف تسير الخدمات الصحية في بلدنا بشكل غير مقبول جدا وهي كما يلي
المستشفيات الحكومية....
عندما يصاب أي شخص بمرض ما فعليه أن يراجع المستشفى الحكومي وهذا في كل بلدان العالم شئ طبيعي ولكن في العراق ماذا سيجد ..فضلا عن قذارة المكان سيجد قصابيين يرتدون ملابس بيضاء لا تعكس بياض القلوب وبياض الانسانية الناصعة بأي شكل من الأشكال وإنما فقط قطع قماش كتعريف وتمييز الموظفين عن المراجعين لا أكثر..فعندما تأتي لتقطع تذكرة الفحص ستجد أشخاص لا يعرفون الابتسامة ولم يمارسوها على ما يبدوا ولكن لكي لا نظلم الجميع فنقول البعض وليس الكل ..ولكن البعض الأغلب للأسف ..وعندما تقطع تذكرة وتذهب للطبيب ستجد رجلا أو امرأة تقعد خلف كرسي دوار ويبدأك بالسؤال ماذا تشعر وما هو مرضك من دون فحص طبعا وكأنك تعلم ما بك .فإذا كنت اعرف ما بي من مرض وكنت اعرف ما العلاج فلماذا جئت للمشفى ؟؟! والطبيب المحترم طبعا لا يكلف نفسه فحص المريض الا بحركات روتينية لا تغني ولا تسمن من جوع فقط حركات تمثيلية وبعدها يكتب لك علاج بحسب وصفك لمكان الألم ويأمرك أن تذهب للصيدلية التي ستفاجئك بأن الدواء غير موجود وعليك شرائه من القطاع الخاص أوالصيدليات الخارجية والطامة الكبرى أن نقودك لا تكفي لشراء نوع واحد مما كتبه لك الطبيب المحترم ..أما لو وجدت العلاج وعليك أن  تذهب للمضمد الفلاني لتزرق الأبرة او التحليل بأخذ دم أو قياس ضغط الدم ستواجه مضمد مكفهر الوجه لا ينظر لك أبدا ويقوم بواجبه بتثاقل وقد يسمعك بعض الكلمات الجارحة والمزعجة ..وكما قلت البعض وليس الكل للأمانة...هذا بصورة عامة إضافة الى عدة أمور مزعجة للغاية كنظافة مكان المستشفى وتنظيم الطوابير والانتظار الطويل و.و.و.و والطامة الأكبر أنك لا تمشي في المستشفى الحكومي الا وبجيبك حفنة كبيرة من الأموال قد لا يبقى منها عند انتهائك من زيارة المشفى سوى أجرة التكسي  لتعود الى بيتك وقد أصبت بمرض نفسي خطير ومعقد.بسبب دفع الأموال..هذا ان ان بقي عندك شئ من الاموال..ولكي لا تتصور ان كل المبلغ تصرفه للأدوية والفحص أطمئنك أن أغلب النقود تذهب كإكرامية وحوافز مالية للعاملين في المشفى فعامل النظافة لا ينظف مكان اقامتك في المشفى أحيانا اذا أمرك الطبيب بالمكوث في المشفى الا أن تعطيه شئ من المال والعاملة لا تحضر لك مستلزمات الاقامة الا بعد دفع قدر من المال لتحفيزها علما ان الحكومة لم تقصر بصرف حوافز لهم للأمانة ..
 والمضمد بعد العملية الجراحية ان اجريت لك لا يقوم بتنظيف وتعقيم مكان العملية بسهولة الا بعد توسل واعطائه شيئ من المال والبعض منهم يصرح علنا بانه يجب عليك إعطائي مبلغ من المال لأقوم بتنظيف بعض الأماكن الحساسة من جسمك من باب الترفع والحق أن هذا واجبه وليس فضلا او كرما منه  !!!! والعجيب جدا جدا هو أن نفس هؤلاء العاملين في المشفى الحكومي من طبيب الى عامل نظافة  عندما يعملون في المستشفيات الأهلية ستجد كائنا أنسانيا لا مثيل له أبدا بمنتهى الرقة والأنسانية والتعاطف والعمل الدؤوب والسر بسيط  أن المستشفيات الأهلية تعطي رواتبا خيالية لبعض الاطباء والكوادر الطبية الأخرى لا يحصلون عليها في المستشفيات الحكومية العامة
في عيادة الطبيب الخاصة ...
عندما تزور الطبيب في المشفى العام الحكومي ستجد كما قلت سابقا معاملة لا تنتمي للإنسانية بأي شكل من الأشكال ولكن ماذا يحدث لو زرت نفس الطبيب في عيادته الخاصة ؟؟؟ ستجد كائنا ملائكيا عجيبا وليس مجرد طبيب يعالج الجسد ..فعندما تزور هذا الطبيب في المشفى الحكومي ستجده قصابا لا يهتم بك كإنسان لك حرمة وسبب هذه المعاملة الجافة هي كي تضطر لزيارته في العيادة الخاصة ولكي يتمكن من افراغ جيبك بشكل مريح دون رقابة من السلطة وبطرق فنية اقناعية لا تشعر بها أبدا ...
 سأخبرك عيزي القارئ بتفاصيل زيارة الطبيب في العراق بعيادته الخاصة وهي كما يلي إستمع جيدا ولكن انصحك بأن تسترخي كي لا تصدم ...
 عندما تضطر بسبب عدم الاهتمام بك وبمرضك في المشفى الحكومي ستظطر لزيارة الطبيب في عيادته الخاصة كي تلاقي بعض الاهتمام الجاد في قضيتك وعلاجك وستلاقي أولا ..العامل او العاملة الذي سيعطيك تذكرة الحجز ومن هنا تبدأ رحلة الجيب النازف فإنك ومن دون سلام أو كلام ستدفع عشرة الاف دينار أو البعض خمسة عشر الف دينار والاخر خمسة وعشرون الف دينار حسب نوع الطبيب وهذه تسمى (الكشفية) يعني مجرد الفحص من دون شئ اخر ..تدخل بعدها لغرفة الطبيب احيانا تجدها مرتبة ونظيفة ومنعشة واحيانا تجدها  أسوء حالا من المشفى الحكومي والسبب كثرة المراجعين وقصر الوقت !علما ان عطلة الطبيب في العيادة فقط في الدوام الصباحي .والطبيب بدوره يقوم بالترحيب بك بشكل جيد جدا وكأنه يحمل خلق نبي من الانبياء في حين هو نفسه ذاك المكفهر الوجه في المستشفى الحكومي ..