الجمعة، 26 أكتوبر 2012

متى نصبح؟










متى نصبح كباقي دول العالم من حيث التطور العمراني والتكنولوجي ولو على المستوى البسيط متى يصبح التكنوقراط هو الرقم واحد في التعيين على ملاك الوزارات والدوائر العراقية بعيدا عن المحاصصة والتحزبات والمحسوبيات ...متى نصبح افراد عمليين أكثر منا منظرين .متى نرى المسؤول العراقي فعلا مولود من رحم شعب حقيقي ينتخب فيولد قادة وسياسين ورجال أمن ومدراء وعمال يعملون للصالح العام من دون الالتفات الى المصالح الشخصية الفردية ...متى نصبح في مجتمع وفي دولة يحكمها أناس يعملون للصالح العام وليس لصالح العشيرة الواحدة او الحزب الواحد او المنطقة الواحدة ومتى نرى المسؤول الفلاني يقف الى جانب المسؤول الاخر ويساعده في بناء البلد من دون ان يلتفت الى خلفيته السياسية او انتماءه العشائري  او السياسي او الايديولوجي .متى نصبح دولة قانون حقيقية تحفظ للفرد حقوقه الشخصية .متى سنصبح دولة مدنية متحضرة لا تستخدم السلاح الا بوجه من يعتدي عليها من الخارج  متى يصبح عندنا جيش مستقل همه حماية البلد من الخارج فقط . متى تكون لنا شرطة وطنية حقيقية وليس شرطة مرتزقة ومتطفلين على الاختصاص..متى سنصبح دولة  يسودها القانون المدني المتحضر المدروس ونسحق الاعراف القبلية الرعناء .متى يصبح عندنا قضاء نزيه ومجرد وصافي لا تعكره الانتماءات الحزبية او القومية او العنصرية ..متى نصبح دولة زراعية واقتصادية وصناعية وتكنولوجية متحضرة تماشي سائر الدول المتقدمة .متى نصبح نسيج اجتماعي حقيقي وليس فقط حبر على ورق او مجرد رائحة طيبة تخرج من جسد خطابات فارغة المضمون . متى نصبح شعب يقول للمسؤول من اين لك هذا .متى نصبح شعب يحاكم مسؤوله عن نقص خدمات او مشاريع ...متى نصبح دولة تحاكي دول العالم من ناحية التطور العمراني والخدمي ... متى يكون المقاول العراقي المدعوم من الدولة نزيها يعمل بكل امكانياته التي مهما  كانت بسيطة لكي يخرج بعمل يتباها به الشارع العراقي في ذات يوم مع كثرة خيرات بلدنا المتطايرة الى حيث اللاوجود. متى نمتلك اعلاما حرا ونزيها لا ينتمي الا للمهنية والمبادئ والقيم الصحفية المشروعة
متى
ومتى
ومتى
...
لا أدري متى
مجرد فضفضة لا تسمن ولا تغني من جوع فقط متنفس لهموم متراكمة على صدورنا

الأحد، 21 أكتوبر 2012

حب قبل الولادة

في منتصف الليل وعندما كانت النجوم بارزة والقمر في قمة صعوده والليل ليل شتوي فيه برد يكاد أن يكون سفاحا لمن لا يملك غطاءا يحميه من البرد ..قررنا أن نأتي سويا فطرقنا بابين كنا نعيش خلفهما ..كنت أسمعك وتسمعيني وأتحدث معك وتتحدثين معي وكنا مستمتعين تسعة أشهر لا نعرف سوى الحب والعشق في بيتين منفصلين .ولكن أفواهنا إحتاجت لأن تنطق فصرخنا وضربنا بطون أمهاتنا بأرجلنا أي أخرجونا فماعدنا نحتمل حبا في البطونا _فسمعنا صرخات أمرأتين ينادين يا الله أنقذنا وعلينا يا الهي سهل الولادة وفرحنا في أننا سنتنفس الهواء حيث سيكون أول خروجنا هو أن أنطق بأسمك وأن تنطقين بأسمي كما في بطون أمهاتنا تعاهدنا..وحقا ولدنا وخرجنا وتنفسنا هواء الدنيا ولأول مرة رأيت وجهك من دون حواجز .فرقدنا في المشفى ونحن غير مرضى ولكن للرعاية والحماية والغذاء .وعندما رأيت ملامح وجهك وقسماته الملائكية الهادئة جن جنوني وهمت في كاروكي  أي سريري الصغير






 أتقلب يمينا وشمالا كيف لي أن أصبر عنك وعن فراقك إن شاء القدر وصرفت النظر وفكرت في الأمر الواقع وتركت القدر لرب البشر فهو أعلم وأحكم في شؤون عباده ..وهو أبصر ...نمنا سويا في كاروكيين منفصلين ولم يفصلو قلبينا حيث كنا متلاحمين جدا في النظرات في الهمسات في الزفرات وحتى في الصرخات وفي الالام وفي كل شئ ...وكبرنا وعرفنا كل تفاصيل الحياة لكن لم نتعلم أن نحب بعضنا لأننا من قبل أن نولد كنا لبعض عاشقين ومحبين وولهين ومعجبين وذائبين في نفسينا وروحينا وقلبينا وفي النهاية تلاحمت جسدينا ...حبك يا حبيبتي قبل ساعة ولادتي ولد في قلبي _وبعد أن ولدتِ ولد بقلبي مرتين_مرة لك ومرة لي وكلاهما بالنتيجة لنا نحن الأثنين .....فأرجوك لا تتأخرين عني إن قررتي أنك ترحلين_ فأنا من دونك مسكين مستكين لا حول لي او قوة في أن أحب مرتين ...

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

تعليق على صورة_أطفال في مدينة العاب المزابل



بكل سهولة نرمي أواني الرز المطبوخ واللذيذ بكميات كبيرة في المزابل من دون أن نأسف على ذلك ولا ندري أن الاف البشر في العالم يتضورون جوعا ومرضا وألما ...في الصومال مجاعة كادت ان تفني كثيرا من البشر بسلاح كاتم أسمه الجوع من دون أن يصدر أي صوت سوى أنات أطفال ونساء تعزف سنفونية الفقر والعوز على أوتار كمان الإنسانية الحزين الذي أبى أن لا يعزف الا الحزن على وتر المعدمين ...كم من جائع حول العالم يبحث عن لقمة وهؤلاء الأطفال الذين أمامي في الصورة خير دليل على ان الطفولة البريئة قتلت بسبب نزاعات سياسية لا دخل لهم بها وقتال إقتصادي لا يرحم وصراع من أجل السلطة لا يغني هؤلاء الأطفال ولا يسمنهم من جوع .نعم هي صراعاتنا السياسية والأقتصادية والصناعية والتكنولوجية والكيميائية  من جعلت هؤلاء الاطفال يتضورون جوعا وألما ومرضا وهم يجأرون الى المزابل يبحثون عن لقمة عيش تسد رمقهم ..يا ترى هل أطفال الرؤساء والملوك يحضرون هذا المكان أم هل أطفال الاغنياء يعرفون عن هذا المكان شيئ أو حتى يشاهدوه في منظر ما؟؟؟؟ كلا فقط أطفال الفقراء هم من يعرفون جيدا هذا المكان حيث هو ملجأهم الوحيد إن ضاقت بهم الأرض بما رحبت من الجوع اللئيم الذي لا يرحم .... ربي إرحم بطون أطفالنا من الجوع المهين يارب أنت الرزاق ذو القوة المتين 

تعليق على صورة_كبريائك ألهمني ياأبي


عجبا لهم أهكذا رموك يا والدي ..بعد أن تعبت وسهرت وعملت على راحتهم .أهكذا هو الزمن الخؤون يجازيك .لا أدري ماذا أقول  لمن الفراش الهانئ نفترشه ولمن اللحاف الدافئ والمريح على أي جسد نضعه .آه ماذا أقول في زمن يتركك تفترش الحصى فراشا والسماء من فوقك غطاءا لا يحمي من برد ولا يقي من حرارة شمس أومن بلل مطر .والدي الغالي يا من لم تلدني من صلبك .إن العصا التي تحملها وهذا الكيس المملوء الذي تضعه تحت رأسك وسادة وهذه الملابس الرثة القديمة البالية ونعليك الباليين الذين تلبسهما..وكل شيئ فيك وتفاصيل خلقتك وتجاعيد وجهك ولحيتك البيضاء الطويلة وعمامتك وكل ما يتعلق بك أقبله وأضعه على رأسي بكل فخر وإحترام فكل شيئ فيك يحمل التراث الانساني الأصيل .فكبرياك أبي يأبى أن يمد يده الى غيره أو يتذلل له مقابل لقمة طعام أو وسادة فارهة ينام عليها أو فراش ناعم ..فكل هذا  يا أبتاه عندك لا يساوي نعلك الذي تنتعله فأنت من علمني أن أنام على الحجر وأفترش الشوك والصخر مقابل أن لا أرضخ الى ذل وأهانة من لا إنسانية له  من البشر ....

