الاثنين، 31 ديسمبر 2012

الوضع الصحي في العراق...إنحطاط إنساني وإستهتار حكومي بأرواح المواطنين





اليوم اريد أن اطرح قضية مهمة جدا لا يمكن السكوت عنها وكان علي ان اطرحها من زمان ولكن كنت انتظر الى اي حد ستصل واليوم طفح الكيل وبلغ السيل الزبا ويجب أن أطرح القضية على جميع الملأ وهي قضية الفساد الصحي وتردي الخدمات الصحية وضعف الأداء الصحي الحكومي والإستهتار بأرواح المواطنين الأبرياء_في بلد تبلغ ميزانيته السنوية 100 مليون دولار وهي أكبر موازنة عرفها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 من القرن الماضي ولغاية سنة 2011 حسب بعض المصادر الحكومية . حيث لم يشهد العراق ميزانية بهذا الحجم وأنا أتحدث طبعا عن ميزانية عام 2012  التي ذهبت دون رجعة ولكن سؤال مهم جدا.. أين الخدمات الصحية والبيئية من هذه الموازنة وهل تم تخصيص وصرف مبلغ كافي لتغطيتها بشكل كلي يضمن للمواطن البسيط خدمات صحية ينعم بها كما باقي دول العالم وهل هناك أيادي أمينة تقوم بصرفها بشكلها الصحيح ؟؟ كلا وألف كلا فالكوارث الصحية في العراق باتت أمر مخجل وغير إنساني أبدا إضافة الى المعاملة السيئة جدا والغير مقبولة من قبل الكوادر الصحية والطبية في المستشفيات والمراكز الصحية الصغيرة ومن دون رقابة حكومية وكأن الحكومة المركزية أو ما يسمى أيضا بالحكومات المحلية نيام لا يستيقضون ...وإذا شاء القدر أن يستيقضوا من سباتهم العميق بعد صراخ النساء والأطفال والفقراء من آلامهم وأوجاعهم فإنهم يكتفون بتوبيخ بعض مدراء المستشفيات والمراكز الصحية أو إقالتهم من مناصبهم  وهذا لا يؤثر على عملهم كأطباء وكوادر صحية تعمل بقطاعات اخرى غير حكومية كالقطاعات الخاصة من مختبرات وعيادات والبعض من الكوادر الطبية اصبح يفتح دكانا في بيته لمزاولة بعض الاعمال الصحية ..كزرق الأبر والتداوي وقياس الضغط والسكر.....والخ  وهذا يعني أن المضمد الصحي او الموضف الصحي لا يتأثر أبدا بالتوبيخ والاقالة والعقوبات حيث يعتبرون العمل في القطاع الحكومي فقط من باب اضفاء الشرعية ليزاولوا عملهم في القطاع الخاص فإذا ترك العمل الحكومي فهو ضامن أن يعمل في القطاع الخاص وهذا سبب رئيسي لضعف اداء بعض الكوادر في المستشفيات الحكومية ...لا اريد أن اطيل الحديث في القضية بشكل عام وأريد أن أدخل في الواقع القريب الذي لمسته والذي يتشابه في جميع انحاء البلد وكأنها مشاكل صحية مستنسخة من مكان لآخر
الان سأقوم بسرد أمثلة واقعية من الحياة اليومية التي نعيشها وأبين كيف تسير الخدمات الصحية في بلدنا بشكل غير مقبول جدا وهي كما يلي
المستشفيات الحكومية....
عندما يصاب أي شخص بمرض ما فعليه أن يراجع المستشفى الحكومي وهذا في كل بلدان العالم شئ طبيعي ولكن في العراق ماذا سيجد ..فضلا عن قذارة المكان سيجد قصابيين يرتدون ملابس بيضاء لا تعكس بياض القلوب وبياض الانسانية الناصعة بأي شكل من الأشكال وإنما فقط قطع قماش كتعريف وتمييز الموظفين عن المراجعين لا أكثر..فعندما تأتي لتقطع تذكرة الفحص ستجد أشخاص لا يعرفون الابتسامة ولم يمارسوها على ما يبدوا ولكن لكي لا نظلم الجميع فنقول البعض وليس الكل ..ولكن البعض الأغلب للأسف ..وعندما تقطع تذكرة وتذهب للطبيب ستجد رجلا أو امرأة تقعد خلف كرسي دوار ويبدأك بالسؤال ماذا تشعر وما هو مرضك من دون فحص طبعا وكأنك تعلم ما بك .فإذا كنت اعرف ما بي من مرض وكنت اعرف ما العلاج فلماذا جئت للمشفى ؟؟! والطبيب المحترم طبعا لا يكلف نفسه فحص المريض الا بحركات روتينية لا تغني ولا تسمن من جوع فقط حركات تمثيلية وبعدها يكتب لك علاج بحسب وصفك لمكان الألم ويأمرك أن تذهب للصيدلية التي ستفاجئك بأن الدواء غير موجود وعليك شرائه من القطاع الخاص أوالصيدليات الخارجية والطامة الكبرى أن نقودك لا تكفي لشراء نوع واحد مما كتبه لك الطبيب المحترم ..أما لو وجدت العلاج وعليك أن  تذهب للمضمد الفلاني لتزرق الأبرة او التحليل بأخذ دم أو قياس ضغط الدم ستواجه مضمد مكفهر الوجه لا ينظر لك أبدا ويقوم بواجبه بتثاقل وقد يسمعك بعض الكلمات الجارحة والمزعجة ..