فتجلس بالقرب من الطبيب والكلمات الجميلة والمريحة ترن بإذنك بكل اهتمام ويقوم بفحصك بشكل دقيق وطبعا بأجهزة حديثة نوعا ما لا تجدها في المشفى الحكومي ..لأن الحكومة الموقرة عاجزة عن تأمينها بينما الطبيب العادي يأمنها بكل سهولة !! فبعد أن يتم الفحص الدقيق سيقوم بكتابة العلاج المناسب والشرط الوحيد هو أن تجلب العلاج من الصيدلية التي أمرك بها الطبيب والا ستقوم قيامتك ويتحول الطبيب الإنساني الى وحش مفترس يلتقمك بكلماته الجارحة ..فإياك إياك أن تخطأ في جلب العلاج من صيدلية اخرى ..لأن نفس العلاج في الصيدلية الاخرى لا يعمل لأن الطبيب الموقر لم يرضى به فيتحول الى مرض وليس علاج ...وطبعا كما يعلم الجميع أن العلاج من الصيدليات الخارجية مكلفة الثمن بشكل لا يطاق لذوي الدخل المحدود والغير موظفين في دوائر الدولة العراقية...وطبعا هذا هو اتفاق بين الصيدلية والطبيب لإعطائه حصة كبيرة من بيع الادوية ..بعبارة أخرى أن الطبيب يتحول هنا الى سمسار للصيدلية..لتصريف الادوية التي جثت على رفوف الصيدلية لأمد طويل والبعض منها منتهي الصلاحية دون رقابة حكومية ...وعندما تعود للطبيب بالعلاج كي يصف لك طريقة استخدامه ستتفاجئ بأن الطبيب يصرخ بوجهك الم أكتب لك الدواء الذي تصنعه الشركة الفلانية الانكليزية فلماذا اتيت بهذا الدواء التي تصنعه الشركات العراقية او العربية الا تعرف انه غير جدير بشفائك !!!؟ ولأن الدواء الانكليزي اقوى مفعول يجبرك الطبيب لجلبه وكمريض تريد أن تشفى بسرعة نوعا ما .وطبعا المبلغ كبير جدا فتضطر لتعود لشرائه من جديد وبكمية من المال تقصم الظهر ..هذا حال العيادات الخاصة .
 الطوارئ في المستشفيات الحكومية...
اما عن الطوارئ في المستشفيات الحكومية فستجد العجب العجاب وخاصة في مستشفيات الولادة فستلاقيك دواهي عظمى فكم من مرأة فقيرة ماتت بسبب اهمالها في المشفى دون انقاذ ولأسباب تافه ومخجلة جدا وهي أن المريضة لم تراجع الطبيبة الفلانية المسؤولة عن المشفى في عيادتها الخاصة اذا ما صادفت خفارتها الليلية  وبالتالي لا تقوم بتويليدهابشكل جيد او لا تولدها نهائيا وتموت المرأة بدم بارد جدا دون مسؤولية أو عندما تأتي إمرأة بحالة خطرة بسبب نزيف ما فستجد ان الاجراءات التعقيدية للمشفى تجعل المريضة تفارق الحياة ولم تكتمل الاجراءات بعد واول الإجراءات تأمين مبلغ من المال قبل عمل اية عملية جراحية للمريضة النازفة والسبب أن المريضة كانت تراجع طبيبة أخرى أو مستشفى اخر قد استنزف كل اموالها فمن أين تأتي هذه المسكينة بالأموال الطائلة التي تصل الى نصف مليون دينار عراقي أو أكثر ؟؟؟؟!
وهناك حادثة مضحكة مبكية بنفس الوقت ينقلها لي أحد أقاربي يقول عندما أتينا بأحد أصدقائنا الى مستفى في بغداد العاصمة وهو مستشفى مشهور جدا وكان مريضا لم نجد سرير نضعه عليه فالأسرة ممتلئة كلها فسألنا ممرضة هل يوجد سرير فارغ أجابت وبكل برود إنتظروا لحين ما يموت هذا الشاب المريض وقوموا بوضعه مكانه!!!! ..الى اي حد وصل الرخص بالمواطن العراقي لدرجة انه يموت أمام اعين الاطباء والممرضين بشكل طبيعي دون اي اهتمام وكأنه جهاز ينتظرونه ليفقد شحنه ويستبدلونه بآخر وفعلا بعد لحظات مات الشاب ونقلوه وقمنا بوضع مريضنا على السرير وبصعوبة لأن مريضنا اصيب بصدمة بسبب الموقف الذي رءاه وهو موت الشاب امام عينيه ..فأي خزي أكثر من هذا الخزي والعار الحكومي في أدائهم الصحي هل لهذه الدرجة المواطن العراقي أصبح رخيص في حساب الحكومة وهناك آلاف الأمثلة التي يخجل الانسان من ذكرها والتطرق لها ولكن لمن تشكوا ولمن تصيح ولمن تقدم كل هذه المآسي ومن يستمع لك ويقوم بالتغيير فعلا ..هل هو السياسي الذي يتداوى بأفضل مستشفيات العالم او البرلماني الذي لا هم له سوى ان يشرع قوانيين رواتب النواب وشراء سيارات مصفحة ضد الرصاص لحمايتهم الشخصية ..أم تشكوا لبعض رجالات الدين الذين يغطون بعض السياسيين تحت عبائاتهم الرخيصة مستغلين الروحية والقدسية لتمشية أهوائهم الشخصية ..
ختاما
فالسؤال المهم والواقعي الذي يجب أن يطرح بقوة هل قام أحد المسؤولين في الحكومة المركزية أو المحلية أو احد النواب او المحافظين بزيارة المستشفيات الحكومية للعلاج  لهم أو لأبنائهم أو عوائلهم  ..أبدا ..هل قاموا بتفقد المستشفيات ووضعها الاداري وهل راقبوا العمل عن قريب ..ابدا ..هل سمعو شكاوى المواطنين وهل قاموا بتغيير واقع الصحة والعمل الصحي الانساني ..كلا  بل هم مهتمين بأنفسهم فقط وفقط لا غير ...
الفساد الإداري والمالي  لا زال قائما على قدم وساق في مؤسسات الدولة الصحية بشكل واضح وفاضح جدا والى الله المشتكى والى الشرفاء من أبناء هذا الوطن الجريح
ولا بد أن أذكر أن لدينا في العراق وللحقيقة وللأمانة كوادر طبية مشرفة جدا وتتحلى بالإنسانية ولكنها قليلة جدا غطت عليها الكوادر الفاسدة ونحن نجلهم ونقدم لهم كل الحب والامتنان وندعوا لهم بالإستمرار والتقدم وأن يكونوا هم الأقوى والأكثرفاعلية في البلد