بكل تقدير أأخذ لك تحية يا والدي العزيز
ضع المشر فوق الصورة 
  

ضع المؤشر فوق الصورة 




.
تحية عسكرية ملؤها الإحترام والتقدير لك سيدي ووالدي وحبيبي وتاج رأسي أيها الشيخ الكبير الطاعن بالسن أيها المجاهد أيها المناضل أمام هذه الحياة المليئة بالمتاعب .عشت في ضميري حيا ووهجا متوقدا لا ينطفئ حتى بعدد مماتي


أقبل نعليك الأبيان بإحترام
          يا أبي

الخميس، 18 أكتوبر 2012

تعليق على صورة_دعيني أقبل نعليك


                                                                    دعيني أقبل نعليك

 أ هكذا يجازيك الزمن بل أهل الزمن ..كم تعبتي كم بنيتي كم ربيتي وعندما كبرتي رميتي على قارعة الطريق تنتظرين من يملؤ لك هذا الاناء الذي أمامك طعاما .أماه ترى كم أطعمتي بيدك هذه المباركة كم سقيتي كم ربتي على أكتاف أطفال حتى كبرو وصغار حتى شبوا وشبابا حتى شابو ..أماه هذه عبائتك الرثة كم احتويتي بها أجيالا مرت عليك وكم لاذ بها أطفال كان يطاردهم الزمن وكم احتويتي بداخل قلبك ايتاما ...أبعد عمر طويل وقد باض شعر رأسك وإمتلئ شيبا تجلسين على الأحجار من دون فراش وأنتي كنتي تفترشين قلبك حنانا وعطفا أهكذا رموك يا سيدة الحنان أهكذا عاملوك يا سيدة الكون ...دعيني أماه يا سيدتي أقبل نعلك هذا الذي من حيائه تشابك مع أخيه مختبئا عن نواظر الزمن لأن كبرياء نعلك سيدتي أميرتي ملكتي أمي وحبيبتي يأبى أن يخضع ولكن القدر ...آه من القدر آه ثم آه ثم آه من القدر ..أماه دعيني أقف أمامك لأأخذ لك تحية إجلال وإكبار لعفتك وطهارتك ومحافضتك على شرفك ولملمتك لعبائتك على جسدك رغم حالتك الرثة البسيطة ورغم كبر سنك ولكن شموخ الأنثى الأميرة لازال يداعب إحساسك وضميرك وقلبك المتوقد بنور العفاف..ليتني كنت أرضا علي تجلسين ليتني كنت جدارا علي تتكأين ليتني كنت هواءا أبرد جسمك في حر الهجير ليتني كنت سماء كي أمطر في إنائك ماءا منه تشربين .فديتك أماه بنفسي وروحي ولك قلبي رخيصا أمام عظمة أصلك ومنبعك يا شرف الأمة العربية التي تركتك هاهنا على قارعة طريق متروك يا تاج رأس الأنظمة العربية التي أضاعتك فأضاعت أصلها...........
ختاما دعيني أقبل قدميك .
دعيني أقبل رأسك
دعيني أنام على يدك
دعيني ..دعيني ..دعيني
أتمسح بنعالك البسيط بوجهي ليمتلئ نورا وعظمة وعطاءا
خادمك يا ملكتي وولدك الذي لم تلديه

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

رحلة البحث عن فرج السجين

للأمانة الأدبية هذه الفكرة مستوحاة من قصيدة للشاعر الكبير المجاهد _أحمد مطر_بعنوان خرج ولم يعد لكنني صغته بنص أدبي مختلف



كان فرج قد خرج ولم يعد وتاخر عنا كثيرا فذهبت أبحث عن فرج بدأت بمنطقتنا أسألهم فردا فردا هل رأيتم فرج أجابوني لم نرى فرجا أبدا فتركتهم وذهبت لمدرستنا القريبة من بيتنا وسألت الإدارةوالمدرسين والموظفين وعمال التنظيف هل مر بكم فرج فاجابوني جميعا ما مر بنا فرج_ فخرجت من مدرستي وأنا أفكر أين سأجد فرج فانا جدا محتاج اليه هذه الأيام فصممت على الذهاب الى دائرة الرعاية الأجتماعية وكانت بمنطقتنا وشاهدت إمرأة عجوز تنتظر أن تستلم مرتب شهري زهيد قد لا يكاد يسد حاجاتها الشخصية وسألتها هل جاءك فرج قالت وقلبها مكسور لا يا بني من الصباح جالسة وما أتاني فرج_واسيتها وقمت أبحث عن فرج لكنني للآن لم ألقى فرج .قررت أن أذهب لدائرة أمن قريبة منا لأنني تعودت أن أرى مئات المعتقلين يدخلون لعلي أجد فرجا معتقلا في المركز فدخلت وسلمت فلم يرد أحد علي السلام ولكن سرعان ما أجابني شخص بغضب مالذي جاء بك الى هنا قلت له أبحث عن فرج هل هو معتقل عندكم فقال أدخل ونادي هل هنا فرج فدخلت كما قال صاحبنا وصحت بأعلى صوتي يا معتقلين هل مر بكم فرج هل تعرفون شيئا عن فرج قالوا جميعا بصوت واحد وما يعني فرج


_فأدركت بأنهم لم يعرفوا فرج_خرجت من مركز الامن وأنا أخشى أن يعتقلوني بتهمة البحث عن فرج .وأنا أمشي متلفتا يمينا يسارا خوفا من الأعتقال عثرت بحجر كان قد وضع بباب المركز لمنع دخول السيارات الغريبة حفاظا على الأمن _فقمت وإذا أرى ضابطا كبيرا برتبة لواء فخفت خوفا شديدا فقال ماذا تفعل هنا فقلت يا سيدي أبحث عن مفقود غاب عني منذ فترة من الزمن قال من هو قلت له فرج فقال لي لا نعرف هذا الأسم ابدا في مراكز الأمن منذ أن ترفعت برتبة لواء قم وابحث عنه في مكان آخر والا اعتقلناك فقلت له أمرك يا سيدي سأرحل فرحلت وفي قلبي أردد أين أنت يافرج لكنني للآن لم القى فرج ..بكيت على حظي المشؤوم ولم أجد أحدا يبحث معي عن فرج قررت ان أذهب لدائرة الكهرباء لعل فرجا ذهب لتسديد قائمة اجور الكهرباء فسألت مسؤول الأستعلمات هل جاء فرج الى هنا فقال لي منذ ان تأسست هذه الدائرة مادخلنا فرج _خرجت من دائرة الكهرباء وانا يائس من البحث ولاحت لي قطعة صغيرة تشير لوجود دائرة الماء والمجاري .فدخلت وسألت يا موظف يا محترم هل عندكم فرج فقال لعله خرج مع سيارة تفريغ المياه الآسنة فخرجت مسرعا لعلي أجد فرجا في ذلك المكان فوصلت ولقيت شيخا كبيرا طاعنا في السن وهو داخل حفرة للمياه الثقيلة  فسألته يا شيخ هل لاح لك في هذا المكان فرج فقال يا بني لا تتعب نفسك في السؤال عن فرج فلو كان هنا ساعة لما وجدتني في هذا المكان فيأست وحزنت وبكيت وقد ضاع نصف نهاري وانا  أبحث عن فرج فهمت على وجهي في الشوارع والأزقة اسأل عن فرج بيتا بيتا ودكانا دكانا وشخصا شخصا هل جاء لكم فرج كان الجواب دائما لا لم نرى فرج فذهبت لوزارة العدل ووزارة الإسكان والتعمير ووزارة النفط والخ ...... وصحت بأعلى صوتي هل ها هنا فرج رد الصدى صوتي وهو مبحوح حزين جدا للأسف الشديد ما رأينا فرج.. فخرجت باكيا أسأل وزارة الداخلية ومنتسبيها المنتشرين بالشوارع تحت أشعة الشمس الحارقة هل صادفكم فرج فقال لي منتسب كبير السن قد أهلكته حرارة الشمس وقد نام على الرصيف ببذلته العسكرية الممزقة من شدة التعب يابني عمن تسأل فقلت عن فرج فقال لوكان في ذات يوم هنا فرج لرأيتني الآن في ديواني العربي منذ زمن لكن لم يأتنا فرج_وصلت لمكتب رئاسة الوزراء وقلت حتما سأجد فرج هنا لأنني أعرف أنه صديق الحكومة جدا ويلازمهم دائما في كل أحوالهم _فدخلت في مبنى رئاسة الوزراء وحالي لا يسر الصديق فخرج لي رجلا عملاقا يبدو إنه حماية رئيس الوزراء فسألته وأنا متلكأ ومرتبك جئت أسأل عن صديقكم فرج هل هو موجود هنا




 _فدخل وقال انتظر سأحظره لك فطرت في السماء من الفرح وأخيرا سأرى فرج الذي غاب عني منذ زمن بعيد ولكن سرعان ماعاد الرجل ومعه فرج لكنه كبير السن وذو شأن عظيم فقال لي هل تبحث عني انا فقلت وانا في شدة الأرتباك كلا لست انت فرجي الذي أسأل عنه قال اذهب وأبحث عن فرجك فانا فرج حكومي مرخص من الحكومة بالعمل هنا فقط ولا أستطيع أن أذهب معك مطلقا ولا مع أي شخص من أبناء هذا  البلد .فخرجت وقد أعياني السفر والبحث فنمت على رصيف من الأرصفة وأخذتني الغفوة فرأيت في المنام فرج فقال ما الذي جاء بك الى هنا ولماذا أنت متعب فقلت أين كنت يافرج بحثت عنك في كل مكان ما رأيتك فقال كلا رأيتني ولكنك لم تنتبه لي أتذكر عندما خرجت لك من مبنى رئاسة الوزراء فقلت نعم لكن لم تكن ملامحك أنت قال نعم لأنني ترفعت منذ زمن وصرت أعمل هنا في الحكومة فقلت ما عملك قال عملي أن أحل كل المشاكل الشخصية للرؤساء المتعاقبين على هذا الكرسي وأهيئ لهم الطريق للسفر اذا انتهت فترات رئاستهم لأن الأموال التي سيذهبون بها لبلد آخر ثقيلة تحتاج الى فرج عملاق مثلي كي يسهل نقلها لهم خارجا وكذلك أساعدهم بحل كل أزمة خانقة من الشعب بدقائق لأن فرجا عملاقا مثلي لا تصعب عليه أزمات كهذه وكذلك أعمل على تهيئة الأجواء لرئاسة الوزراء ليتخذوا قرارات سريعة إذا ما وقعوا بشدة فانا فرج قريب منهم أحل أزماتهم على حساب شعبهم وأسحقه لأجل أن تبقى حكومتهم فوق رؤسهم بقوة وسطوة وإذا ما فكروا هؤلاء الذين يسمونهم شعب بالتظاهر أخرج لهم وأزرقهم بحقنة مخدرة حتى ينامون بعمق وترتاح السلطة منهم قليلا الى ان اقضي عليهم وأريح حكومتي منهم الى الأبد ....فانتبهت مذعورا من نومي أهكذا تغيير فرج عن اهله وناسه أهكذا فرج الذي كان عبدا مطيعا لله وكنا نسميه فرج الله أصبح فرج الحكومة _يا ويلي مالذي حصل تناسيت الحلم وذهبت أكمل مشواري عن فرج صديقنا المؤمن صاحب التقوى لأنني أعرف أن هذه أضغاث أحلام وليست حقيقة فرأيت رجلا يتسول في الطرقات وهو يقول لله يا محسنين من يعطيني الف دينار سيعطيه الله فرج فسررت كثيرا وسعدت وذهبت مسرعا للفقير المسكين وقلت له خذ الفي دينار ودلني عن فرج فقال يا بني وعن أي فرج تبحث قلت هذا الي تتكلم عنه أمام الناس قال يا بني إنني أستعطف الناس بهذه الكلمات ليعطفوا علي بقليل من النقود ولو كان فرجا عندي لما تسولت فليس هاهنا فرج ولكنني ادلك على مكان إذا ذهبت اليه فصاحبه يعرف فرج فقلت له دلني عليه فقال تذهب من هذا الطريق وتسلكه لآخره ستجد بيتا مكتوب عليه هذا بيت الله فزره وإسأل صاحبه عن مقصودك وحتما سيجيبك _ففرحت كثيرا وذهبت كما قال ووجدت البيت ودخلت من دون أن أستأذن من أحد ولم أخشى أن أعتقل ولم أتلفت يمينا ولا شمالا وما عثرت بحجر ولم يتكلم معي أحد بقسوة وغضب فجلست وأنا أنتظر صاحب البيت ليحين موعد اللقاء به وحان فعلا وقت الظهر وكان موعد لقاء يومي فقمت بتطهير نفسي من تعب السفر ووقفت اخاطبه بكل هدوء وإطمئنان _ياصاحب البيت العظيم ياكريم يارحيم أنت وحدك من يعرف فرج ويرى فرج ويخلق فرج أسألك بكل من له حق عليك أن تعيد لي فرج فقد أهلكني البحث عنه ولم أجده فسمعت شخصا يقرأ في كتاب لصاحب البيت _وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني_فهرعت لهذا الشخص وقلت له لابد أنك فرج فقال لا أنا قارئ فقط_ أقرأ في كتاب صاحب هذا البيت فقلت ماذا يعني _اني قريب اجيب دعوة الداعي_فقال اذهب يابني وأطلب من صاحب البيت حاجتك فقلت طلبت حاجتي قال وما هي قلت  أريد فرج قال للاسف الشديد يابني لم نزل نطلب هذا ولكن لا فرج فسكوتنا عن حقنا وتخاذلنا بيننا ونفاقنا على بعضنا وطعننا لأنفسنا في ظهورنا قد قيد فرج ففرج يا بني هو الآن في سجن صاحب هذا البيت العظيم ولن يفكه ويطلقه الا أن نغيير ما في أنفسنا_فاذهب لأهلك ومنطقتك وبلدك فإن تغيروا نحو الاحسن فستجد فرجا أمامكم في كل مكان والا لا تشمون رائحة فرج أبدا ... فتعالو نطبق كلام الرجل لعلنا نهتدي الى فرج والا سييببقى فرج قابع في السجن ولن نراه أبدا_تعالو لنتكاتف ضد أعداء العدالة وسالبي الحقوق ونرغمهم أن يعدلو بيننا ويعطونا حقنا لكي يطلق فرج وهو حر ويعمل لدينا نحن الفقراء ويترك العمل مع اصحاب المناصب ...