وكما قلت البعض وليس الكل للأمانة...هذا بصورة عامة إضافة الى عدة أمور مزعجة للغاية كنظافة مكان المستشفى وتنظيم الطوابير والانتظار الطويل و.و.و.و والطامة الأكبر أنك لا تمشي في المستشفى الحكومي الا وبجيبك حفنة كبيرة من الأموال قد لا يبقى منها عند انتهائك من زيارة المشفى سوى أجرة التكسي  لتعود الى بيتك وقد أصبت بمرض نفسي خطير ومعقد.بسبب دفع الأموال..هذا ان ان بقي عندك شئ من الاموال..ولكي لا تتصور ان كل المبلغ تصرفه للأدوية والفحص أطمئنك أن أغلب النقود تذهب كإكرامية وحوافز مالية للعاملين في المشفى فعامل النظافة لا ينظف مكان اقامتك في المشفى أحيانا اذا أمرك الطبيب بالمكوث في المشفى الا أن تعطيه شئ من المال والعاملة لا تحضر لك مستلزمات الاقامة الا بعد دفع قدر من المال لتحفيزها علما ان الحكومة لم تقصر بصرف حوافز لهم للأمانة ..
 والمضمد بعد العملية الجراحية ان اجريت لك لا يقوم بتنظيف وتعقيم مكان العملية بسهولة الا بعد توسل واعطائه شيئ من المال والبعض منهم يصرح علنا بانه يجب عليك إعطائي مبلغ من المال لأقوم بتنظيف بعض الأماكن الحساسة من جسمك من باب الترفع والحق أن هذا واجبه وليس فضلا او كرما منه  !!!! والعجيب جدا جدا هو أن نفس هؤلاء العاملين في المشفى الحكومي من طبيب الى عامل نظافة  عندما يعملون في المستشفيات الأهلية ستجد كائنا أنسانيا لا مثيل له أبدا بمنتهى الرقة والأنسانية والتعاطف والعمل الدؤوب والسر بسيط  أن المستشفيات الأهلية تعطي رواتبا خيالية لبعض الاطباء والكوادر الطبية الأخرى لا يحصلون عليها في المستشفيات الحكومية العامة
في عيادة الطبيب الخاصة ...
عندما تزور الطبيب في المشفى العام الحكومي ستجد كما قلت سابقا معاملة لا تنتمي للإنسانية بأي شكل من الأشكال ولكن ماذا يحدث لو زرت نفس الطبيب في عيادته الخاصة ؟؟؟ ستجد كائنا ملائكيا عجيبا وليس مجرد طبيب يعالج الجسد ..فعندما تزور هذا الطبيب في المشفى الحكومي ستجده قصابا لا يهتم بك كإنسان لك حرمة وسبب هذه المعاملة الجافة هي كي تضطر لزيارته في العيادة الخاصة ولكي يتمكن من افراغ جيبك بشكل مريح دون رقابة من السلطة وبطرق فنية اقناعية لا تشعر بها أبدا ...
 سأخبرك عيزي القارئ بتفاصيل زيارة الطبيب في العراق بعيادته الخاصة وهي كما يلي إستمع جيدا ولكن انصحك بأن تسترخي كي لا تصدم ...
 عندما تضطر بسبب عدم الاهتمام بك وبمرضك في المشفى الحكومي ستظطر لزيارة الطبيب في عيادته الخاصة كي تلاقي بعض الاهتمام الجاد في قضيتك وعلاجك وستلاقي أولا ..العامل او العاملة الذي سيعطيك تذكرة الحجز ومن هنا تبدأ رحلة الجيب النازف فإنك ومن دون سلام أو كلام ستدفع عشرة الاف دينار أو البعض خمسة عشر الف دينار والاخر خمسة وعشرون الف دينار حسب نوع الطبيب وهذه تسمى (الكشفية) يعني مجرد الفحص من دون شئ اخر ..تدخل بعدها لغرفة الطبيب احيانا تجدها مرتبة ونظيفة ومنعشة واحيانا تجدها  أسوء حالا من المشفى الحكومي والسبب كثرة المراجعين وقصر الوقت !علما ان عطلة الطبيب في العيادة فقط في الدوام الصباحي .والطبيب بدوره يقوم بالترحيب بك بشكل جيد جدا وكأنه يحمل خلق نبي من الانبياء في حين هو نفسه ذاك المكفهر الوجه في المستشفى الحكومي ..فتجلس بالقرب من الطبيب والكلمات الجميلة والمريحة ترن بإذنك بكل اهتمام ويقوم بفحصك بشكل دقيق وطبعا بأجهزة حديثة نوعا ما لا تجدها في المشفى الحكومي ..لأن الحكومة الموقرة عاجزة عن تأمينها بينما الطبيب العادي يأمنها بكل سهولة !! فبعد أن يتم الفحص الدقيق سيقوم بكتابة العلاج المناسب والشرط الوحيد هو أن تجلب العلاج من الصيدلية التي أمرك بها الطبيب والا ستقوم قيامتك ويتحول الطبيب الإنساني الى وحش مفترس يلتقمك بكلماته الجارحة ..فإياك إياك أن تخطأ في جلب العلاج من صيدلية اخرى ..لأن نفس العلاج في الصيدلية الاخرى لا يعمل لأن الطبيب الموقر لم يرضى به فيتحول الى مرض وليس علاج ...وطبعا كما يعلم الجميع أن العلاج من الصيدليات الخارجية مكلفة الثمن بشكل لا يطاق لذوي الدخل المحدود والغير موظفين في دوائر الدولة العراقية...