حسام العبودي 
العراق _ذي قار 
hussammy_1985@yahoo.com
تويتر
 https://twitter.com/hussamy_1985

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

قصة حلم حزين

بعد يوم متعب في العمل وبعد انتهاء واجبي الليلي عدت لأنام من جديد لألاقي ذلك الحلم المحزن كان حلما مليئ بالمغامرات المتعبة لم أميز فيه أي شئ سوى بعض الاشخاص الذي ميزت وجودهم تمييزا طفيفا من دون ذكر أشكالهم فقط أسماء أسمعها تتردد في الحلم فلان وفلان وفلان .. وصورا مزعجة وحزينة ..كل هذه الصور والتشويشات ما كانت أمام حلمي الأخير أي شيئ يذكر ..آه الان أكتب وأنا اعيش بين طيات ذلك الحلم المرعب المحزن الذي أثر على نفسيتي تأثيرا سلبيا ملموسا في اليوم التالي ..رأيت عندما كنت في الشارع المؤدي لبيتنا ...آه ماذا رأيت؟ وليتني لم أرى ما رأيت ...رأيت جنازة يحملها أشخاص أعرفهم أثناء وقت الحلم أما الآن لا أتذكرهم من يكونون ..أنظر اليهم بترقب وحذر لمن هذه الجنازة يا ربي كم هو شعور مخيف ولماذا يشيرون لي ولماذا نظراتهم تزلقني بحزن هل هذه الجنازة تعود لي ..أشعر بالغربة أشعر بالحزن أقسم أني أكتب الآن ودموعي تترقرق بعيني ...تقدمت اليهم وأنا امشي في تشييعها مع المشيعين لم يخبروني من في الجنازة .لكني بدأت أضطرب إضطراب الريشة في الهواء كلما إقتربت الجنازة من بيتنا ولماذا تتجه نحو بيتنا بالذات ... يا رب مالذي يحدث مشينا ومشينا وإقتربنا من بيتنا ياربي وهنا  قامت قيامتي عندما توقفت الجنازة أمام بيتنا ..يا الله صبرك.. توقف الاشخاص الذين يحملون الجنازة وهم ينظرون لي ...آآآآه هل صدق ظني ..لا لا .. لا أصدق أبدا ليست هي لا.. لازلت أحتاجها لا زلت طفلا أحتاج لحنانها لازلت أحتاج لحضنها لازلت أحتاج لوجودها لازلت أحتاج أن أشم رائحة جسدها ..أقسم بالله أني أبكي الآن وأنا أكتب لكم أحبتي وكأني أرى الحلم الآن أمامي وأعيش تفاصيله بدقة وبنفس المشاعر ونفس الصور الحزينة التي كنت أعيشها وقت الحلم الحزين ...هل هي التي ظننتها ....هل هي التي كدت أفقد عقلي لو صدق ظني من أنها هي التي رحلت عني ...آآآآآآآه تمنيت شيئا وقتها وأشعر كأن الله قد استجاب لي حيث أفقت من نومي بالحظة التي حاول أحد الأشخاص أن يرفع الكفن عن وجهها ..آآآه لا أدري لو لم أفق من الحلم ماذا سيحصل لي ..أعتقد أنكم عرفتم من كنت أقصد ..نعم هي . كما توقعتم ..تلك التي حملتني في بطنها من دون منة ..نعم هي التي أرضعتني وآوتني بحب وحنان دون تكلف ودون تصنع ...هي تلك الخيمة التي عشت تحت كنفها بود ...آآه هي تلك المرأة الكبيرة بقلبها ..ماذا أقول فيها وماذا أذكر من مواقفها منذ أن أولدتني ...ماذا أقول فيها وللآن لم أفطم من رضاع حنانها رغم وصولي لعمر السابعة والعشرين من العمر ...نهضت من نومي وأنا حزين وأدعوا من الله أن يكون مجرد حلم ..ولله الحمد كان كما دعوت وتمنيت ..كان حلم لكنه حلم قاسي ..لم يراعي رقة قلبي ...كان حلما سيافا .قطع عنقي دون رحمة ليتركني جثة ترفس أرض الذكريات لتثير حزني وألمي وتتركني أعيش بحالة حزن لهذه اللحظة ..إنه حلم لا انساه ..لن أسامحه أبدا ..لن أرحمه لو كان كائنا حيا ...أتمنى أن لا أعيش هكذا حلم من جديد ..أتمنى أن لا يفجع الله أحدا بمثل هكذا حلم ...لاني عشت تفاصيله المأساوية 

الأحد، 16 ديسمبر 2012

سبب عزوف المشاهد العراقي عن مشاهدة الدراما العراقية..هو ضعف التلقائية في أداء الممثل العراقي