  

الأحد، 14 أكتوبر 2012

حب على وسادة الرمل

فقر جمعنا يوما بحب 


في يوم من الأيام حيث كنت أمشي في الشوارع والأزقة طلبا للرزق ولقمة العيش وكأن الأقدار قد شائت أن التقي بك من غير ميعاد _حيث كنت تفترشين الرصيف فراشا والسماء الصافية في ذاك الوقت لحافا ولعبة طفولتك الى جانبك ولم الاحظ على وجهك مسحة من الحزن بل على العكس كنت ارى فيه السعادة_ فدنوت من مكانك البسيط وجلست على الرصيف لم أعرف مالذي جرني اليك ولماذا قصدت اليك لم تكونين كما باقي النساء لا جمال ولا كمال ولا غنى او مال الى الان لم أعرف يا أميرتي ما الذي جرني اليك وسحبني بقوة وكأنني مجرم  قادوه للتحقيق في اغتيال رئيس الحكومة .فزعت وتبعثرت وتهت في التفكير ترى ما بهذه الفتاة من شيئ ليغويني ملابسك رثة قديمة أكل الدهر عليها وشرب لم يكن عندك سوى كوز ماء بالقرب منك ولم تكوني تحملي نقود سوى بضع دنانير أعددتها لشراء خبز للغداء .نعم احببتك وعرفت ان الحب لا يرحم وعرفت ان العشق لا يأبه بالقلوب  وأخيرا عرفت السر في انجذابي اليك وفهمت اللغز وحللت المسألة فخرج الناتج أنتِ ببساطتك وتواضع عيشكِ وفقركِ وطعامكِ البسيط ونومكِ الهادئ في الطريقِ عشقت عيشتكِ البسيطة وعشقت ذلك اليوم الذي فيه التقيت بك وعشقت الرصيف وعشقت الرمل الذي كنتي تتخذيه وسادة _اقتربت منك ودخلت في عالمك الرهيب وعشت في ايامك وعشت في ساعاتك وعشت افراحك وأحزانك وعشت ليليك وأيامك فلم ارى في كل شيئ عشته كآبة بل قد رأيت سعادة لا قبلها لا بعدها سعادة _أتذكرين حبيبتي الخبز الذي سرقناه من صاحب العربة المسكين أتذكرين حينما طاردنا ونحن نضحك ثم عدنا للرصيف نتقاسم الرغيف ونشرب الماء اتذكرين الخبز الذي كان منقوش عليه اسمك الجميل .اتذكرين   . كم ضحكنا كم بكينا كم لعنا الفقر أتذكرين فراشنا الرملي اتذكرين الوسادة الرملية اتذكرين أمنيتي التي قلت لك لو تتحق لكنت سعيدا جدا أتذكرين حين سألتني ما امنيتك فقلت لك هي لحمة مع خبزنا هذا وكوبا من عصير  أتذكرين حبيبتي الشجر أتذكرين حبيبتي المطر أتذكرين القطط البيضاء اتذكرين الطير في السماء أتذكرين الوردة الحمراء التي سرقتها من مشتل الأمراء أتذكرين عيشنا البسيط اتذكرين ذلنا وقسوة الزمن اتذكرين العيش في المحن أتذكرين كم طردنا من رصيف كان كان يؤوينا اتذكرين البرد والحر الذي عشنا ؟ أتذكرين حرارة الصيف والعطش الشديد أتذكرين بائع التمر ووبائعة اللبن اتذكرين عامل البلدية المسكين   حين اراد ان يزيلنا مع الأوساخ فصرخنا بوجهه فارتد خائفا وحزين وضحكنا وبكينا ولعنا الزمن المخيف ونحن يا أميرتي في عهدة الرصيف لو لم يكن حبيبتي رصيف لعشنا تحت أكوام المزابل في الليل المخيف اتذكرين عراكنا على الرغيف اتذكرين الجوع والآهات والأمراض والبدن النحيف اتذكرين العيش في الشتاء اتذكرين الدفئ والحنان اتذكرين كم تشابكنا من البرد أتذكرين غطائنا ما كان أتذكرين كم بحثنا عن الحطب كي نشعل النيران أتذكرين النار في صدري من الفقر المهين اتذكرين حين ضمتك ذراعي وشعرتي أنني قد مت من زفر الحنين


اه حبيبتي كم ذا اذكرك وقد عشنا معا كل تفاصيل حياة الفقر وكل تفاصيل حياة الذل اتذكرين الرجل الذي صفعك على خدك الأبيض النظيف وعدتي الي ودموعك الأبية تأبى ان تسقط من جفنك الرهيف أتذكرين ما فعلت أتذكرين بطولتي وعنك كيف قد دفعت أتذكرين شهامتي التي فعلت حيث ضممتك بين أذرعي وشعرتِ بالأمان ولم تذرفي دموع الحزن _أبعد كل هذه الشجاعة شجاعة أم بعد كل هذا العنفوان شهامة .حبيبتي لا انسى فقرنا ابدا وعيشتنا المصحوبة بالألم ولازال برد الشتاء باضلعي رغم المدافئ الحديثة ورغم عزنا وغنانا في هذا المكان رغم طعامنا المتنوع رغم أسرتنا المريحة



 لم أنس وسادة الرمل التي كنا عليها ننام سعيدين لم أنس حر الصيف وشرب الماء الحار رغم ما نعيش الان من رفاهية العيش هي حصيلة جهادنا وصبرنا  حيث للناس ما مددنا يدنا حيث للفقر ما استسلمنا حيث للزمن العصيب كم قارعنا  حيث للآهات كم عزفنا حيث للحزن كم صفقنا وللفرح الغريب كم هجرنا .اتعرفين حبيبتي لمن اشتياقي ولهفتي وحرقتي الان في هكذا جوٌ لطيف  وقطرات المطر التي تهبط على شباكنا الزجاجي وهي تعزف انشودة الشتاء _الى ذاك الرصيف نعم الى ذاك الرصيف الى ضعفنا  وجوعنا وفقرنا اشتقت الى حفلاتنا اشتقت الى ضحكاتنا وفرحنا وحزننا وبكانا اشتقت للخبز الذي نتقاسم الأحزان إن قسمناه في افواهنا _اشتقت لشجارنا ورضانا _اشتقت لك لجمالك لدفئك لحنانك اشتقت لتلك الضمة التي تشعرني بدفئ صدرك أشتقت لفقرك لحالك لبكائك لزعلك لرضاك اشتقت لكفكِ الحانية اشتقت لعينكِ الباكية اشتقت لروحك اشتقت لكل شيئ فيك  اشتقت للتراب والرمل والمطر اشتقت للفقر اشتقت للحجر اشتقت للسفر اشتقت للضجر اشتقت للسهر اشتقت لك حبيبتي في ضلمة البحر اشتقت لجمالك كما اشتاق القمروالبلبل الحزين من فوق الشجر في كل شيئ فيك يجمعني قدر _حبيبتي رفيقتي وزوجتي وصديقتي وطفلتي واميرتي صاحبتي رفيقة العمر _اليك اهدي قبلة مع باقة ملفوفة بكفني من افضل الزهر ان مت لا تنسين يا حبيبتي في ذات يوم سنلتقي كما التقينا أول العمر على رصيف كان يجمعنا فحتما بك سيجمعني القبر
حبيبتي ان فارقتك في دنياي ففي قبري ألقاك