وطبعا هذا هو اتفاق بين الصيدلية والطبيب لإعطائه حصة كبيرة من بيع الادوية ..بعبارة أخرى أن الطبيب يتحول هنا الى سمسار للصيدلية..لتصريف الادوية التي جثت على رفوف الصيدلية لأمد طويل والبعض منها منتهي الصلاحية دون رقابة حكومية ...وعندما تعود للطبيب بالعلاج كي يصف لك طريقة استخدامه ستتفاجئ بأن الطبيب يصرخ بوجهك الم أكتب لك الدواء الذي تصنعه الشركة الفلانية الانكليزية فلماذا اتيت بهذا الدواء التي تصنعه الشركات العراقية او العربية الا تعرف انه غير جدير بشفائك !!!؟ ولأن الدواء الانكليزي اقوى مفعول يجبرك الطبيب لجلبه وكمريض تريد أن تشفى بسرعة نوعا ما .وطبعا المبلغ كبير جدا فتضطر لتعود لشرائه من جديد وبكمية من المال تقصم الظهر ..هذا حال العيادات الخاصة .
 الطوارئ في المستشفيات الحكومية...
اما عن الطوارئ في المستشفيات الحكومية فستجد العجب العجاب وخاصة في مستشفيات الولادة فستلاقيك دواهي عظمى فكم من مرأة فقيرة ماتت بسبب اهمالها في المشفى دون انقاذ ولأسباب تافه ومخجلة جدا وهي أن المريضة لم تراجع الطبيبة الفلانية المسؤولة عن المشفى في عيادتها الخاصة اذا ما صادفت خفارتها الليلية  وبالتالي لا تقوم بتويليدهابشكل جيد او لا تولدها نهائيا وتموت المرأة بدم بارد جدا دون مسؤولية أو عندما تأتي إمرأة بحالة خطرة بسبب نزيف ما فستجد ان الاجراءات التعقيدية للمشفى تجعل المريضة تفارق الحياة ولم تكتمل الاجراءات بعد واول الإجراءات تأمين مبلغ من المال قبل عمل اية عملية جراحية للمريضة النازفة والسبب أن المريضة كانت تراجع طبيبة أخرى أو مستشفى اخر قد استنزف كل اموالها فمن أين تأتي هذه المسكينة بالأموال الطائلة التي تصل الى نصف مليون دينار عراقي أو أكثر ؟؟؟؟!
وهناك حادثة مضحكة مبكية بنفس الوقت ينقلها لي أحد أقاربي يقول عندما أتينا بأحد أصدقائنا الى مستفى في بغداد العاصمة وهو مستشفى مشهور جدا وكان مريضا لم نجد سرير نضعه عليه فالأسرة ممتلئة كلها فسألنا ممرضة هل يوجد سرير فارغ أجابت وبكل برود إنتظروا لحين ما يموت هذا الشاب المريض وقوموا بوضعه مكانه!!!! ..الى اي حد وصل الرخص بالمواطن العراقي لدرجة انه يموت أمام اعين الاطباء والممرضين بشكل طبيعي دون اي اهتمام وكأنه جهاز ينتظرونه ليفقد شحنه ويستبدلونه بآخر وفعلا بعد لحظات مات الشاب ونقلوه وقمنا بوضع مريضنا على السرير وبصعوبة لأن مريضنا اصيب بصدمة بسبب الموقف الذي رءاه وهو موت الشاب امام عينيه ..فأي خزي أكثر من هذا الخزي والعار الحكومي في أدائهم الصحي هل لهذه الدرجة المواطن العراقي أصبح رخيص في حساب الحكومة وهناك آلاف الأمثلة التي يخجل الانسان من ذكرها والتطرق لها ولكن لمن تشكوا ولمن تصيح ولمن تقدم كل هذه المآسي ومن يستمع لك ويقوم بالتغيير فعلا ..هل هو السياسي الذي يتداوى بأفضل مستشفيات العالم او البرلماني الذي لا هم له سوى ان يشرع قوانيين رواتب النواب وشراء سيارات مصفحة ضد الرصاص لحمايتهم الشخصية ..أم تشكوا لبعض رجالات الدين الذين يغطون بعض السياسيين تحت عبائاتهم الرخيصة مستغلين الروحية والقدسية لتمشية أهوائهم الشخصية ..
ختاما
فالسؤال المهم والواقعي الذي يجب أن يطرح بقوة هل قام أحد المسؤولين في الحكومة المركزية أو المحلية أو احد النواب او المحافظين بزيارة المستشفيات الحكومية للعلاج  لهم أو لأبنائهم أو عوائلهم  ..أبدا ..هل قاموا بتفقد المستشفيات ووضعها الاداري وهل راقبوا العمل عن قريب ..ابدا ..هل سمعو شكاوى المواطنين وهل قاموا بتغيير واقع الصحة والعمل الصحي الانساني ..كلا  بل هم مهتمين بأنفسهم فقط وفقط لا غير ...
الفساد الإداري والمالي  لا زال قائما على قدم وساق في مؤسسات الدولة الصحية بشكل واضح وفاضح جدا والى الله المشتكى والى الشرفاء من أبناء هذا الوطن الجريح
ولا بد أن أذكر أن لدينا في العراق وللحقيقة وللأمانة كوادر طبية مشرفة جدا وتتحلى بالإنسانية ولكنها قليلة جدا غطت عليها الكوادر الفاسدة ونحن نجلهم ونقدم لهم كل الحب والامتنان وندعوا لهم بالإستمرار والتقدم وأن يكونوا هم الأقوى والأكثرفاعلية في البلد