التلقائية أو الأداء التلقائي في الأداء التمثيلي تعتبر من أهم مميزات الموهبة التمثيلية لدى الممثل الموهوب وهذه التلقائية إما ان تكون فطرية مغروسة في اللاوعي لدى الممثل أو تأتي نتيجة تدريب حثيث من قبل المخرجين للممثلين الذين يشرفون على تدريبهم قبل العمل وقبل الشروع به..
وهذه التلقائية في الأداء نادى بها (قسطنطين ستانسلافسكي) الذي يعتبر أبو الأداء التمثيلي الحديث وهو الذي أكد على أن يكون أداء الممثل أداءا تلقائيا من دون تصنع أو تكلف وتتلخص نظريته التي طرحها والتي لقيت ترحيبا واسعا بين الأوساط الفنية (بأن الممثل الناجح هو من يقوم بدوره بشكل تلقائي من دون أن يتظاهر بأنه يعمل عملا مطلوب منه او يشعر المتفرج بأنه يتصنع دوره بشكل ملفت للنظر_ وإنما يعتبر أن الممثل الذي يأدي دوره بشئ من التلقائية والإرتجالية _بالنسبة للاحاسيس والمشاعر التي يريد ان يظهرها الممثل للجمهور_ هو الممثل الناجح والمؤثر والذي يوصل الرسالة بشكل جيد جدا
أنا هنا لست بصدد شرح التلقائية بالشكل الإصطلاحي والفني ولست بصدد شرح ماهية التلقائية إنما أشرت لمعناها هنا بشكل مختصر لكي يفهم القارئ العزيز بأن ما أريد أن أطرحه بشان الممثل العراقي وضعف أدائه التلقائي إنما هو هذا المقصود وهي التلقائية بمعنى الأداء غير المتكلف والمتصنع من قبل الممثل.
فالممثل العراقي اليوم وخاصة جيل الشباب الذي يخرج على الشاشة أو يقف على خشبة المسرح  يفتقر بشكل كبير جدا للتلقائية التي قصدتها هنا والتكلف في الأداء والتصنع واضح جدا على تقاسيم وجهه وتعابيرها ..وهذا للأسف الشديد هو بسبب عدم وجود الموهبة التمثيلية لدى الممثل أساسا أو عدم تدريب الممثل من قبل المخرجين وعدم تكليف الممثل نفسه بتدريب نفسه على أداء بعض المشاعر التي يجب ان تظهر بشكل تلقائي وارتجالي كالغضب والفرح والحزن والإنفعال وردة الفعل المفاجئة والعصف الذهني... والخ من الأدوات التمثيلية التي يجب على الممثل إتقانها بشكل جيد كي يخرج المتفرج من حالة الإدراك بالتمثيل الى حالة عدم الإدراك بأن هنالك عمل تمثيلي يقوم به ممثل أمام كاميرة أو على خشبة مسرح ..بعبارة أوضح أن الممثل بفضل أدائه المتقن والتلقائي سوف يجعل المتفرج يعيش أحداث المسرحية أو المسلسل كما لو أنها حدثت فعلا على أرض الواقع بمتعة  أكبر وإندماج أكثر مع مجريات أحداث القصة وتفاصيلها ..فالتلقائية بهذا المعنى تفتقدها أنت كمشاهد غير متخصص  في شخصية الممثل العراقي أحيانا.. ولا أدعي بأن كل الممثلين العراقيين يفتقرون لهذه التلقائية بل هنالك من الممثلين ممن يتمتعون بأداء تلقائي كبير جدا أمام الكامرة وعلى خشبة المسرح ويتمتعون بالإسترخاء الملحوظ. كالممثل القدير (جواد الشكرجي)و(سامي قفطان)و(مكي عواد)و(وهناء محمد ) و(طه علوان)و(والفنانة الكبيرة سليمة خضير ) وغيرهم الكثير من الجيل السابق ..أما عن سليمة خضيرهذه الفنانة التي كانت تمثل بكل إحساس وتلقائية عندما تمثل دور الأم الحنونة العاقلة والكبيرة كانت ترتجل مشاعرالأمومة كما لوأنها أم حقيقية للممثل الذي يمثل معها بدورالإبن بكل تفاصيل الإنفعالات والتأثر وحركات الوجه في الفرح والحزن  بحيث تشعرك كمتفرج بأنك تشاهدها من خلال كوة صغيرة تطل على حياتها اليومية الإعتيادية وليس عبر شاشة أو مسرح...هذه التلقائية تفتقدها في شخصية بعض الممثلات العراقيات من جيل الشباب اليوم وللأسف الشديد تجد الكثير من المشاهدين يفضلون مشاهدة الدراما السورية والمصرية وحتى الخليجية  بشكل كبير على الدراما العراقية والسبب هو ضعف الأداء التلقائي للممثل العراقي وعدم إيصاله للأحداث في المسلسل أو المسرحية بشكل مثير للمشاهد إضافة لبعض القصص لبعض الكتاب والمؤلفين  الغير مؤثرة والتي لا تروي ضمأ المشاهد والتي أحيانا تكون إستنساخ لقصص مملة مطروحة لاكثر من مرة . كالقصص التي تتحدث عن الوضع في العراق والمآسي كالإرهاب والقتل والفقر ....والخ ..أضف الى ذلك النبرة الصوتية للمثل العراقي لمن لا يمتلك تلقائية في الأداء تكون نبرة جافة وخالية من الموسيقى المستساغة لأذن المتفرج والتي تخرج من دون إنفعال وتفاعل مع مجريات الحدث فكلنا يعرف نبرة الصوت عندما نكون بحالة غضب كيف تخرج أو عندما نسمع بخبر مفرح بصورة مفاجئة كيف يكون رد الفعل لدينا .وكيف تطغى مشاعر الفجئة والإنبهار على وجوهنا مع أنفاس مخنوقة تخرج مع صوت مرتبك وهي ما نسميه الشهقة عندما نرى من نحب وهو يدخل علينا بصورة مفاجئة .أو عندما نسمع خبر محزن بطريقة غير متوقعة كيف ستتغير ملامح وجوهنا ونبرة أصواتنا المكظمومة والمنكسرة .كل هذا يفتقده أداء بعض الممثلين العراقيين الغير تلقائي لهذه المشاعر أما المرونة الجسدية واللياقة فللاسف الشديد تجدها مفقودة بشكل تام أحيانا عند جميع الممثلين سواء كانو عراقين أو من مختلف بلدان العالم وأقصد البعض ممن أشرنا لهم والذين لا يمتلكون أدائا تلقائيا بصورة عامة .فالتدريب البدني مهم جدا وفي بعض دول العالم هناك معسكرات تدريب لياقة بدنية للممثلين مدعومة من الدولة لتحريك الجمود الراكد في جسد الممثل .. لا اريد أن اطيل على القارئ العزيز كي لا يشعر بالملل ولكن فقط أريد ان أأكد ان عزوف اكثر المشاهدين عن مشاهدة الدراما العراقية هو بسببب ضعف الأداء التلقائي عند الممثل العراقي
بقلم//حسام العبودي
العراق_ذي قار








السبت، 15 ديسمبر 2012

(الى نون)

(الى نون)

نون نون 
ماذا تريدون 
قلمي يبصر دربه
وانتم لا تبصرون 
قلمي يريكم النور
وأنتم تعمهون 
نون نون 
 ضد القلم 
نون نون 
ضد العلم
فهذا نون
 الا تفهمون
الا تدركون 
الا تعلمون
بانني أنا القلم 
وانا العلم 
فلماذا يقتلني نون
وانا بوطني مجنون
وهائم بجماله مفتون
إنصتوا لي جيدا 
فأنا بروعة بلدي 
أقول الشعر 
 وأنا بروعة بلدي 
أكتب نثر
وكل أنواع الأدب
وكل الفنون
فلماذا لا تعرفون
ولماذا لا تعقلون
ولماذا بنعمة هذا الوطن
تكفرون
وأنتم بآلائه تنعمون
وبخيراته تلعبون
ويبطش نون 
ولا تنطقون
ولا ساكن تحركون
ولم اسمع كلا يا نون
نون نون يا ملعون
نون نون 
انك مهزوم مطعون
 نون نون 
إقرأ قول الله تعالى 
وتمعن بالقول كثيرا
وافهم ما معنى المضمون
نون نون 
والقلم وما يسطرون 
لم يبقى شيئا من عمرك 
احذر احذر يا مجنون

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

العراق.. جنة مؤقتة قبل الانتخابات وسياسات دنيئة يتبعها المرشحين للوصول الى المناصب