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

أعظم مفهوم للرفق بالحيوان يمارسه الحسين _عليه السلام_ في أصعب ظروفه


أكتب بكل تجرد ومن دون اي انتماء الى اي طائفة أو اي فكر أو اي دين بل بكل انسلاخ عن كل انتماء وبكل موضوعية وعقلانية ووعي وإدراك شخصي من دون تدخل خارجي على مفاهيمي وقناعتي وأقول ان الشخص الذي ينادي بمفاهيم وشعارات وايديولوجيات ويمارسها على ارض الواقع مع ما يمر به من أزمات يكاد الجبل الشاهق أن يتدكدك لعظمتها وبكل روحية منفتحة ونفس مطمئنة وهادئة ودون ارتباك او تزعزع لهو أعظم كائن حي مهما كان دينه وعرقه وجنسه وانتمائه وفكره وإعتقداه واعتبره قدوة حية وواقعية لكل من يريد أن يحذو حذو التقدم والتطور الفكري والعلمي والعقلي بكل معاني الحداثة وبكل معاني الشمولية الفكرية الواقعية المصلحة التي تهدف الى انعاش بني البشر والأخذ بأيديهم الى بر الامان ...
قائد .جسد كل معاني الإنسانية والرحمة والإحتواء بنفسه الكبيرة العملاقة الصامدة الواقعية المنفتحة على جميع بني البشر دون ان يحسب لأنتمائات البشر من حساب عاملا بمقولة الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق _هذا القائد تجاوز همه بني الإنسان الذي يمثله ويتبناه وتعداه الى هم كبير لا ينقص شأنا عن هم الإنسان وهو هم الحيوان والرفق بالحيوان هذا القائد يحمل اسما عملاقا لا يكاد يوجد ثائر في العالم الا وقد عرف عن تفاصيل ثورته وحياته وسيرته التي تكللت بالنشهادة التي هي منى كل حر وشريف يأبى الظلم والاضطهاد من قبل السلطات الحاكمة على بني البشر المستضعفون
هذا القائد إسمه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
من لا يعرف من الحسين وهل يوجد قائد في العالم من مختلف الخلفيات والأعراق لم يسمع بإسم الحسين هذا الرجل العظيم الذي جمع بثورته كل افراد المجتمع وشرائحه وطبقاته بداية من الرضيع وحتى الشيخ الطاعن بالسن مرورا بالشباب والكهولة والخ وبكل المستويات والطبقات فالغني والفقير والسيد والعبد والوضيع والشريف كل له حصة من قلب الحسين لأنه يعرف بأن ثورته شاملة وعامة
هنالك الكثير من الجمعيات والمنظمات الحكومية واللاحكومية والرسمية واللارسمة والنفعية واللانفعية ودينية ولا دينية  والخ تهتم بمفهوم الرفق بالحيوان  وتعتبره من بعد مفهوم حقوق الانسان مباشرة لما له من أهمية
هذه الجمعيات والمنظمات بكل مستوياتها وكل خلفياتها وكل اعمالها وكل مفاهيمها وقوانينها تجسدت في شخصية الحسين القائد الثوري العظيم الذي حطم بدمائه إمبراطورية قد تناطح في زمانها إمبراطوريات عالمية لها ثقلها
موقف من مواقف عاشوراء التي جرت على شخصية الحسين والتي لا يمكن للتأريخ والمنصف أن يتجاوزها  أو ينساها او يتجاهلها
مع ما جرى على الحسين من قتل اولاده واخوته واطفاله ورضيعه ومع ما به من تعب الحرب والحر والأطفال والنساء والهموم والغموم لم يتجاهل او يتناسا او يتثاقل من ممارساته الواقعية للمفاهيم الربانية التي خرج من أجلها والتي يريد بكل ما اؤوتي من قوة ان يمارسها على ارض الواقع سواء أتحققت في حياته أو بعد استشهاده
هو مفهوم الرفق بالحيوان ففي ظهيرة عاشوراء وكان اعدائه قد عزمو على المضي قدما في قتله وقطع رأسه وتسليمه للسلطة الحاكمة في الشام وذلك بعد مقتل كل من معه وبعد أن تيقن بانه راحل الى ربه لا محال ذهب الى المشرعة وهي مكان يشرب منه الماء على الشاطئ ليروي كبده الضامي من العطش من بعد ثلاثة ايام قضاها عطشان ضمئان مع اهل بيته واخوته واطفاله
استلم المشرعة وكان قد امتطى فرسه الميمونة وعندما نزل ليغترف غرفه التفت الى فرسه وقال له _أنت عطشان وأنا عطشان ولا أشرب حتى تشرب _أقسم عليكم بكل مقدس عندكم أي قائد عسكري يلتفت هذه الألتفاتة ويخاطب فرسه ويقول له هذا الكلام ويقدمه على نفسه ويشعر بعطشه ولم يتجاهله رغم كل ما به من عناء وتعب وعطش .. أي قائد عسكري لم تشغله الحرب ولم يكترث لها ولا لهمومه ولا حزنه ويلتفت الى فرسه التي تحمله ليسقيها ماءا قبل ان يسقي نفسه أي مفهوم أكبر من هذا المفهوم الإنساني الذي يجسده قائد عسكري ميداني يحمل قضية أمة عريقة لكنه لم ينس الحيوان بل ويهتم به اشد اهتمام لانه يشعر بأن هذا الحيوان هو روح ونفس ومشاعر ان كل المفاهيم التي تبنتها كل منظمات حقوق الحيوان والجمعيات اختزلت بهذا المفهوم البسيط الواضح والذي يعني الكثير والكثير لمن يريد أن يتعمق فلو درسنا اجواء هذه الجملة التي قالها الحسين لفرسه لعرفنا قيمة هذا الطرح الانساني الذي مارسه الحسين في ظهيرة العاشر من محرم الحرام الذي يعد مدرسة الاجيال الثورية الحرة فالحسين ظرب مثلا عملاقا لا يجاريه مثل اخر وهو ان الحيوان له اهمية وقيمة وله مكانة لكونه كائن حي يحيى بحياة الانسان ويرافقه ومن قبل هذا كله فقد اهتم القرآن بالحيوان وذكره في جميع المناسبات وأسمى سورا كاملة بأسماء الحيوانات ابتداءا من النحل والعنكبوت والفيل والنمل والخ من غير الآيات التي تبين مصاحبة الانبياء لبعض الحيوانات من قبيل قصة الهدهد وسليمان وصالح والناقة ويونس والحوت والخ وكذلك كل الاديان السماوية وليس فقط الاسلام تنادي بالرفق بالحيوان وتعطي اجرا اخرويا كنتيجة مترتبة على العمل الصالح الذي يقوم به الانسان من الرفق بالحيوان وحتى النبات وكل ما ينفع البشر فالحسين بقوله لفرسه _انت عطشان وانا عطشان ولا اشرب حتى تشرب _ اختصر كل المفاهيم الدينية واللادينية بكل مستوياتها لأننا قلنا ان اجواء هذه الجملة لم تكن اجواء رخاء أو أجواء تنظير فقط بل كانت اجواء تطبيق المفاهيم واجواء تعتبر المحك الأصلي لبيان حقيقة المتصدي والقائل بتلك المفاهيم
فالسلام على الانسان الذي يحمل قضية الرفق بالحيوان الى جانب قضية حقوق الانسان من دون تفريق بل بكل مساواة من باب المفهوم والتطبيق
واخرا وليس اخيرا اقول ان اي قائد يحمل بداخله هكذا روح سواء كان الحسين او غيره  فإنه يستحق منا ان نقف له وقفة إجلال وإكبار لما يطبقه من مفاهيم ربانية وانسانية حقيقية وواقعية على ارض الواقع 

الخميس، 11 أكتوبر 2012

عفوا يا سيدنا الوالي


عفوا يا سيدنا الوالي
                  (1)

 عفو ايا سيدنا الوالي 
ما عدت أبصر من فقري ومن جوعي وجوع عيالي 
فتلكأ يا سيدنا حالي 
فأ مسكت برأسك مشتبها
عذرا عذرا 
لم  أقصد رأسك أمسكه
لكن قصدي مسك نعالي 

                  (2)

لكن يا سيدنا الوالي ماهذا الشبه بينكما
ما عدت أفرق بينكما 
من جوعي ما أميز بينكما  
 ماحلك ياسيدنا الوالي 
هل أبقى دوما  مشتبها مابينك وما بين نعالي 
 عفوا ياسيدنا نعالي إن شبهتك ظلما بالوالي 

                          (3)

 آسف يا سيدنا نعالي لا تحزن إن شبهتك يوما بالمدعو سيدنا الوالي 
فالوالي لا يعرف ما أقصد لكنك تعرف آحوالي
حيث الوالي دوما نائم لا يعرف عما في بالي 
في بالي ياحضرة نعالي جوع عيالي 
 في بالي يا حضرة نعالي فقرا قد أعرى أطفالي 
في بالي بيتا يجمعنا فيه سقف جدا بالي 
أتوقع في يوم أن أرجع من سفري بعد الترحال
أجد ذاك السقف البالي من شدة ما يعشقني جدا ألقاه يعانق أطفالي

                                 (4) 

 عفوا ياسيدنا نعالي فالزمن الجائر يفقدني عقلي يجعل مني شخصا ثاني
من قهري  ياحضرة نعالي شبهت بحضرتك الوالي 
 ياحضرة سيدنا الغالي أشكو اليك  ظلم الوالي  
 وحدك يعرف ماذا يعني شخصا يسحق تحت الأرجل 
وحدك يعرف ماذا يعني  المكث طوبلا تحت الأرجل
وحدك يعرف وسخ الأرجل قبح الأرجل ذل الأرجل
وحدك يعرف ماذا يعني أن تبقى دوما في الاسفل والآخر يبقى في العالي 
عفوا ياسيدنا الوالي
 عذرا أقصد حضرة نعالي 
المتعلم..حسام العبودي 

عيادة طبيب أم وكر إرهابي ؟!