حسام العبودي 
العراق _ذي قار 
hussammy_1985@yahoo.com
تويتر
 https://twitter.com/hussamy_1985

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

قصة حلم حزين

بعد يوم متعب في العمل وبعد انتهاء واجبي الليلي عدت لأنام من جديد لألاقي ذلك الحلم المحزن كان حلما مليئ بالمغامرات المتعبة لم أميز فيه أي شئ سوى بعض الاشخاص الذي ميزت وجودهم تمييزا طفيفا من دون ذكر أشكالهم فقط أسماء أسمعها تتردد في الحلم فلان وفلان وفلان .. وصورا مزعجة وحزينة ..كل هذه الصور والتشويشات ما كانت أمام حلمي الأخير أي شيئ يذكر ..آه الان أكتب وأنا اعيش بين طيات ذلك الحلم المرعب المحزن الذي أثر على نفسيتي تأثيرا سلبيا ملموسا في اليوم التالي ..رأيت عندما كنت في الشارع المؤدي لبيتنا ...آه ماذا رأيت؟ وليتني لم أرى ما رأيت ...رأيت جنازة يحملها أشخاص أعرفهم أثناء وقت الحلم أما الآن لا أتذكرهم من يكونون ..أنظر اليهم بترقب وحذر لمن هذه الجنازة يا ربي كم هو شعور مخيف ولماذا يشيرون لي ولماذا نظراتهم تزلقني بحزن هل هذه الجنازة تعود لي ..أشعر بالغربة أشعر بالحزن أقسم أني أكتب الآن ودموعي تترقرق بعيني ...تقدمت اليهم وأنا امشي في تشييعها مع المشيعين لم يخبروني من في الجنازة .لكني بدأت أضطرب إضطراب الريشة في الهواء كلما إقتربت الجنازة من بيتنا ولماذا تتجه نحو بيتنا بالذات ... يا رب مالذي يحدث مشينا ومشينا وإقتربنا من بيتنا ياربي وهنا  قامت قيامتي عندما توقفت الجنازة أمام بيتنا ..يا الله صبرك.. توقف الاشخاص الذين يحملون الجنازة وهم ينظرون لي ...آآآآه هل صدق ظني ..لا لا .. لا أصدق أبدا ليست هي لا.. لازلت أحتاجها لا زلت طفلا أحتاج لحنانها لازلت أحتاج لحضنها لازلت أحتاج لوجودها لازلت أحتاج أن أشم رائحة جسدها ..أقسم بالله أني أبكي الآن وأنا أكتب لكم أحبتي وكأني أرى الحلم الآن أمامي وأعيش تفاصيله بدقة وبنفس المشاعر ونفس الصور الحزينة التي كنت أعيشها وقت الحلم الحزين ...هل هي التي ظننتها ....هل هي التي كدت أفقد عقلي لو صدق ظني من أنها هي التي رحلت عني ...آآآآآآآه تمنيت شيئا وقتها وأشعر كأن الله قد استجاب لي حيث أفقت من نومي بالحظة التي حاول أحد الأشخاص أن يرفع الكفن عن وجهها ..آآآه لا أدري لو لم أفق من الحلم ماذا سيحصل لي ..أعتقد أنكم عرفتم من كنت أقصد ..نعم هي . كما توقعتم ..تلك التي حملتني في بطنها من دون منة ..نعم هي التي أرضعتني وآوتني بحب وحنان دون تكلف ودون تصنع ...هي تلك الخيمة التي عشت تحت كنفها بود ...آآه هي تلك المرأة الكبيرة بقلبها ..ماذا أقول فيها وماذا أذكر من مواقفها منذ أن أولدتني ...ماذا أقول فيها وللآن لم أفطم من رضاع حنانها رغم وصولي لعمر السابعة والعشرين من العمر ...نهضت من نومي وأنا حزين وأدعوا من الله أن يكون مجرد حلم ..ولله الحمد كان كما دعوت وتمنيت ..كان حلم لكنه حلم قاسي ..لم يراعي رقة قلبي ...كان حلما سيافا .قطع عنقي دون رحمة ليتركني جثة ترفس أرض الذكريات لتثير حزني وألمي وتتركني أعيش بحالة حزن لهذه اللحظة ..إنه حلم لا انساه ..لن أسامحه أبدا ..لن أرحمه لو كان كائنا حيا ...أتمنى أن لا أعيش هكذا حلم من جديد ..أتمنى أن لا يفجع الله أحدا بمثل هكذا حلم ...لاني عشت تفاصيله المأساوية 

الأحد، 16 ديسمبر 2012

سبب عزوف المشاهد العراقي عن مشاهدة الدراما العراقية..هو ضعف التلقائية في أداء الممثل العراقي