إن المتتبع لما يجري في  العراق منذ بدء تشريع قانون الانتخبات ولحد هذه اللحظة سيجد ان السياسيين المتصدين للسلطة يتبعون سياسة خاصة لا توجد في كل دول العالم المتحضرة ولعله حتى في بعض الدول العربية التي تحضى بشئ من التطور العمراني والاقتصادي نوعا ما ...وهذه السياسة هي سياسة كسب الناخب العراقي بطرق  مخادعة دنيئة و هي لعبة مكشوفة وسافلة جدا تصل الى حد الانحطاط والتردي وهذه السياسة هي كما يلي ....
 عندما يقترب  موعد الانتخابات لمجلس النواب او انتخابات مجالس المحافظات ستشهد المحافظات موجة اعمار وبناء وتشييد لمعظم الدوائر والشوارع والابنية الحيوية والقطاعات الخدمية  بشكل جدا ملفت للنظر وذلك قبل شهرين او اكثر من قرب موعد بدء الانتخابات حتى يشعر المواطن البسيط بأن هذه الحكومة هي حكومة فاعلة وتعمل بجد وهي الوحيدة التي تستحق ان تنتخب والنواب الحاليين هم افضل نواب والمحافظين الذين يقودون المحافظات هم الاجدر والحقيقة ان هؤلاء هم ثلة متدنية من السياسيين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الخاصة وجيوبهم وممتلكاتهم وعوائلهم...والا أين كانوا قبل ثلاث سنين من توليهم المناصب ولماذا لا يعملون بنفس الحماس الذي يعملون به قبل قرب الانتخابات ..ولماذا يتقربون للمواطن ويعقدون الندوات والاجتماعات ويستمعون لهموم المواطنين وشكاواهم وكأنهم يعيشون هم المواطن والحقيقة هي خلاف ذلك فالنائب العراقي لا يعرف من هو المواطن المسكين المعدوم المسلوب الحقوق الا عند اقتراب الانتخابات والمسؤول الحكومي لا يعرف العائلة العراقية ومعاناتها مع العيش الصعب الا حين تقترب الانتخابات والمحافظ لا يدري ماذا يأكل وماذا يشرب وكيف يحتمي من البرد ابن محافظته الا عندما تدنوا انتخابات مجالس المحافظات .والناس المساكين لا حول لهم ولا قوة ويصفقون ويهتفون لمجرد كلمات يقنعهم بها بعض السياسيين وبعض المحللين الذين تم شراء ضمائرهم من قبل هؤلاء السارقيين لحقوق الشعب ...لا ادري ماذا اقول هل تعلم ان بعض السياسيين يقومون بجولات تفقدية للأحياء السكنية الفقيرة والمعدومة ويعطون مبالغ زهيدة من أجل شراء اصوات الناخبيين والفقير الذي لا هم له سوى ان يشتري لقمة عيش لاطفاله وكسوة يحتمي بها من البرد وتستر عورته  يعطي صوته بأقل ثمن لأنه  ببساطة لا يعرف ما معنى صوت ولأنه اعتاد على اهمال الحكومة له فلم يعد يعرف ما معنى وجوده وقيمته فهو على هامش الحياة دائما سواء أن اعطى صوته او لم يعطي وهذه هي خططهم الدنيئة فهم يهملون الناس ويجعلوهم يشعرون بالاحباط والفقر والجوع . كي يأتوا بعد ذلك كمنقذين وابطال  (كالذي يخنق ضحيته وبعدها يفرج عنها ويصبح صاحب فضل لانه اعطاها فرصة الحياة مجددا وتجد الضحية يشكر المجرم بدل ان يشتكي عليه لأنه سمح له ان يعيش دون ان يموت خنقا ) هذا هو واقع حال السياسي والحكومي العراقي  يهمل الشعب ويجعله يعيش اسوء ايام حياته ويختنق بمعاناته وبعدها يأتي ليهتم به كي يشتري ذمته ويتسلط عليه من جديد وذلك قبل الإنتخابات دائما !!!والشعب للأسف يعيش حالةغباء مطبق فالهتافات والاناشيد بحق السياسيين لا تنقطع والتصفيق والإشادة لا تنتهي والسياسي يطمع اكثر واكثر.. فمتى يصحى الشعب على نفسه ويقف كما وقف ابناء مصر  الذين قالو كلمتهم ورفضوا سياسات رعناء لا تمثل ارادتهم  ومتى ينهض الشعب العراقي ويقول كلا يا سياسيين نحن لن ننتخبكم  مجددا لأنكم لم تحققوا لنا عيشا كريما .ويجب ان يقول يا سياسييين اين وعودكم التي قطعتموها على انفسكم والأقسام الغليظة قبل الانتخابات..فالشعب الذي لا يقول كلا لحكومة  تريد ان تسيره على ارادتها دون اعتراض لهو شعب ميت يتنفس الهواء فقط..
فالناخب العراقي للأسف يكرر نفس الاخطاء لمجرد وعود واهية لا تسمن ولا تغني من جوع من افواه السياسيين المتحيلين على عقول الشعب الفقير ...ثم أن هنالك حقائق عن السياسيين العراقيين يشيب لها الجنين مثلا عندما تكون عائلة لا تملك مدفئة لتحتمي من البرد ستجد ان السياسي الذي رشح نفسه للإنتخابات  يذهب لتلك العائلة ويشتري صوتها مقابل ان يعطيهم مدفئة نفطية تحميهم من البرد ويأخذ عليهم الاقسام الغليظة بانهم لا ينتخبوا غيره والعائلة المسكينة لا تملك سوى ان تقسم بالله انها ستنتخبه ..وسياسي اخر يوزع غطاء في الشتاء اما في الصيف فالبعض يعطي للفقراء مبردات هواء وهناك من يعطي مبلغ عشرة الاف دينار لكل فرد فقير كي يصوت له بالانتخابات وهناك من يستخدم التهديد بحق من وعدوه بالتصويت مقابل مبلغ من المال لا بأس به يصل الى مئة الف دينار عراقي احيانا ...هل توجد دنائة اتعس من هذه الدنائة التي وصل اليها المرشح للأنتخابات في العراق ؟ والمشكلة الشعب لا زال يخدع بسهولة ...والخدمات لا تشهد تحسننا الا عند اقتراب موعد الانتخابات قبل عدة اشهر ..فالعراق يصبح جنة مؤقتة لمدة اشهر معدودة فقط ..وبعدها يعود كنار جهنم .اما عن بعض  رجال الدين  فللأسف الشديد يدعون الناس الى الانتخابات بشكل مقرف جدا مستخدمين الروحية الدينية النافذة بقلوب المواطنيين من قبيل حرمة التقاعس عن الاشتراك بالانتخابات والسبب بسيط ان الكتل التي ينتمون اليها هم من المشاركين بالانتخابات وهناك مصالح خاصة فيما بينهم ..فتجد بعض رجالات الدين كما يطلق عليهم يخوفون الناس بفتاوى ارهاب نفسي فمثلا يقولون للناخب المنتمي لهم والمعتقد بقدسيتهم بأن الذي لا يشارك بالانتخابات وخاصة انتخاب فلان وفلان فإن كل اعماله الدينية باطلة وغير مقبولة وربما يدخل النار وكأن هؤلاء المرشحين هم انبياء لا يخطأون فماذا بعد هذا الانحطاط هل يوجد انحطاط ارذل واقبح. وهل توجد قدسية للدين بعد ان لعب به بعض المنتمين له .الكلام كثير ويوجع القلب ولكن الضمير الحي لا بد ان ينطق كلمته ويقول رأيه بوضوح دون خوف او وجل فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ..يجب علينا كمواطنين عراقيين أن نقول كلمتنا كما قالها اخوتنا بمصر بكل قوة ويجب ان نخرج هاتفين بحقوقنا ومطالبين بها كي لا تضيع من جديد ...فأنا لا ادعوا الى مقاطعة الانتخابات بقدر ما ادعوا الى الانتخاب بصورة دقيقة وبعد تفحص وقراءة لتاريخ وسيرة المرشح كي لا نعيد الاخطاء من جديد وكي لا نندم على ما ارتكبناه بحق انفسنا كشعب وكدولة تريد ان تحيا حياة كريمة


حسام العبودي
العراق ...ذي قار
 hussammy_1985@yahoo.com
تويتر
 https://twitter.com/hussamy_1985
 فيس بوك
 https://www.facebook.com/hussammy