الطبيب مهما كان جنسه وعرقه هو يد بيضاء تمسح على جروح المرضى لتشفيها

أريد  أن أطرح في هذه الوقفة القصيرة احدى السلبيات التي يعاني منها الشارع العراقي معاناة تصل الى حالة المأساوية احيانا وأحيانا أستطيع ان اصفها باللاإنسانية وهي مسألة الفشل الطبي الذريع والفاضح في العراق فالطبيب الذي يعرف بأكثر الناس انسانية وتعاطفا وشفقة يتحول اليوم وفي وقتنا الحاضر تحديدا الى قصاب في مجزرة اسمها العيادة هذا المكان الذي أصبح منبع الإرهاب النفسي للمواطن المريض الذي يبحث عن علاج يشفيه ويخفف المه وأوجاعه فيصدم بكارثة إنسانية لا تخطر على باله ابدا..من بداية دخوله للعيادة الى حين خروجه منها وهو مكلل بالفشل والحيرة والإضطراب وعدم الرضا ..لماذا الطب في العراق أخذ ينحدر انحدارا واضحا ويتدنى تدنيا ملموسا وفاضحا لماذا مهنة الطبابة هذه المهنة التي تمتلك أكبر حصة من المبادئ السامية والراقية التي تشعر الانسان بأنه مكرم ومحترم وفق كل الدساتير والأنظمة والآيديولوجيات المعقدةوالبسيطة ؟؟لماذا الطبيب في العراق لم يحترم العهد والموثق الانساني والديني الذي عاهد عليه ربه وضميره ؟سأعرض عليكم سادتي القراء انموذجا واحدا فقط من تدني وإنحطاط بعض الأطباء والطبيبات وأأكد _بعض_وليس _كل_
حالة معروفة في الأوساط الشعبية وعاشها أغلب العراقيين ولمسوها بشكل مثير للدهشة والإستغراب والذهول وهي كما يلي ..إستعد عزيزي القارئ للقصف الجوي الذي سأقصف به سمعك وأرجو أن لا تذهل وترتعب إن كنت في بلد لا يمتلك أطبائه هكذا نوع من الحقارة إن صح التعبير ..
 عندما تصاب كفرد عراقي بحالة مرضية كأي فرد في أي بلد آخر أول شيئ تفكر به هو الذهاب الى المستشفى ذلك البيت الوحيد الذي يضم بداخله عائلة متكاملة من المرضى من كل الاجناس والأعراق والأعمار والخ ... ولكنك ستذهب حتما لإستشارية صاحب الاختصاص الذي يعنيه مرضك كإختصاص متعمق فيه وعندما تدخل الإستشارية أي غرفة الطبيب صاحب الاختصاص في المرض الفلاني .ستجد العجب العجاب
1_المكان ممتلئ ومكتظ بالمراجعين مع ضيق المكان من دون أي وسائل تكييف أو تفريغ للهواء اضافة الى قباحة منظر المكان وقدمه وبعثرته والخ..
2_الطبيب مزاجه مكفهر وبشع لا تستطيع النظر الى وجهه أو تكلمه الا بعد أن تكون قد قرأت أية الكرسي او المعوذات .وذلك بسبب كثرة المراجعين
3_عندما تنفرج الغمة والزحمة ويأتي دورك ستجد أن نفسيتك تضطرب وتتمنى لو أنك لم تزر الطبيب او المستشفى وتفضل ان تبقى مريضا تتحمل ألم جسدك ولا تتعرض الى الم نفسي وصدمة .وذلك بسبب فظاظة الطبيب وتعامله بشكل يشعرك بأنك في مكان تحقيق أو دائرة أمن .وأكرر بعض الأطباء وليس الكل .أرجوك إحفظها مع كل مقطع أكتبه..
فعندما تقترب من الطبيب يسألك بماذا تشعر ماهو مرضك ._سيدي الطبيب أنا مواطن عادي ولست طبيبا ومختصا لأعرف مابي ولكن اخبرك بالألم فقط وما أعاني منه_للأسف اكثر الاطباء لا يكلف نفسه بفحصك بشكل دقيق فتجده يضع سماعته الطبية في رقبته من دون ان يعرف هل تعمل بصورة جيدة او لا .ويريد منك ان تشخص له مرضك وتخبره ماهي الاسباب و و و الخ ويريد ان يعرف مرضك دون عناء اوتكليف لنفسه أبدا بالفحص والمتابعة.
4_ الفحص في الإستشارية الطبية في المستشفى يجري على يد طبيبنا الموقر بشكل فوضوي مجرد تمثيل حركات امام المراجع توحي له بان الطبيب يفحصه بشكل جيد والحقيقة العكس تماما..وفي نهاية الفحص تخرج النتيجة .ليس فيك اي شئ أعراض بسيطة غير مخيفة مجرد خذ هذا الدواء وانت تتحسن ولكن راجعني للعيادة عصرا ..هذا كلام طبيبنا بعد الفحص مع ورقة فيها نوعين فقط من العلاج تأخذها من صيدلية المشفى ..وآخر دعوانا أن الحمد لله _ربحنا والله وبنينا بلدنا_
___    _________     __________        ____       _____     _______
الأطباء الإنسانيون هم فقط من يستحقون الإحترام والتقدير

في بلد يكون أطبائه (رسل السلام والرحمة والعطف والانسانية )بهذا المستوى ماذا تأخذ عنه إنطباع للعلم أنا لم أبتدئ بصلب الموضوع  لحد هذه اللحظة ..هذا مجرد وصف عام لتعامل الأطباء مع المرضى في المستشفيات الحكومية .....إنتظر سأبدأ بالقصف ....إستعد
___________ ___________
هل تعلم بأن هذا الطبيب الموقر ذاته يتحول 180 درجة  في العيادة الخاصة  ويصبح كائنا انسانيا بما للكلمة من معنى
 __________   ___________

بشاشة وجه الطبيب أقوى علاج عرفه الطب
عندما تذهب لنفس الطبيب (المتثاقل في المستشفى العام الحكومي)الى عيادته الخاصة ستجد غير المكان وغير النفسية وغير الوسائل وغير الجوء الذي عشته في المشفى العام الحكومي ..فتجد المكان مرتب ونظيف والعطور طيبة والمراجعين قليلين والتكييف والتفريغ الهوائي يعمل بصورة جدا رائعة وممتازة والسبب لانها عيادة الطبيب الخاصة التي بناها بتعب وعرق جبين الفقراء بسلخ جلودهم وتعريتهم على الارصفة في الصباح ينتظرون من يشفق عليهم بعمل ما يكسبو منه لقمة العيش الشريفة واقصد بهم العمال البسطاء الذين يقومون بكفالة عوائلهم_هذا الطبيب في عيادته الخاصة هو أب وأخ رحيم يحمل كل الوداعة والأسلوب الجميل والمودة فقط لأنك قمت بزيارة عيادته وراجعته لتشفى من مرضك وهو نفسه مكفهر الوجه في المشفى الحكومي وهو نفسه المنزعج هناك .كل مافي الأمر ان الطبيب الفلاني في عيادته سينهبك ويقرعك ولا يبقي لك شيئ من النقود تعود به لأهلك أو تحمل به لهم شيئا من الفاكهة .اننا نعيش حقا في غابة عميقة مع وحوش يطلق عليهم أطباء .لماذا يا عزيزي الطبيب تأمر المريض بأن يأتيك للعيادة عندما يزورك في المستشفى وتعامله معاملة لا تليق حتى بالحيوان والجماد لتجبره ان يأتي لعيادتك لكي يدفع لك أكثر مما تأخذه كراتب شهري في مشفاك الحكومي
هل تعلم عزيزي القارئ بأن التحليل في المختبر الفلاني الذي لا ينتمي اليه الطبيب الفلاني ليس بصحيح والشرط الوحيد لكي يجعل الطبيب يعترف بالتحليل هو ان تذهب وتحلل عند المختبر الذي تعاقد معه الطبيب الفلاني الذي زرته في عيادته وعندما تذهب للمختبر الموصى به من قبل الطبيب تجد نفس التحليل ونفس النتيجة من دون زيادة او نقصان وكأنها ورقة مستنسخة من التحليل السابق الذي اجريته في المستشفى او اجريته على حسابك الخاص في مختبر اخر .فقط ليستنزف أموالك لكي يبني بها بيتا فخما أو يشتري بها مركبة حديثة للتفاخر بين اقرانه من الاطباء .هذا بالاضافة الى تذكرة الدخول الى العيادة والتي تكلفك 25000  الف دينار عراقي على اقل تقدير وهناك عيادات تصل الى مبلغ 50000 الف دينار عراقي  هذه تذكرة دخول فقط من غيرالتحليل والفحص فضلا عن العلاج الذي يكتبه لك الطبيب وشرط ان تأخذه من الصيدلية الفلانية التي يوصيك بها طبيبك وإن لا سامح الله اشتريت العلاج من صيدلية اخرى فإن مرضك لا يطيب وسيقول لك الطبيب هذا العلاج لا ينفع ابدا أرجعه واتني بالعلاج من الصيدلية التي امرتك بها وطبعا هذا يجري بأسلوب مزعج جدا ..وهو نفس العلاج من دون اي اختلاف ولكن الطبيب لا يعترف به لأن الصيدلية غير صيدليته الخاصة اوالتي تعاقد معها والتي بالنتيجة سيكسب من وراءها أموالا كثيرة بسبب ارساله للمراجعين لتلك الصيدلية نعم هذا هو حالنا ووضعنا أصبح الطب مهنة الجشعيين والطماعيين والمحتاليين ..تصور لو انك قلت للطبيب إني راجعت طبيب قبلك ماذا تتوقع ان يفعل .سيرمي بأوراقك بوجهك ويقول لك اذا..كنت راجعت قبلي طبيب فلماذا اتيت الي اذهب لطبيبك القديم لينفعك ويطردك شر طردة ..لا بل تصور انك قلت له انا راجعت الطبيب الفلاني وقال لي كذا وكذا .ماذا ستتوقع الرد ..سيقول لك الطبيب .يا أخي لماذا تذهب لهذا الطبيب وذاك  فهو لا يفهم ولا يعرف أن يشخص ... عزيزي هؤلاء اطباء لا يفهمون بالمهنة ولا يعرفون التشخيص وينهال عليه بأبشع الشتائم والسباب والتجريح والخ وكأنه عدو لدود وليس زميل في المهنة الانسانية  ...أ بعد هذا التسافل يوجد تسافل اذا كان الطبيب  هذا وضعه فما بالك بالإختصاصات الاخرى كيف سيكون وضعهم وكيف سيكون حالهم ..أين الانسانية يا أطباء العراق الى متى تبنون القصور وتشترون السيارات الفارهة والمزارع والخ  بكد وتعب الفقراء الذي يعملون ليل نهار لتوفير لقمة عيش لعوائلهم وأطفالهم المساكين .لماذا هذا الجشع اين العهود والمواثيق التي اخذتموها على انفسكم من انكم ستحترمون قواعد المهنة الإنسانية وتتعاملون بكل مهنية وانسانية مع المرضى دون النظر الى خلفياتهم الإجتماعية والإقتصادية والعرقية والطائفية والفكرية .........