التلقائية أو الأداء التلقائي في الأداء التمثيلي تعتبر من أهم مميزات الموهبة التمثيلية لدى الممثل الموهوب وهذه التلقائية إما ان تكون فطرية مغروسة في اللاوعي لدى الممثل أو تأتي نتيجة تدريب حثيث من قبل المخرجين للممثلين الذين يشرفون على تدريبهم قبل العمل وقبل الشروع به..
وهذه التلقائية في الأداء نادى بها (قسطنطين ستانسلافسكي) الذي يعتبر أبو الأداء التمثيلي الحديث وهو الذي أكد على أن يكون أداء الممثل أداءا تلقائيا من دون تصنع أو تكلف وتتلخص نظريته التي طرحها والتي لقيت ترحيبا واسعا بين الأوساط الفنية (بأن الممثل الناجح هو من يقوم بدوره بشكل تلقائي من دون أن يتظاهر بأنه يعمل عملا مطلوب منه او يشعر المتفرج بأنه يتصنع دوره بشكل ملفت للنظر_ وإنما يعتبر أن الممثل الذي يأدي دوره بشئ من التلقائية والإرتجالية _بالنسبة للاحاسيس والمشاعر التي يريد ان يظهرها الممثل للجمهور_ هو الممثل الناجح والمؤثر والذي يوصل الرسالة بشكل جيد جدا
أنا هنا لست بصدد شرح التلقائية بالشكل الإصطلاحي والفني ولست بصدد شرح ماهية التلقائية إنما أشرت لمعناها هنا بشكل مختصر لكي يفهم القارئ العزيز بأن ما أريد أن أطرحه بشان الممثل العراقي وضعف أدائه التلقائي إنما هو هذا المقصود وهي التلقائية بمعنى الأداء غير المتكلف والمتصنع من قبل الممثل.
فالممثل العراقي اليوم وخاصة جيل الشباب الذي يخرج على الشاشة أو يقف على خشبة المسرح  يفتقر بشكل كبير جدا للتلقائية التي قصدتها هنا والتكلف في الأداء والتصنع واضح جدا على تقاسيم وجهه وتعابيرها ..وهذا للأسف الشديد هو بسبب عدم وجود الموهبة التمثيلية لدى الممثل أساسا أو عدم تدريب الممثل من قبل المخرجين وعدم تكليف الممثل نفسه بتدريب نفسه على أداء بعض المشاعر التي يجب ان تظهر بشكل تلقائي وارتجالي كالغضب والفرح والحزن والإنفعال وردة الفعل المفاجئة والعصف الذهني... والخ من الأدوات التمثيلية التي يجب على الممثل إتقانها بشكل جيد كي يخرج المتفرج من حالة الإدراك بالتمثيل الى حالة عدم الإدراك بأن هنالك عمل تمثيلي يقوم به ممثل أمام كاميرة أو على خشبة مسرح ..بعبارة أوضح أن الممثل بفضل أدائه المتقن والتلقائي سوف يجعل المتفرج يعيش أحداث المسرحية أو المسلسل كما لو أنها حدثت فعلا على أرض الواقع بمتعة  أكبر وإندماج أكثر مع مجريات أحداث القصة وتفاصيلها ..فالتلقائية بهذا المعنى تفتقدها أنت كمشاهد غير متخصص  في شخصية الممثل العراقي أحيانا.. ولا أدعي بأن كل الممثلين العراقيين يفتقرون لهذه التلقائية بل هنالك من الممثلين ممن يتمتعون بأداء تلقائي كبير جدا أمام الكامرة وعلى خشبة المسرح ويتمتعون بالإسترخاء الملحوظ. كالممثل القدير (جواد الشكرجي)و(سامي قفطان)و(مكي عواد)و(وهناء محمد ) و(طه علوان)و(والفنانة الكبيرة سليمة خضير ) وغيرهم الكثير من الجيل السابق ..أما عن سليمة خضيرهذه الفنانة التي كانت تمثل بكل إحساس وتلقائية عندما تمثل دور الأم الحنونة العاقلة والكبيرة كانت ترتجل مشاعرالأمومة كما لوأنها أم حقيقية للممثل الذي يمثل معها بدورالإبن بكل تفاصيل الإنفعالات والتأثر وحركات الوجه في الفرح والحزن  بحيث تشعرك كمتفرج بأنك تشاهدها من خلال كوة صغيرة تطل على حياتها اليومية الإعتيادية وليس عبر شاشة أو مسرح...هذه التلقائية تفتقدها في شخصية بعض الممثلات العراقيات من جيل الشباب اليوم وللأسف الشديد تجد الكثير من المشاهدين يفضلون مشاهدة الدراما السورية والمصرية وحتى الخليجية  بشكل كبير على الدراما العراقية والسبب هو ضعف الأداء التلقائي للممثل العراقي وعدم إيصاله للأحداث في المسلسل أو المسرحية بشكل مثير للمشاهد إضافة لبعض القصص لبعض الكتاب والمؤلفين  الغير مؤثرة والتي لا تروي ضمأ المشاهد والتي أحيانا تكون إستنساخ لقصص مملة مطروحة لاكثر من مرة . كالقصص التي تتحدث عن الوضع في العراق والمآسي كالإرهاب والقتل والفقر ....والخ ..أضف الى ذلك النبرة الصوتية للمثل العراقي لمن لا يمتلك تلقائية في الأداء تكون نبرة جافة وخالية من الموسيقى المستساغة لأذن المتفرج والتي تخرج من دون إنفعال وتفاعل مع مجريات الحدث فكلنا يعرف نبرة الصوت عندما نكون بحالة غضب كيف تخرج أو عندما نسمع بخبر مفرح بصورة مفاجئة كيف يكون رد الفعل لدينا .وكيف تطغى مشاعر الفجئة والإنبهار على وجوهنا مع أنفاس مخنوقة تخرج مع صوت مرتبك وهي ما نسميه الشهقة عندما نرى من نحب وهو يدخل علينا بصورة مفاجئة .أو عندما نسمع خبر محزن بطريقة غير متوقعة كيف ستتغير ملامح وجوهنا ونبرة أصواتنا المكظمومة والمنكسرة .كل هذا يفتقده أداء بعض الممثلين العراقيين الغير تلقائي لهذه المشاعر أما المرونة الجسدية واللياقة فللاسف الشديد تجدها مفقودة بشكل تام أحيانا عند جميع الممثلين سواء كانو عراقين أو من مختلف بلدان العالم وأقصد البعض ممن أشرنا لهم والذين لا يمتلكون أدائا تلقائيا بصورة عامة .فالتدريب البدني مهم جدا وفي بعض دول العالم هناك معسكرات تدريب لياقة بدنية للممثلين مدعومة من الدولة لتحريك الجمود الراكد في جسد الممثل .. لا اريد أن اطيل على القارئ العزيز كي لا يشعر بالملل ولكن فقط أريد ان أأكد ان عزوف اكثر المشاهدين عن مشاهدة الدراما العراقية هو بسببب ضعف الأداء التلقائي عند الممثل العراقي
بقلم//حسام العبودي
العراق_ذي قار








السبت، 15 ديسمبر 2012

(الى نون)

(الى نون)

نون نون 
ماذا تريدون 
قلمي يبصر دربه
وانتم لا تبصرون 
قلمي يريكم النور
وأنتم تعمهون 
نون نون 
 ضد القلم 
نون نون 
ضد العلم
فهذا نون
 الا تفهمون
الا تدركون 
الا تعلمون
بانني أنا القلم 
وانا العلم 
فلماذا يقتلني نون
وانا بوطني مجنون
وهائم بجماله مفتون
إنصتوا لي جيدا 
فأنا بروعة بلدي 
أقول الشعر 
 وأنا بروعة بلدي 
أكتب نثر
وكل أنواع الأدب
وكل الفنون
فلماذا لا تعرفون
ولماذا لا تعقلون
ولماذا بنعمة هذا الوطن
تكفرون
وأنتم بآلائه تنعمون
وبخيراته تلعبون
ويبطش نون 
ولا تنطقون
ولا ساكن تحركون
ولم اسمع كلا يا نون
نون نون يا ملعون
نون نون 
انك مهزوم مطعون
 نون نون 
إقرأ قول الله تعالى 
وتمعن بالقول كثيرا
وافهم ما معنى المضمون
نون نون 
والقلم وما يسطرون 
لم يبقى شيئا من عمرك 
احذر احذر يا مجنون

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

العراق.. جنة مؤقتة قبل الانتخابات وسياسات دنيئة يتبعها المرشحين للوصول الى المناصب