معاناة من ألم الفراق




سأشتاق اليك نعم سأشتاق اليك .سأشتاق لعينيك ..سأشتاق لنور وجهك الذي اضاء ظلمة قلبي ..سأشتاق لإبتسامتك التي كانت تؤنسني  وتزيح همي وتفرج كربي ..سأشتاق لتك اللحظات التي عشتها معك بكل تفاصيلها نعم حبيبتي فراقك علي عسير وانا مهموم كسير ..وليس لي على فراقك نصير ..حبيبتي ..لا تتصوري تلك اللحظات التي عشتها معك ستمحى من ذاكرتي ..ولا تنسى من مخيلتي ..انا لا انساك ..بل سأعيش معك كل لحظة .سأذكرك في كل مكان وفي كل زمان ..سأخلد ذكرك وسأنشد بك الشعر وسأبكيك ببكائية ما عرفها الدهر وسأسافر في ذكرياتي وأعبر بها البحر .حبيبتي كيف أنسى تلك اللحظات التي قضيتها معك وتلك الدموع التي سكبت من عينيك .وتلك الاهات التي خرجت من صدرك كيف انساك حبيبتي ..اتعرفين اين انا الان ...انا الان اسبح ببحر الذكريات الحزينة وأمواج الحزن ترميني الى اعلى وتنزلني الى اسفل الهم والإكتئاب ..حبيبتي انا دونك لا اعيش كما يعيش الاخرين فالحزن صديقي منذ فارقتني .والهم خاواني والألم لاصقني ملاصقة الظل والطريق طويل طويل جدا


اه من فراقك والطريق طويل


...حبيبتي ايهون عليك تركي هاهنا وحيدا وقد كنتي سر سعادتي ..ايرضيك دموعي تسقط على الارض كالمطر ..هل انت من يرضى بذلك وقد كنتي تسكبين شلالات الدموع لفراقي ولو للحظات ...كلا والف كلا فلستي أنتي من يفعل ذلك ..أنتي نور عيني وأنتي روحي التي بين جنبي فكيف تفارقيني وتكسرين جنحي وتذهبين بعقلي وتجعليني أسير في الطرقات كالمجنون الذي لا يعرف ماذا يصنع ..من يطعمني ويسقيني من بالليل اذا نمت يغطيني ..من يقرأ لي قصصا ويسليني .. من ينفس كربي وهمومي وغمومي بإبتسامته ويرضيني ..قولي لي من  الذي يفهمني اذا شكوت له همي  ويشفيني ..حبيبتي من يسمع آهاتي في الليل ومن يمسح بيده الملائكية دمعاتي من بعدك يقرأ كتاباتي ويستمع شعري وأناتي ..من بعدك يؤنسني ويزيح أتعابي وآلامي من بعدك يعرف ما اريد ومن بعدك اذا مرضت يداريني ويقف على رأسي ويسهر ليله لي من ... من .... من ....آه آه آه ثم الف آه لفراقكي وغيابك ...من انا بعدك وماهو حالي .. انا من بعدك مشرد في الطرقات لا اهل لي ولا عشيرة انتي اهلي وعشيرتي ..انتي نوري وبصيرتي انتي من يعرف اسراري ويكتمها عن غيري ..انتي كل شئ لي فمن بعدك يكون كل شئ لي .حبيبتي فراقك علي كجبل شاهق ..ارحميني فالحزن لا يفارقني والكآبة صديقتي بعد ابتسامتك ...ماذا انسى وماذا اذكر هل أنسى حضنك الدافئ الذي كان كالحصن يأويني ...أم هل انسى روحك السمحاء التي كانت تدور حولي وتسعدني ..قولي لي اي شئ انساه وكل شيئ حولي بك يذكرني ...هل انسى مكان جلوسك وهو امامي ..ام هل انسى اغراضك التي كنتي تستخدمينها وهي مقابيلي تناديني .. هل انسى كرسيك الذي عليه تجلسين وتتحدثين وتعملين وهو يجرح قلبي ويدميني عندما اراه خاليا منك ...قولي لي ما أنسى وما أذكر وكل ما هو امامي بك يذكرني .. ماذا ارى وماذا اسمع وماذا احس من بعدك وكل ما حولي ظلمة حالكة ..كل ما يدور حولي هو صراخ حزين يناديني ويزعجني ويربكني ويضنيني ...اه من فراقك حبيبتي وعشيقتي وكياني وروحي وسعادتي وكل ما املك من فرحي ونجاحي وتفوقي ... من ذا الذي بعدك يشجعني ويلهمني ومن ذا بعدك للعلياء بكلماته الرقيقة يرفعني .... حبيبتي . فراقك موتي ..وموتي لا يفارقني ..فأنتي وانا قد تزاوجت ارواحنا في السماء ..فإليك خذيني ولا تتركيني اي حياة بعدك سأعيش انتي حياتي ..أي روح ستسكن جسدي وانتي روحي ..اي انفاس اتنفس وانتي انفاسي البعيدة عني ...اي ماء سأشرب وانتي ماء حياتي ...سأذكرك مع كل لقمة أأكلها . ومع كل شربة اشربها . ومع كل كتاب أقرأه أو قصة أسمعها فكيف لا وانتي قصتي ..وانتي دموعي وانتي روحي وانتي جنتي وأنتي فاكهتي وأنتي شرابي وانتي طعامي ..لا نوم بعدك لي فالسهاد صار صديقي بعد فراقكي وذهابكي .آه بعدك آه ثم آه وآه والف آه ..صرت خلافك كطفل لا يدرك الحياة ولا يعرف ما معنى ان يعيش ويحيا ..انا ميت يأكل ويشرب ويرى ويسمع وينطق لكن دون روح ولا شعور بالزمان ولا بالمكان مجرد انسان يملك لسان ينطق به بإسمك فقط لا أعرف شئ غيرك .لا ارى شئ سواك  لا اذكر شئ الا انتي ..فأنتي كل وجودي وكل ذكرياتي ...سامحيني إن نسيتك في يوم واحدا فقط .هو يوم مماتي عندما يلفوني بكفني ويضعوني في قبري...ولا شيئ بإستطاعتي أن أفعله غير أني



أستودعك حبيبتي الذي لا تضيع عنده الودائع ولا اريد منك سوى شئ واحد أن تقرأي على روحي الفاتحة لأحيا بذاكرتك كما أنتي في ذاكرتي وفي قلبك كما انتي بقلبي وبصدرك كما انتي بصدري وحنيني وحزني وآلامي وآهاتي وأناتي ...وتذكري دائما أني أحبك ....أحبك ...أ..ح..ب..ك ..ي .حتى بعد موتي

حبيبك فداك








الجمعة، 7 ديسمبر 2012

السلطات العربية في وطننا العربي .. لازالت تعاني من أمية التعامل الموضوعي مع التظاهرات الاحتجاجية