الأطباء جنود أوفياء يحملون أسلحتهم للدفاع عن صحة الإنسان


نعم هنالك اطباء بمنتهى الانسانية والرقي هنالك اطباء ربانيون إن صح التعبير فهم يد الله الرحيمة في الارض ونحن نعرفهم ويعدون بالأصابع فمنهم من يخصص يوم في عيادته لعلاج الفقراء مجانا فقط مقابل أن ترفع يدك بالدعاء له بحسن العاقبة ومنهم من يخفظ الاجور الى اجور رمزية جدا رخيصة لمساعدة الناس وهذه النماذج من الاطباء حقيقة يجب أن نأخذ لهم تحية عسكرية تليق بمقامهم الإنساني

تحية عسكرية تملئها التقدير والإحترام لكل طبيب يحمل الإنسانية تحت طيات ضميره الحي 
.                                                                         ____
ولكن كثرة الأطباء الجشعين والمتحيلين والمشبوهين قدأضاعت جهود هؤلاء الخيرين والطيبين من الأطباء الإنسانيين
فيجب على شريحة الأطباء والعاملين في مجال الطب بكل أصنافهم ان يرجعو الى فطرتهم وينظرو للإنسان على انه أمانة الله في أعناقهم وينظروا في كلمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على نبينا وعليه أفضل الصلوات حين قال


الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق _
الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق__متى نعي ذلك

فإذا لم نكن يا أطبائنا الأعزاء أخوة لكم في الدين فانظرو الينا كنظراء لكم في الخلق نعاني بنفس ماتعانون منه ونشعر بنفس ماتشعرون به فنحن أجساد مثلكم وأرواح مثلكم فإرحمونا الله يرحمكم ويسددكم ويكتبكم من الذين يعملون الصالحات ولا تكون ادوات بيد ابليس اللعين

وتذكروا يأطبائنا
_ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا_
صدق الله العلي العظيم

 المتعلم..حسام العبودي



الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

أتذكرين حبيبتي

أتذكرين حبيبتي

سأكتب في حبك سيدتي قصيدة
وردية اللون كما شفاهك الوردية
وقلمي سيدتي أشهره بوجه كل قافية
فإنني أكتب في جمالك كل كلام داهية
من دون وزن او بحور جارية
فالبحر يا سيدتي دمي
 والوزن وزن الحب في جسدي
 لا وزن على الأوراق والكتب
فالورق الموزون لا يحمل في طياته المحن
 انما القلب ياحبيبتي مستودع الحزن
والسر ياصديقتي بأننا لا نعرف الزمن
 لذا اعلنت في كل القوافي ثورة لا تنطفئ لا تنكفئ لا تنحني لا تمتتهن
لذا فقلمي عشيقتي سبابتي وريقك الشهي ياسيدتي مدادي وشفتي هي الوطن
رسمت في شفاهكي بقلمي خارطة الوطن
ولعبنا ولهونا وعشقنا كل شيئ  اسمه وطن

اتذكرين لهونا ولعبنا
اتذكرين حبنا وعشقنا
اتذكرين حناننا وعطفنا وعراكنا ورضانا
اتذكرين على يديك كم بكيت زمانا
اتذكرين حبيبتي لولا مدامع مقلتي ماكنت احسب أنني إنسانا
اتذكرين  بأننا لم نقترح لحبنا عنوانا
اتذكرين على الرصيف كلامنا وبكانا
أتذكرين فقرنا وغنانا
اتذكرين قطعة الخبز التي أطعمتكي والماء الذي أسقيتكي
أتذكرين حبيبتي في الليل كنت اضمك وأشمك
أتذكرين سريرنا المألوف ياسيدتي
 أتذكرين سريرنا الرملي ياحبيبتي وعليه رسم كلانا
 أتذكرين فصاحتي وبلاغتي
أتذكرين معزتي ومهانتي
أتذكرين برودتي وحرارتي وشطارتي وكسالتي 
أتذكرين حماقتي وكياستي
أتذكرين تخلفي وثقافتي
أم قد نسيتي حلمنا ومنانا
أرجوك يا حبيبتي تذكري فالشوق يسري في قلوب كلانا
أرجوك لا تتكبري
أرجوك لا تتجبري
فربنا حبيبتي هو الذي سوانا 

السبت، 6 أكتوبر 2012

عامل البلدية جوهرة أخفتها أكوام النفايات

كنت قد كتبت عدة تغريدات في موقع تويتر عن موضوع من أهم المواضيع التي لم يتطرق لها أي كاتب أو أي صحيفة أو خطيب اسلامي أو قناة تلفزيونية أو رأي عام الا ما ندر وقليل جدا وهو موضوع (عامل البلدية أو عامل النظافة)كما يسمونه في بعض البلدان العربية والأجنبية .هذه الشريحة التي تقدم أسمى وأفضل الخدمات الانسانية للفرد وللمجتمع بكل شرائحه دون النظر الى خلفيته الاجتماعية والعرقية والطائفية فهي شريحة من أصفى الشرائح الإجتماعية من حيث المبدأ والمضمون والعمل والأداء فتجدهم في كل مكان يعملون ويجاهدون تحت حرارة الشمس التي لا يستطيع أي فرد أن يتحمل تحتها دقائق ..هذه الشريحة تعاني الى جانب الإهمال الحكومي من الإحتقار والإهانة والإستصغار من جميع شرائح المجتمع الأخرى بكل صلافة وإصرار ودون أي رادع انساني ..للأسف الشديد هذه الشريحة تتكون من شباب في مقتبل العمر وخريجين واساتذة أفضلهم حالا مراقب عمل كأي عامل اخر فقط متميز بأنه لا يحمل مكنسة كباقي العمال ..لماذا هذا الإستهزاء والتشهير والإهانة لعامل البلدية المسكين الذي يعمل من اجل سد رمق العيش له ولعائلته المسكينة التي لربما لم تذق الطعام كما باقي العوائل الميسورة ..لماذا نستهزئ ونستهين بهذه الشريحة التي هي جزء جدا ضروري من أجزاء المجتمع وبدونه سيعيش المجتمع أزمة انسانية في النظافة لا يمكن أن تحل الى بأيدي هؤلاء الشباب المتطوع للعمل في اهم مفاصل الحياة اليومية التي لا نستغني عنها أبدا ..في بلدان العالم الغربي تجد عامل البلدية هو موظف كأي موظف عادي إحترامه وتقديره بتقدير وإحترام رئيس الوزراء او رئيس الدولة او الوزير ..هل في بلد الإسلام والمسلمين والأديان الأخرى الربانية بكل تعاليمها وارشاداتها .أي إحترام لهذا العامل المسكين هل يوجد في دساتير البلدان المنتمية للإسلام وللعروبة أي تمييز لهؤلاء الكادحين من أجل كرامة العيش الهنيئ .الى متى نبقى في غفلة الضمير الميت والى متى لا نحترم البشر والى متى نغلق أعيننا وأفواهنا عن نصرة هذه الطبقة السحيقة من قبل حكومات الاستهتار المتغطرسة التي لا تعترف الا بالطبقة البرجوازية التي لا تعرف ما معنى شضف العيش او حتى معنى كلمة فقر ..عامل البلدية هو الشخص الذي يسهر على نظافة بلدي الذي أعيش فيه بكرامة وليس أداة للسخرية واللعب ..أحزنني بل وأبكاني  مقطع يوتيوب رأيته في احدى البلدان العربية لشاب منحدر من سلالة خنازير الله أعلم  بأي خنزير يتصل نسبها وهو يعتدي على عامل نظافة ويضربه كفا على وجهه الطاهر الشريف بيده النجسة الملوثة بنجاسة اصله ومنبعه لم أتمالك نفسي عندما رأيت هذا الموقف وجرت دموعي حزننا وألما على حال بلداننا العربية وشعوبها المتخلفة كما الإنسان الجاهلي بل أشد جاهلية ..في القرن العشرين وفي قمة التطور العمراني والتكنولوجي وسباق التطور السلاحي واليورانيوم والطاقة الذرية لم نفلح بتعليم شبابنا مبدأ حياتي انساني مدني اجتماعي وهو مبدأ إحترام التكنوقراط على مختلف المستويات والأصعدة وبمختلف الطبقات وخاصة عامل البلدية الذي يضحي بكل شيئ من أجل أن تخرج مدينتنا بشكل يبهر الزائرين واهالي المدينة بجماليتها ونظافتها الأخاذة..للأسف لم نرقى لحد هذه اللحظة الى مستوى إحترام اهل التخصص فتجد الكثير من النفوس الضعيفة يتدخلون في عمل الاخرين ويفرضون سياسات رعناء حتى  على عمال البلدية الذين هم كغيرهم من الموظفين ذوي الاختصاصات بفرض اعمال اخرى ليس من شأنهم وإختصاصهم كالعمل في بيت الضابط الفلاني او المسؤول الفلاني او الوزير العلاني بأعمال ثقيلة جدا وغير قانونية كحمل احجار ثقيلة او هدم بيوت لإعادة بنائها من جديد مع العلم أن هذا من وقتهم الوظيفي وليس في وقت اخر ومن دون اي مبلغ اخر غير راتبهم الشهري الذي يتقاضونه كل شهرين او ثلاثة من دون حياء حكومي وهذه الفقرة تحتاج لمقال منفرد وهي فقرة تأخير رواتب عمال النظافة ...الى متى والى اي وقت سيبقى العامل المسكين بين مطرقة الفقر القاسي وسندان الاحتقار الحكومي والاجتماعي ..للأسف الشديد نبرة الاحتقار والإستهزاء في عامل البلدية جدا مقرفة لمن يمتلك حسا انسانيا مهنيا شريفا فتجد بعض الناس اذا اراد أن يستهزء بك يقول لك إذهب كأنك عامل بلدية ..وكأن عامل البلدية الذي ينظف وساخته هو عار ومضرب مثل لكل استهزاء يلقيه على الاخرين ..وهذا هو من عدم الوعي والإدراك لحقيقة عامل النظافة المحترم والموقر والذي يجب علينا من باب انساني ومهني أن نقف له وقفة إجلال وإكبار وتعظيم لما يقوم به من مهمة جدا راقية وسامية بسمو السماء ..بقي ان اشير الى ان عامل البلدية هو أفضل من رئيس الحكومة ووزرائه وكل افراد حكومته من باب النظافة فأسئلك بضميرك الحي من هو الأفضل الذي يلقي بقذاراته على الأرض أم من يحمل القذارات ليلقي بها في مكان آخر ليصبح المكان جميلا جدا ..فالأول هو الرئيس وحكومته والثاني هو العامل البسيط والثاني بحسب العقل والمنطق السليم افضل واحسن بحسب اختصاصه طبعا..اخرا وليس اخيرا اتمنى ان نصبح في ذات يوم وفي بلداننا العربية المسلمة ثقافة احترام رجل النظافة كأي موظف اخر ونحترمه ونقدره ونقف له بكل احترام دون استهزاء او تحقير او تصغير بل بكل توقير ..الى ذلك الحين استودعكم الله .وأستميحكم العذر على اطالة الحديث في  الموضوع ولكنه مهم جدا ...