إن المتتبع لما يجري في  العراق منذ بدء تشريع قانون الانتخبات ولحد هذه اللحظة سيجد ان السياسيين المتصدين للسلطة يتبعون سياسة خاصة لا توجد في كل دول العالم المتحضرة ولعله حتى في بعض الدول العربية التي تحضى بشئ من التطور العمراني والاقتصادي نوعا ما ...وهذه السياسة هي سياسة كسب الناخب العراقي بطرق  مخادعة دنيئة و هي لعبة مكشوفة وسافلة جدا تصل الى حد الانحطاط والتردي وهذه السياسة هي كما يلي ....
 عندما يقترب  موعد الانتخابات لمجلس النواب او انتخابات مجالس المحافظات ستشهد المحافظات موجة اعمار وبناء وتشييد لمعظم الدوائر والشوارع والابنية الحيوية والقطاعات الخدمية  بشكل جدا ملفت للنظر وذلك قبل شهرين او اكثر من قرب موعد بدء الانتخابات حتى يشعر المواطن البسيط بأن هذه الحكومة هي حكومة فاعلة وتعمل بجد وهي الوحيدة التي تستحق ان تنتخب والنواب الحاليين هم افضل نواب والمحافظين الذين يقودون المحافظات هم الاجدر والحقيقة ان هؤلاء هم ثلة متدنية من السياسيين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الخاصة وجيوبهم وممتلكاتهم وعوائلهم...والا أين كانوا قبل ثلاث سنين من توليهم المناصب ولماذا لا يعملون بنفس الحماس الذي يعملون به قبل قرب الانتخابات ..ولماذا يتقربون للمواطن ويعقدون الندوات والاجتماعات ويستمعون لهموم المواطنين وشكاواهم وكأنهم يعيشون هم المواطن والحقيقة هي خلاف ذلك فالنائب العراقي لا يعرف من هو المواطن المسكين المعدوم المسلوب الحقوق الا عند اقتراب الانتخابات والمسؤول الحكومي لا يعرف العائلة العراقية ومعاناتها مع العيش الصعب الا حين تقترب الانتخابات والمحافظ لا يدري ماذا يأكل وماذا يشرب وكيف يحتمي من البرد ابن محافظته الا عندما تدنوا انتخابات مجالس المحافظات .والناس المساكين لا حول لهم ولا قوة ويصفقون ويهتفون لمجرد كلمات يقنعهم بها بعض السياسيين وبعض المحللين الذين تم شراء ضمائرهم من قبل هؤلاء السارقيين لحقوق الشعب ...لا ادري ماذا اقول هل تعلم ان بعض السياسيين يقومون بجولات تفقدية للأحياء السكنية الفقيرة والمعدومة ويعطون مبالغ زهيدة من أجل شراء اصوات الناخبيين والفقير الذي لا هم له سوى ان يشتري لقمة عيش لاطفاله وكسوة يحتمي بها من البرد وتستر عورته  يعطي صوته بأقل ثمن لأنه  ببساطة لا يعرف ما معنى صوت ولأنه اعتاد على اهمال الحكومة له فلم يعد يعرف ما معنى وجوده وقيمته فهو على هامش الحياة دائما سواء أن اعطى صوته او لم يعطي وهذه هي خططهم الدنيئة فهم يهملون الناس ويجعلوهم يشعرون بالاحباط والفقر والجوع . كي يأتوا بعد ذلك كمنقذين وابطال  (كالذي يخنق ضحيته وبعدها يفرج عنها ويصبح صاحب فضل لانه اعطاها فرصة الحياة مجددا وتجد الضحية يشكر المجرم بدل ان يشتكي عليه لأنه سمح له ان يعيش دون ان يموت خنقا ) هذا هو واقع حال السياسي والحكومي العراقي  يهمل الشعب ويجعله يعيش اسوء ايام حياته ويختنق بمعاناته وبعدها يأتي ليهتم به كي يشتري ذمته ويتسلط عليه من جديد وذلك قبل الإنتخابات دائما !!!والشعب للأسف يعيش حالةغباء مطبق فالهتافات والاناشيد بحق السياسيين لا تنقطع والتصفيق والإشادة لا تنتهي والسياسي يطمع اكثر واكثر.. فمتى يصحى الشعب على نفسه ويقف كما وقف ابناء مصر  الذين قالو كلمتهم ورفضوا سياسات رعناء لا تمثل ارادتهم  ومتى ينهض الشعب العراقي ويقول كلا يا سياسيين نحن لن ننتخبكم  مجددا لأنكم لم تحققوا لنا عيشا كريما .ويجب ان يقول يا سياسييين اين وعودكم التي قطعتموها على انفسكم والأقسام الغليظة قبل الانتخابات..فالشعب الذي لا يقول كلا لحكومة  تريد ان تسيره على ارادتها دون اعتراض لهو شعب ميت يتنفس الهواء فقط..
فالناخب العراقي للأسف يكرر نفس الاخطاء لمجرد وعود واهية لا تسمن ولا تغني من جوع من افواه السياسيين المتحيلين على عقول الشعب الفقير ...ثم أن هنالك حقائق عن السياسيين العراقيين يشيب لها الجنين مثلا عندما تكون عائلة لا تملك مدفئة لتحتمي من البرد ستجد ان السياسي الذي رشح نفسه للإنتخابات  يذهب لتلك العائلة ويشتري صوتها مقابل ان يعطيهم مدفئة نفطية تحميهم من البرد ويأخذ عليهم الاقسام الغليظة بانهم لا ينتخبوا غيره والعائلة المسكينة لا تملك سوى ان تقسم بالله انها ستنتخبه ..وسياسي اخر يوزع غطاء في الشتاء اما في الصيف فالبعض يعطي للفقراء مبردات هواء وهناك من يعطي مبلغ عشرة الاف دينار لكل فرد فقير كي يصوت له بالانتخابات وهناك من يستخدم التهديد بحق من وعدوه بالتصويت مقابل مبلغ من المال لا بأس به يصل الى مئة الف دينار عراقي احيانا ...هل توجد دنائة اتعس من هذه الدنائة التي وصل اليها المرشح للأنتخابات في العراق ؟ والمشكلة الشعب لا زال يخدع بسهولة ...والخدمات لا تشهد تحسننا الا عند اقتراب موعد الانتخابات قبل عدة اشهر ..فالعراق يصبح جنة مؤقتة لمدة اشهر معدودة فقط ..وبعدها يعود كنار جهنم .اما عن بعض  رجال الدين  فللأسف الشديد يدعون الناس الى الانتخابات بشكل مقرف جدا مستخدمين الروحية الدينية النافذة بقلوب المواطنيين من قبيل حرمة التقاعس عن الاشتراك بالانتخابات والسبب بسيط ان الكتل التي ينتمون اليها هم من المشاركين بالانتخابات وهناك مصالح خاصة فيما بينهم ..فتجد بعض رجالات الدين كما يطلق عليهم يخوفون الناس بفتاوى ارهاب نفسي فمثلا يقولون للناخب المنتمي لهم والمعتقد بقدسيتهم بأن الذي لا يشارك بالانتخابات وخاصة انتخاب فلان وفلان فإن كل اعماله الدينية باطلة وغير مقبولة وربما يدخل النار وكأن هؤلاء المرشحين هم انبياء لا يخطأون فماذا بعد هذا الانحطاط هل يوجد انحطاط ارذل واقبح. وهل توجد قدسية للدين بعد ان لعب به بعض المنتمين له .الكلام كثير ويوجع القلب ولكن الضمير الحي لا بد ان ينطق كلمته ويقول رأيه بوضوح دون خوف او وجل فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ..يجب علينا كمواطنين عراقيين أن نقول كلمتنا كما قالها اخوتنا بمصر بكل قوة ويجب ان نخرج هاتفين بحقوقنا ومطالبين بها كي لا تضيع من جديد ...فأنا لا ادعوا الى مقاطعة الانتخابات بقدر ما ادعوا الى الانتخاب بصورة دقيقة وبعد تفحص وقراءة لتاريخ وسيرة المرشح كي لا نعيد الاخطاء من جديد وكي لا نندم على ما ارتكبناه بحق انفسنا كشعب وكدولة تريد ان تحيا حياة كريمة