لا زالت حكوماتنا العربية لا تفهم ولا تدرك كيف تتعامل مع التظاهرات الاحتجاجية ولا زالت امية التعامل تسيطر على عقول الافراد المتصدين للسلطة التنفيذية ..نحن نعيش اليوم عصر انفتاح وتطور ونعيش عصر الثقافات ولسنا نعيش في غابة قانونها الوحيد هو (القوي يأكل الضعيف) فهذا زمن ولى ولن يعود ابدا حيث الوعي الشبابي اليوم اصبح مدركا لما يدور حوله ولن تتكرر قضية التسليم الصامت المطلق لأمر الحكومة كما كنا نعيش سابقا فزمن السلطة الحاكمة والناس المحكومين بالسوط قد انتهى وولى الى حيث لا رجعة فاليوم هو زمن الثبات والمطالبة بالحقوق حتى تحقيقها ...للأسف لا زال النفس الدكتاتوري مسيطر على عقول الساسة في كل دول الوطن العربي في قضية التعامل مع التظاهرات المحتجة على الوضع الاقتصادي والسياسي والاداء الحكومي ........والخ . ففي العراق تجد السلطة تواجه المتظاهرين المحتجين على( نقص البطاقة التموينية التي هي غذاء الشعب الوحيد والخدمات الحياتية كالكهرباء والماء وتعمير الشوارع .وحقوق العمال والمتقاعدين والجيش والشرطة والقائمة تطول بالنواقص الخدمية )..بأقسى انواع المواجهات فتجد خراطيم الماء الحار والغازات المسيلة للدموع والضرب بالعصي .و.و.و. الخ من ممارسات قمعية من قبل السلطة ورجال شرطتها الذين يملؤون ساحات التظاهرات لقمعها قبل اندلاعها للتضييق على المتظاهرين ..واليوم نشاهد  الحكومات التي تدعي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والتي ولدت من رحم معاناة الشباب الثائر الذي صمد حتى تحقيق النصر .. تستخدم الاساليب القمعية مع الشعب الذي ضحى بليله ونهاره ولقمة عيشه وكل ما يملك من اجل ان يسقط حكومة ديكتاتورية حكمت البلد بقبضة من حديد ونار والتي لم تراعي الحقوق الانسانية لمواطنيها في مصر .وقد حققت الجماهير المصرية الثائرة  أمنيتها ورأوا  بأم اعينهم كيف تسقط وتتهاوى رجالات السلطة الديكتاتورية في مصر الحبيبة المجاهدة واندحروا وولت حقبة مظلمة حكمت مصر و التي سارت بها بدهاليز ظلماء لم تبصر النور ..واليوم يتكرر نفس السيناريوا ونفس القصة وكأن الدنيا تعيد نفسها والاحداث كما هي فنرى نفس القمع والاضطهاد والتعدي على حقوق المجتمع الشرعية بالمطالبة بحقوقها التي باتت مضيعة تحت ظل سلطة تريد ان تحكم بما ترتضيه هي دون المبالاة بمن تحكمه  وكأن الشعب عبيد لا إرادة لهم..نحن اليوم نمر بأزمة حقيقية وهي ازمة التعدي على المواطن الذي يريد ان يجني ثمار ما زرعه من تضحيات على ارض مصر ويريد للدماء التي سكبت ابان الثورة ان تروي عقول الناس بالتحرر والفكر والحوار وليس للرجوع للقمع وتكميم الافواه من جديد..مصر هي من الدول الابية وتمتلك شعب واعي ومثقف و لا ترضى ان تحكم من جديد من قبل حكومة تتعدى على ارواح المواطنيين بحجة الخروج على الرئيس الشرعي والتي تصف كل من يخرج عليها مطالبا بحقوقه المشروعة بالارهابي والمخرب  وبالتالي تقوم بقمعه بشكل لا انساني وغير قانوني اصلا ..مصر بشعبها الأبي لها الحق اليوم ان تقول كلمتها بكل قوة ويجب ان تحترم الحكومة مطالب الشعب مهما كانت حتى لو أراد هذا الشعب ان يستبدل الرئيس او الحكومة برمتها فهو عانى من اجل ان تقوم حكومة ديمقراطية تحكم الشعب على اساس الثقافة والوعي وتبادل الخبرات والسعي لتطوير الصناعات والانتاج وتشغيل اليد العاملة والطاقات الشبابية خدمة لمصرهذا البلد العريق وليس لقيام حكومة لا تراعي باقي الكيانات الاخرى التي تشترك في هذا البلد والتي صمدت ايضا بوجه السلطة الديكتاتورية ايام الثورة انذاك ...فالأمية التي يجب ان تمحى من عقول الساسة الامنيين في كل بلد عربي اليوم هي أمية التعامل مع التظاهرات التي يقوم بها ابناء الشعب بشكل سلمي ومشروع وتحت الضوابط العالمية للتظاهر والتعبير عن المطالب المشروعة ....التعدي على المواطنيين المتظاهرين في مصر حقيقة غير مقبول ويجب  أن يقف عند حده ويجب ان تصان الدماء الطاهرة للمصرين من مسلمين ومسيحين وغيرهم من الديانات في هذا البلد ويجب على الحكومة المصرية ان لا تتعامل مع المواطنين على اساس الانتماء الديني فمصر هي واحدة بكل اطيافها واديانها واعراقها هي مصر الوحدة ومصر التكاتف ومصر الاخوة ومصر الجهاد ..يجب ان تتعلم حكوماتنا في الوطن العربي سواء في مصر او في العراق او في تونس او ليبيا..او باقي دول الوطن العربي... كيف تتعامل مع المحتجين تعامل انساني مبتني على اساس التعايش السلمي والمواطنة وحقوق الاقليات والاديان الاخرى و حقوق التعبير عن الرأي وخاصة حقوق الانسان التي اصبحت اليوم معدومة في وطننا بسبب بعض الممارسات اللا إنسانية.نحن كشعوب عربية نريد ان نمارس حقنا في التظاهر ونريد ان نطالب بحقوقنا المشروعة ونريد ان نعيش حياة كريمة تضمن لنا حقوقنا وهذه مسؤولية الحكومات المتصدية للسلطة في اي بلد عربي ..ونحن عندما نقوم بالتظاهر فنحن نريد من حكوماتنا ان تلبي مطالبنا المشروعة لا ان تواجهنا بوابل من الرصاص الحي والقتل المتعمد والسحق في الشوارع وعمليات الخنق الجماعي والملاحقة الغير قانونية من قبل رجالات الامن والمخابرات والتي تصل الى خارج دولنا احيانا ..
ختاما اوجه تحية حب واكبار من بلدي العراق المظلوم الى شعب مصر الأبي الذي أبى ان يسكت عن حقه فخرج مطالبا بحقوقه المشروعة بكل ثبات وقوة وطاقة وعزم وارادة ..فتحية لمصر واهل مصر .. تحية حب لأبناء مصر من الاحرار ..وتحية حب لأبناء الديانة المسيحية  في مصر لوقوفهم الوقفة الحكيمة التي اعتاد المجتمع ان يشاهدها منهم من قبيل دعوة البابا تواضروس للحوار والحل السلمي للمشاكل الحادثة في البلد وكذلك تحية حب لكل مصري خرج يطالب بحقه المشروع دون خوف او وجل بل بكل جرأة وقوة وثبات وايمان بقضيته ..تحيا مصر وشعبها في نفوس الاحرار 

حسام العبودي
العراق..ذي قار
HUSSAMMY_1985@YAHOO.COM
تويتر
HUSSAMY_1985@

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

المحاصصة الطائفية والحزبية سبب تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في العراق