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

محمد رسول الله .بين مطرقة الإساءات المستفزة وسندان الرد المتخلف

في الاونة الاخيرة ظهرت اساءات واضحة وصريحة بحق نبي الاسلام _محمد صلى الله عليه واله وسلم_هذا النبي العظيم الذي يعد من اول الشخصيات الانسانية في الحياة منذ بداية الخلق وحتى عصرنا الحاضر فهو كغيره من الانبياء كإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام جاء متمم لمكارم الاخلاق والصفات الانسانية المتكاملة لبناء مجتمع إنساني متكامل يضم كل طبقاته بكل طوائفه وأعراقه وانتمائاته واحزابه..لكن هذا الرسول والنبي العظيم مع كل هذا الجهد الانساني الاخلاقي الرائع لم ينعكس على واقع الحياة في المجتمعات الاسلامية للأسف الشديد فأخذت الجماعات الاسلامية المتطرفة تشوه صورة الاسلام وتشوه صورة نبي الاسلام المضلوم اعلاميا فأخذت تسن القوانين المجرمة والظالمة والمتطرفة في حق كل من يخالفها الرأي وكل من لا يقول بقولها وتصفه بالكافر والرافض لتعاليم الاسلام المتشددة حسب رأيهم الساذج تاركين وراء ظهورهم كل التعاليم السمحاء التي شرعها الاسلام وشرعها القران على لسان محمد الرسول الانساني ..من كل هذا نتجت اساءات شرطية انعكاسية بسبب بعض التصرفات التطرفية من قبل تلك الجماعات المنحرفة عن المسار الإنساني الذي تبناه محمد النبي ذلك الرجل المتألق في سماء الانسانية .وأخذت تعاقب كل من خالف الاسلام الذي يتبنونه بعقوبةالذبح والتفجير والقتل بكل طرقه مما اضفت طابع الارهاب النفسي والجسدي على فكر الاسلام _البريئ من كل هذه التصرفات المشينة والمنتقصة لعظمة النبي محمد_والتي جعلت العالم يعتقد بكل صرامة ان هؤلاء هم من يمثل الاسلام ولا اسلام غير هذا الذي نراه فنتجت رسوم كاريكاتورية وافلام ومقالات وصحف والخ في الغرب تسيئ وبصورة جدا واضحة لشخص النبي الذي يعتبرونه مؤسس الاسلام الارهابي الذي رأوه على شاشات التلفاز او سمعوه عبر اذاعات عالمية ونشرته صحف منها مغرضة ومنها مهنية خالصة ..هذا كله نتيجة تصرفات بعض الجماعات المتشددة المنتمية زورا وبهتانا لكيان الاسلام العظيم المتكامل الرصين بكل تعاليمه وقيمه ومبادئه العليا.فهذا الرسول العظيم الذي جاهد وكافح من اجل تحرير الناس من ظلم وعبودية المجتمع المتغطرس انذاك اصبح اليوم بين مطرقة الاساءات المتكررة والواضحة وبين سندان الجماعات المتطرفة اللاشرعية على حسب فرض قيم الاسلام الإنسانية العملاقة التي نادى بها النبي الرحيم مرارا وتكرارا دون توقف حتى وافاه اجله المحتوم..أما عن الردود السلبية والايجابية التي مارسها اتباع الدين الاسلامي فهي على قسمين ان صح التعبير قسم ردود افعال منتمية الى نفس الجماعات المتطرفة المشوهة لسمعة الاسلام ومنها ردود ايجابية منتمية الى اصالة الاسلام الحقيقي التابع لمصدر الدين الحقيقي وهو القران الكريم .فهذ الردود تباينت فيما بينها بالقوة  والاداء والمضمون فتجد ان الطرف الاول مارس الارهاب كردة فعل عنيفة تجاه الاساءة السافرة من دون التردد او التفكير في عواقب الامر .وأما الطرف الاخر المنتمي لجذور الاسلام الحقيقي فتجد رده هو رد حضاري مدروس وموافق ومتماشي مع ادوات الرد الحديث والمعاصر لكل اساءة يتعرض لها فكر معين فتجدمظاهرات سلمية هنا وتقديم اعتراضات رسمية من هناك عن طريق دول اسلامية تنشد التحضر والرقي من دون اللجوء الى اساليب همجية لا تمت الى تعاليم الاسلام بأي صلة .وهنالك من استخدم الرد الثقافي الرائع عبر نشر الجوانب الانسانية من حياة النبي محمد والتعريف بالاسلام المحمدي الاصيل وقد اثمرت ثمرات جدا رائعة في التعرف على منهج الاسلام القويم المتسامح الذي يريد مجتمعا متكاملا بكل ما تعني الكلمة من معنى. فهذه الردود المتألقة للأسف الشديد كانت ضائعة في سواد الردود المتخلفة رغم بياضها الناصع ولكن قلتها وصغر حجمها جعل منها شئ لا يرى ابدا ..فنحن كمسلمين نحذو حذو النبي وال بيته وصحابته المنتجبين يجب ان نبين للعالم من هو محمد وما هو الاسلام لكي نجني ثمرة طالما تمنى النبي ان يجنيها في حياته وهي ثمرة انتشار دين الاسلام في كل العالم تحت شعار الانسانية هي المبدأ الأساسي للإسلام

شهادة وفاة أم شهادة إختصاص.قرارات رعناء تتخذها الحكومة لتوظيف العاطلين



من الظواهر المخزية التي تظهر بين الفترة والأخرى في الاداء الحكومي الذي يمارسه البعض من المتصدين للسلطة والتي لا يمكن لأي شخص أن يتقبلها بأي حال من الأحوال هي ظاهرة التعيين على ملاك وزارات ودوائر الدولة العراقية على أساس تكنوقراط يصنعه القدر دون تدخل  شخصي من الفرد ودون تعب وعناء وهو تكنوقراط عوائل الشهداء فلكي تصبح شخصا محترما معيننا في مكان مرموق يجب أن تكون صاحب شهيد من الدرجة الأولى ولكي تحضى بمنصب ما فيجب عليك أن تمتلك شهيدا واحد على الأقل لتصبح ذو اختصاص فريد من نوعه قد ينتج عنه صناعة فريدة من نوعها تطور الوضع الإقتصادي للبلد وتجعل العراق يتصدر قائمة الدول العظمى !!!!!!!!!!!!! نحن في أي زمن ولازلنا نفكر بعقلية متخلفة وجاهلية تعتمد نظام يعمل على تعيين ذوي الشهداء من اختصاصات معينة حتى لو كانت غير كفوءة لمجرد امتلاكها شهادة أيا كانت نوعها ومن أيا كان مصدرها وتضاف لها شهادة اخرى هي شهادة وفاة  لشخص يثبت انه استشهد في زمن ما بغض النظر عن نوع الشهادة هل هي في سبيل الوطن او في سبيل المصلحة الذاتية او قضية شخصية المهم انه أعدم على يد النظام الذي أسقط في العراق فلو كان لك معدوم على يد النظام الصدامي في زمن ما ولو على قضية فساد اخلاقي أو إداري فأنه شهيد وله حقوق ومكافئاة ويقدم ذويه على الآخرين في قضية التعيين في وزاراة ودوائر الدولة العليا والدنيا منها على حد سواء ..... فقبل فترة أطلقت الحكومة العراقية مبادرة تقتضي تعيين اصحاب اختصاصات معينة شرط أن يكون لك شهيد من الدرجة الرابعة على اقل التقادير بغض النظر عن درجة القرابة او موضوع الاستشهاد او الخ من التفاصيل  ...فقط أتسائل وفي قلبي الاف الحسراة فضلا عن علامات الأستفهام وعلامات التعجب المتزاحمة على باب فكري وعقلي المتواضع ...وهي الى متى نبقى نلهث خلف مسميات استقبحها المجتمع العراقي منذ أن إكتشف قبحها قبل سنوات وعرف اضرارها ومخلفاتها متى يصحى الضمير الحكومي على أداءه المخزي الذي يمارسه بكل صلافة دون أن تنقط قطرات من عرق الحياء من جبينه ..كيف يمكن لحكومة أن تفكر بهذا المستوى من التفكير وتضع من اولويات شروط التعيين هو شهادة شخص قد يكون ضحى من اجل الوطن وقد يكون اعدم بسبب تهريب مخدرات .هو الفارق والمميز الوحيد للمقبل على تقديم معاملة تعيين لكي يحضى بالقبول ومن ثم يحضى براتب شهري يكفي به قوت يومه ...لازلت أتسائل ..كيف بمن لا يملك شهيد من اقربائه هل يبقى معدما فقيرا لا يملك قوت يومه فقط لأن القدر لم يقضي بأن يصبح اقارب أحد الشهداء ..اذا اين الشهادات والكفاءات والاختصاصات التي تعب من اجلها الشباب وضحو بكل وسائل الراحة والرفاهية ودرسو واجتهدو حتى وصلو لمرحلة تأهلهم لأن يخدمو وطنهم بكل تضحية وتفاني واخلاص دون مقابل سوى مرتب شهري يحفظ لهم ماء وجوههم الطاهرة .؟؟؟ هل هذه المباداراة الرعناء من الحكومة لها مشابه في دول اخرى ديمقراطية تعتمد نظام التكنوقراط في التعيين الحكومي ؟؟؟ هل يوجد دولة في العالم المتحضر تعتمد شهادة وفاة لشخص معدوم على يد السلطة بأي تهمة كانت  لتعتبرها دليل تأهل الشخص المتقدم للتعين في دوائرها الخدمية والرئاسية ؟؟؟ هل سمعت بدولة عريقة لها باع طويل في العمل الحكومي تعتمد نظام الطائفة والانتماء العرقي والسياسي للتمييز والتفضيل في تعيين الموضفين ..لا أدري واني في حيرة كيف سنبني مجتمعا يملك طاقات عملاقة يتحدى بها الدول الأخرى على المستوى التكنولوجي والصناعي والاداري والحكومي والخ ....ونحن نعتمد شهادة وفاة بدل من شهادة تخرج تثبت أن الشخص المتقدم للتعين في الدائرة الفلانية هو من اهل الاختصاص ومؤهل للخدمة..نحن كدولة الان وكشعب وكمجتمع مدني بصورة اشمل  نعاني من ضعف وركاكة وهشاشة في اتخاذ قرارات مفيدة ونافعة وصحيحة تصب في مصلحة الفرد والمجتمع ولا نعي خطورة الوضع الذي نعيشه ابدا ..فيجب علينا ان نعمل كإعلاميين وكصحفيين وكمجتمع وكأطباء وصيادلة وعمال وعسكرينن وكل تفاصيل البناء الاجتماعي وانسجته المتشعبة على ايقاف مثل هكذا قرارات وانظمة عملية فاشلة تتخذها زمرة متسلطة في مراكز اخذ القرار والتصدي لها بحزم وقوة وعدم السماح لها بمواصلة العمل على تطبيقها بشكل جدا مقرف قد يؤدي في لحظة ما الى انهيار الدولة بكل تفاصيلها انهيارا يستحيل بعده أن تنهض من جديد كدولة تماشي سائر الدول الاخرى ..الحديث طويل ومتشعب ولكن فقط اردت ان الفت النظر الى هذا الظاهرة السحيقة التي تجر الويلات تلو الويلات على بلد لازال قيد الترميم القانوني والسياسي ولم يكتمل بعد ولم ينفض غبار التراكمات من على جسده المتعب .