حسام العبودي
العراق ...ذي قار
 hussammy_1985@yahoo.com
تويتر
 https://twitter.com/hussamy_1985
 فيس بوك
 https://www.facebook.com/hussammy

معاناة من ألم الفراق




سأشتاق اليك نعم سأشتاق اليك .سأشتاق لعينيك ..سأشتاق لنور وجهك الذي اضاء ظلمة قلبي ..سأشتاق لإبتسامتك التي كانت تؤنسني  وتزيح همي وتفرج كربي ..سأشتاق لتك اللحظات التي عشتها معك بكل تفاصيلها نعم حبيبتي فراقك علي عسير وانا مهموم كسير ..وليس لي على فراقك نصير ..حبيبتي ..لا تتصوري تلك اللحظات التي عشتها معك ستمحى من ذاكرتي ..ولا تنسى من مخيلتي ..انا لا انساك ..بل سأعيش معك كل لحظة .سأذكرك في كل مكان وفي كل زمان ..سأخلد ذكرك وسأنشد بك الشعر وسأبكيك ببكائية ما عرفها الدهر وسأسافر في ذكرياتي وأعبر بها البحر .حبيبتي كيف أنسى تلك اللحظات التي قضيتها معك وتلك الدموع التي سكبت من عينيك .وتلك الاهات التي خرجت من صدرك كيف انساك حبيبتي ..اتعرفين اين انا الان ...انا الان اسبح ببحر الذكريات الحزينة وأمواج الحزن ترميني الى اعلى وتنزلني الى اسفل الهم والإكتئاب ..حبيبتي انا دونك لا اعيش كما يعيش الاخرين فالحزن صديقي منذ فارقتني .والهم خاواني والألم لاصقني ملاصقة الظل والطريق طويل طويل جدا