تعدد الاحزاب الحاكمة في العراق المتصدية للعمل السياسي الحكومي قد أثر بشكل كبير على اداء الحكومة في بناء عراق يريد ان ينهض من جديد بعد ان سقط لعدة مرات .اليوم نحن نعيش ازمة ومشكلة حقيقية تكاد تعصف بالبلد وهي مشكلة التسقيط السياسي والتسقيط الاداري في العمل الحكومي وهذا سببه تعدد الاحزاب الحاكمة في العراق والمتتبع للوضع العراقي يجد ان ما يقارب 80%من التخلف العمراني في البلد هو اساسه التعددية الحزبية والمحاصصة الطائفية التي فرضها الواقع السياسي العراقي في بداية تشكيل الحكومة العراقية بجميع مراحلها من مجلس الحكم المؤقت مرورا بحكم الحاكم المدني (بول بريمر)وقوانينه المؤقتة الى حكومة (اياد علاوي )التي بقيت لستتة اشهر ..وحكومة (ابراهيم الجعفري )لمدة سنة واحدة .والان حكومة (نوري المالكي) بولايته الثانية .. وهذا التعدد والمحاصصة الحزبية والطائفية أثرت بشكل جدا كبير على الواقع الخدمي للبلاد ..فتجد في العراق اليوم هنالك ثلاثة مكونات اساسية كبيرة تقود الحكم في البلاد .وهي الكتلة الشيعية ..الكتلة السنية ...الكتلة الكردية ..وباقي الاقليات حسب كبر اتباعها تأتي بعد هذه الثلاثة الرئيسية .فهذه المكونات السياسية الكبيرة على المستوى السياسي تشهد تناحرا ملحوظا على قيادة البلد على المستوى الخارجي فتجد هنالك قتال مستميت من اجل كسب حزبي ضيق لصالح مجموعة وكتلة من دولة اجنبية لضمان حقوق مشروعة وغير مشروعة على حساب المكونات الاخرى وخاصة على حساب الأقليات التي لم يشأ القدر لها ان يكون لها اتباع كثيرون كما توجد للمكونات الكبيرة الثلاثة الاخرى ..هذا على المستوى السياسية الخارجية اما على مستوى السياسة الداخلية للبلد فتجد هذه الكتل الثلاثة الكبيرة تحث الخطى للوصول الى جذع سياسي قوي يحمي مصالحها الضيقة على حساب المصالح العامة المشتركة للبلد التي تهم الجميع بكل مكوناتهم من طائفة ودين ومذهب وعرق ....الخ أما على المستوى الاداري الحكومي الخدمي بالذات وبشكل اخص فالتسقيط على اساس الانتماء فحدث ولا حرج فنحن نعيش في دولة تحمل شعار جديد اسمه (سقط من هو فوقك ..تأخذ مكانه) وهذا المفهوم انتشر بشكل جدا مخيف وخطر والكل يدركه بشكل عملي يوميا دون ان يشعر بخطورته وتبعاته ..وهذا التسقيط الاداري الحكومي بالذات هو اهم سبب من اسباب التخلف العمراني والسياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والعلمي ..... والخ.. في البلد ..قضية...سقط من هو فوقك تأخذ مكانه... هذه تخص المدراء العاميين ومن هم تحتهم و كما سأشرحه لكم بصورة مبسطة كي يدرك القارئ العزيز كم هو الوضع متردي في العراق بسبب المحاصصةالطائفية والتعددية الحزبية في الحكومة مع عدم وجود قانون حقيقي للاحزاب ينظم العمل الحزبي بشكل سليم ....
فمثلا عندما يكون وزير الكهرباء هذه الخدمة الانسانية الكبيرة  من حزب معين او حتى لو كان مستقل  وتجد مدير المشاريع من حزب ثاني والمسؤول المباشر لتنفيذ المشاريع من كتلة وحزب اخر والمهندس المسؤول على العمل من تيار ثاني  والعمال والحرفيين والفنيين كل من حزب وطائفة ..والخ والتي تطول بنا القائمة لذكرها ...فكيف تتصور ستسير العملية الخدمية مع هكذا انتماءات متعددة والكل يريد ان يحوز النار لقرصه
ببساطة سأشرح لكم ما يحدث بصراحة و بكل تجرد وكما هو موجود من دون زيادة او نقيصة ..التسقيط هنا هو السلاح القاتل معنويا  فعندما يكون وزير الكهرباء من قائمة إئتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي  والمدير العام من التحالف الوطني بقيادة ابراهيم الجعفري فستجد المدير العام المسؤول عن اعطاء الاوامر بتنفيذ المشاريع سيقوم بالمماطلة والتأخير للمشروع كي ينفد الوقت ويتعطل المشروع ويلغى ويحسب هذا الفشل على الوزير لأنه في الواجهة امام المجتمع الذي يريد كهرباء تعمل بشكل جيد ...وبالتالي تقوم المظاهرات والاحتجاجات على شخص الوزير ويضطر ان يقدم استقالته وهذا كله بسبب تقاعس المدير العام والمدراء الاخرين المنتمين لكتلة تختلف عن كتلة الوزير لتسقيط الوزير اعلاميا حتى يتسنى لهم التصدي للوزارة وهذا يحصل بشكل مدروس طبعا وبإيعاز من الكتلة التي ينتمي لها المدير العام ..هذا مثال واحد وبسيط جدا فقط لتوصيل الفكرة للقارئ والا فعندي الاف الأمثلة الواقعية في مجال المعاهدات والتسليح والاقتصاد والقضاء والسياسات الخارجية وغيرها الكثير ولكن لا اريد ان اطيل على القارئ لكي لا يشعر بالاحباط فكل البلدان لها مشاكلها وقضاياها وليست بحاجة لأن اضيف لها مشاكل بلدي...فبمثل هذه الحالة من التناحر والتقاتل على المناصب والتسقيط العلني احيانا عبر وسائل الاعلام والقتل المقصود والتصفيات الجسدية والمكائد الاخلاقية والحرب الشعواء عن طريق التشهير ...والخ من وسائل الضغط والترهيب.يكون السؤال (من هو الخاسر في هذا البلد)؟ اليس هو الشعب العراقي فقط اليس هم الفقراء والارامل والايتام والمستضعفين ..انا لست سياسيا ولست قياديا حزبيا او جماهيريا ولا اميرا عشائريا ولا.ولا..ولا...الخ من التسميات بل انا مواطن عراقي يريد ان يعيش حياة تواكب العصر وتتماشى مع الزمن وتلحق بموكب الحياة العصرية في باقي دول العالم اريد ان احيى كما يحيى الفرد الاخر بأي دولة متطورة.علما ان لدينا خيرات طبيعية تؤهلنا ان نعيش برفاهية وتأهلنا ان نكون بلدا خاليا من الفقراء كما باقي دول الخليج العربي ..فتعدد الاحزاب والكتل في الحكومة مع غياب التكنوقراط واحتساب نسبة القرابة من المسؤول في التعيين الوزاري والاداري وعدم الخبرة الكافية لهو سرطان سيقضي على جسم هذا البلد ويجعله خاويا وميتا دون حراك فالحل هو وضع قانون فعال ورصين ومدروس من قبل السلطة التشريعية  لقضية تعدد الاحزاب والطوائف الحاكمة في البلد لكي تسير العملية السياسية بشكل يخدم الجميع دون تسقيط وتشهير وتعكير للمشاريع التي تطور البلد وتجعل منه بلدا متطورا مواكبا للحياة العصرية ..

بقلم // حسام العبودي
العراق _ذي قار
 hussammy_1985@yahoo.com
تويتر

 https://twitter.com/hussamy_1985