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

الكلمات الايحائية قبل اسنخدام العقاقير الطبية مؤثرة جدا


من منا لم يستخدم العقاقير الطبية بشكل شبه يومي او اسبوعي او حسب الحاجة ..كلنا نستخدم العلاج الدوائي الطبي من عقاقير وادوية شعبية كأعشاب وغيرها ولكن الكثير منا يجهل حقيقة هي اقرب للصحة منها للخطأ وهي المعرفة والالمام بالدواء قبل استخدامه وذكر فوائده واثاره فالكثير من الاطباء والحكماء المعالجين للأسف اما يجهلون او يتجاهلون مسألة شرح الدواء وبيان خصائصه وعمله ومن ثم ثمرته المترتبة عليه فتجد الطبيب يصف لك الدواء دون ان ينبس ببن شفه وكأنه مجرد اله طابعة تكتب الدواء دون شرح او وصف .لا يخفى على الكثير ممن يعرف الايحاء وكيف يعمل وكيف يقلب حال الفرد احيانا وكم هو مؤثر .هذا الايحاء الذي لو استخدم مع الأدوية بشكل علمي مدروس لأثرت هذه الادوية بشكل جدا سريع ولأعطت نتائج ايجابية عالية ..فمثلا
 لما يعطي الطبيب علاج للصداع ويقول للمستفيد هذا علاج جدا قوي ومؤثر وسوف تشعر بالتحسن بشكل جدا ملحوظ لأنه يعمل على ازالة الالام في الرأس عبر الأوردة والشرايين الناقلة للمادة الدواية ولأنك تعاني من اضطراب في العصب المنتمي للرأس الخ  ....فسوف يتحسن المستفيد بشكل جدا قوي لأن الايحائية هنا تعمل بشكل جدا ممتاز ويساعدها هنا ايمان المستفيد بقدرات الطبيب وايمان المستفيد بالمادة الكيميائية المصنعة ...الكلمات الايحائية المساندة للعلاج لها دور جدا قوي بفاعلية العلاج اضافة الى شرح الطبيب للمريض وبيان حالته وكيفية علاجها يزيد عند الفرد المستفيد القابلية العلاجية ويحرك العقل اللاواعي بالسعي لتحفيز الخلاية المستقبلة للعلاج ...اذن يجب على المعاجيين من اطباء او اطباء اعشاب ان يستخدمو الايحاء بقوة لفاعلية العلاج والاولى من هذا هو التفسير وشرح طريقة عمل الدواء وبيان حالة المريض كتفسير وتحليل ومن ثم بيان فاعلية الدواء وبالأخير صرف الدواء ليكون نافعا ومؤثرا ..بقي ان اشير الى ان الكلمات الايحائية المؤكدة للعلاج والشفاء لها دور جدا مؤثر حتى لو لم يكن العلاج قوي ومؤثر لأن الكلمات الايحائية سوف تحرك العقل اللاواعي بأقناع وتقبل فكرة ان هذا العضو شفي تماما ...هذا والموضوع متشعب وواسع فقط اردت الفات النظر لمسألة الكلمات الايحائية الى جانب الأدوية الطبية ..اخوكم المتعلم .حسام العبودي

اسقاطات من الواقع المرير_الصراحة مع الذات

اسقاطات من الواقع المرير
يوميا اناقش واجادل واستميت في الدفاع عن نفسي وأجعل لها حصنا قويا من الانتقادات ولا اسمح أبدا لأي أحد أن يصفني بوصف مهين .لكن كل هذا يستنزف مني طاقات جدالية ونقاشية مع النفس .استفسارت أسئلة مناقشات مع الذات .لماذا.. ولأي شئ ..من...ما ...عن أي شئ ... كل هذه الادوات الاستفهامية والجدالية .وهكذا استفسارات وأسألة مع النفس أهلكتني .لماذ ينتقدني البعض لماذا يحاول البعض اهانتي ..؟واخيرا وجدت عقدة المشكلة هي اسقاطاتي على الاخرين نعم هي نلك المشكلة المريرة .دائما اسقط نقصي وتفاهتي على الاخرين .لم ارى شخصا في حياتي حتى لو كان سيد المبدعين الا وصببت فوق رأسه آلاف النقوصات والعيوب .غبي .جاهل .تافه .فاسق .منحط.الخ .لم يسلم احد من اتهاماتي لم أعرف السبب في وقتها لماذا اتهم الناس هكذا ولماذا اشعر بالضيق اذا رأيت متفوقا .صحوت في صباح احد الايام على خبر شخص متفوق .بمجرد ان نضرت ال
يه استخرجت عشرات النواقص الجسدية في هذا الشخص وانزعجت ورحت اتهمه بالرذائل ولكن فجئة شعرت بتأنيب الضمير لماذا اتهمت هذا الناجح المتفوق ولماذا اصفه بالغباء والرذائل .مشيت قليلا .فوجدت نفسي محاط بهالة من الأسئلة الذاتية .هل انا افضل منه .هل تفوقت في يوم من الايام بنصف تفوقه .هل انا ذكي وناجح ...سقطت على الارض بحثا عن اجابات لم اجد جوابا واحدا ايجابيا .فعرفت انني .كنت اسقط صفاتي الحقيقية على الاخرين هروبا مني ومن ذاتي ومن نفسي التي ارهقتني بحقيقتها التافهة .نعم كان كلامي على الشاب المتفوق هو وصف لحالتي انا وحقيقتي انا .أنا الجاهل والغبي والمنحط والفاشل .لكن كنت ارمي بهذه الحقائق على غيري هروبا من المي النفسي .هذه اسقاطاتي النفسية من واقعي المرير الذي اعيشه .نعم هنا مربط الفرس .نحن نسقط اعمالنا ونقوصاتنا وتفاهاتنا على الاخرين ونصفهم بها لنهرب من ذواتنا .علينا ان نعي هذه الحقيقة يجب ان نكمل انفسنا ونعالج اخطئها قبل ان نسقطها على الاخرين المتفوقين والناجحين ولنقتدي بهم بدل ان نتهمهم ونكرههم .هذا معنى من معاني الاسقاطات النفسية .يجب ان نصارح انفسنا لكي نرتاح من عراكها وجدالها ونريح من حولنا بفهم ذواتنا وقدرها
حسام العبودي

آهات من الزمن الحقود

في بلد يعيش مجموعة من الأفراد تسمى شعب
 وشعب يعيش في بلد يسمى سجن
 وسجن في بلد يسمى جنة
 وجنة في بلد آخر تسمى ديمقراطية
 ونحن نعيش في بلد لا ينتمي الى هؤلاءفبأي بلد نحن نعيش ياترى
 * * * * * * * * * * * * * * * * 
  في بلدي فقر وجوع وعري
 في بلدي طبقة حاكمة وأخرى محكومة بقبضة من حديد
 ولا شئ سوى الآه والآه فقط
لا أدري أي بلد هذا وما أسمه
 لا أقصد أني لا أعرف أسمه أو رسمه
 فهو ليس كأي بلد حيث يحمل عدة أسماء
 غني جدا حتى في الأسماء
 لكنه فقير بمعاني الأسماء
 وصفاة الاسماء
 وروح الاسماء
 في بلد يسمى بلد الخيرات لا يملك أهله سوى .نعم 
وهتافات واناشيد يقتات عليها الفقراء لاتشبع ابدا
 ويشبع منها اصحاب السلطة فقط
 ويتخم بسببها أهل الجاه
 في بلدي أرامل ويتاما ساقت كفلائهم يد المنون
 وقست عليهم ايام زمن حقود
 لا تعرف سوى ترنيمات تطقطق على سمعه المشئوم
 لتعزف لحن سنفونية العذاب
 لا توجد الات ايقاعية في فرقة سنفونية الزمن
 فاختارت أجساد الفقراء لتنظم ايقاع اللحن الحزين
 حيث ايقاع الجسد يخرج آه بصدق دون تمثيل
  وهنالك سنفونية اخرى تعزف لحن التخمة
  آلة ايقاعها كروش مملوءة
 تشنف اسماع زمن متغطرس يتراقص على اشلاء شعوب مقهورة
 ذلك هو الزمن الطاغي
 والمتغطرس
 والمتكبر
 لا يهدأ أبدا أو ينام الا على اصوات بكاء وأنين
 وصراخ و آهات ولطم على الخدود
 ومآسي يعتبرها أنسا في آخر ساعات الليل المتأخرة
 ولم يذرف سوى دموع الفرح 
رقصا وطربا على أجساد بالية
 استنزف دماءها جلاد لايعرف الرحمة
  يدعى ظلما أنه الزمن
 لكنه زمن حقود