اه من فراقك والطريق طويل


...حبيبتي ايهون عليك تركي هاهنا وحيدا وقد كنتي سر سعادتي ..ايرضيك دموعي تسقط على الارض كالمطر ..هل انت من يرضى بذلك وقد كنتي تسكبين شلالات الدموع لفراقي ولو للحظات ...كلا والف كلا فلستي أنتي من يفعل ذلك ..أنتي نور عيني وأنتي روحي التي بين جنبي فكيف تفارقيني وتكسرين جنحي وتذهبين بعقلي وتجعليني أسير في الطرقات كالمجنون الذي لا يعرف ماذا يصنع ..من يطعمني ويسقيني من بالليل اذا نمت يغطيني ..من يقرأ لي قصصا ويسليني .. من ينفس كربي وهمومي وغمومي بإبتسامته ويرضيني ..قولي لي من  الذي يفهمني اذا شكوت له همي  ويشفيني ..حبيبتي من يسمع آهاتي في الليل ومن يمسح بيده الملائكية دمعاتي من بعدك يقرأ كتاباتي ويستمع شعري وأناتي ..من بعدك يؤنسني ويزيح أتعابي وآلامي من بعدك يعرف ما اريد ومن بعدك اذا مرضت يداريني ويقف على رأسي ويسهر ليله لي من ... من .... من ....آه آه آه ثم الف آه لفراقكي وغيابك ...من انا بعدك وماهو حالي .. انا من بعدك مشرد في الطرقات لا اهل لي ولا عشيرة انتي اهلي وعشيرتي ..انتي نوري وبصيرتي انتي من يعرف اسراري ويكتمها عن غيري ..انتي كل شئ لي فمن بعدك يكون كل شئ لي .حبيبتي فراقك علي كجبل شاهق ..ارحميني فالحزن لا يفارقني والكآبة صديقتي بعد ابتسامتك ...ماذا انسى وماذا اذكر هل أنسى حضنك الدافئ الذي كان كالحصن يأويني ...أم هل انسى روحك السمحاء التي كانت تدور حولي وتسعدني ..قولي لي اي شئ انساه وكل شيئ حولي بك يذكرني ...هل انسى مكان جلوسك وهو امامي ..ام هل انسى اغراضك التي كنتي تستخدمينها وهي مقابيلي تناديني .. هل انسى كرسيك الذي عليه تجلسين وتتحدثين وتعملين وهو يجرح قلبي ويدميني عندما اراه خاليا منك ...قولي لي ما أنسى وما أذكر وكل ما هو امامي بك يذكرني .. ماذا ارى وماذا اسمع وماذا احس من بعدك وكل ما حولي ظلمة حالكة ..كل ما يدور حولي هو صراخ حزين يناديني ويزعجني ويربكني ويضنيني ...اه من فراقك حبيبتي وعشيقتي وكياني وروحي وسعادتي وكل ما املك من فرحي ونجاحي وتفوقي ... من ذا الذي بعدك يشجعني ويلهمني ومن ذا بعدك للعلياء بكلماته الرقيقة يرفعني .... حبيبتي . فراقك موتي ..وموتي لا يفارقني ..فأنتي وانا قد تزاوجت ارواحنا في السماء ..فإليك خذيني ولا تتركيني اي حياة بعدك سأعيش انتي حياتي ..أي روح ستسكن جسدي وانتي روحي ..اي انفاس اتنفس وانتي انفاسي البعيدة عني ...اي ماء سأشرب وانتي ماء حياتي ...سأذكرك مع كل لقمة أأكلها . ومع كل شربة اشربها . ومع كل كتاب أقرأه أو قصة أسمعها فكيف لا وانتي قصتي ..وانتي دموعي وانتي روحي وانتي جنتي وأنتي فاكهتي وأنتي شرابي وانتي طعامي ..لا نوم بعدك لي فالسهاد صار صديقي بعد فراقكي وذهابكي .آه بعدك آه ثم آه وآه والف آه ..صرت خلافك كطفل لا يدرك الحياة ولا يعرف ما معنى ان يعيش ويحيا ..انا ميت يأكل ويشرب ويرى ويسمع وينطق لكن دون روح ولا شعور بالزمان ولا بالمكان مجرد انسان يملك لسان ينطق به بإسمك فقط لا أعرف شئ غيرك .لا ارى شئ سواك  لا اذكر شئ الا انتي ..فأنتي كل وجودي وكل ذكرياتي ...سامحيني إن نسيتك في يوم واحدا فقط .هو يوم مماتي عندما يلفوني بكفني ويضعوني في قبري...ولا شيئ بإستطاعتي أن أفعله غير أني



أستودعك حبيبتي الذي لا تضيع عنده الودائع ولا اريد منك سوى شئ واحد أن تقرأي على روحي الفاتحة لأحيا بذاكرتك كما أنتي في ذاكرتي وفي قلبك كما انتي بقلبي وبصدرك كما انتي بصدري وحنيني وحزني وآلامي وآهاتي وأناتي ...وتذكري دائما أني أحبك ....أحبك ...أ..ح..ب..ك ..ي .حتى بعد موتي

حبيبك فداك








الجمعة، 7 ديسمبر 2012

السلطات العربية في وطننا العربي .. لازالت تعاني من أمية التعامل الموضوعي مع التظاهرات الاحتجاجية


لا زالت حكوماتنا العربية لا تفهم ولا تدرك كيف تتعامل مع التظاهرات الاحتجاجية ولا زالت امية التعامل تسيطر على عقول الافراد المتصدين للسلطة التنفيذية ..نحن نعيش اليوم عصر انفتاح وتطور ونعيش عصر الثقافات ولسنا نعيش في غابة قانونها الوحيد هو (القوي يأكل الضعيف) فهذا زمن ولى ولن يعود ابدا حيث الوعي الشبابي اليوم اصبح مدركا لما يدور حوله ولن تتكرر قضية التسليم الصامت المطلق لأمر الحكومة كما كنا نعيش سابقا فزمن السلطة الحاكمة والناس المحكومين بالسوط قد انتهى وولى الى حيث لا رجعة فاليوم هو زمن الثبات والمطالبة بالحقوق حتى تحقيقها ...للأسف لا زال النفس الدكتاتوري مسيطر على عقول الساسة في كل دول الوطن العربي في قضية التعامل مع التظاهرات المحتجة على الوضع الاقتصادي والسياسي والاداء الحكومي ........والخ . ففي العراق تجد السلطة تواجه المتظاهرين المحتجين على( نقص البطاقة التموينية التي هي غذاء الشعب الوحيد والخدمات الحياتية كالكهرباء والماء وتعمير الشوارع .وحقوق العمال والمتقاعدين والجيش والشرطة والقائمة تطول بالنواقص الخدمية )..بأقسى انواع المواجهات فتجد خراطيم الماء الحار والغازات المسيلة للدموع والضرب بالعصي .و.و.و. الخ من ممارسات قمعية من قبل السلطة ورجال شرطتها الذين يملؤون ساحات التظاهرات لقمعها قبل اندلاعها للتضييق على المتظاهرين ..واليوم نشاهد  الحكومات التي تدعي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والتي ولدت من رحم معاناة الشباب الثائر الذي صمد حتى تحقيق النصر .. تستخدم الاساليب القمعية مع الشعب الذي ضحى بليله ونهاره ولقمة عيشه وكل ما يملك من اجل ان يسقط حكومة ديكتاتورية حكمت البلد بقبضة من حديد ونار والتي لم تراعي الحقوق الانسانية لمواطنيها في مصر .وقد حققت الجماهير المصرية الثائرة  أمنيتها ورأوا  بأم اعينهم كيف تسقط وتتهاوى رجالات السلطة الديكتاتورية في مصر الحبيبة المجاهدة واندحروا وولت حقبة مظلمة حكمت مصر و التي سارت بها بدهاليز ظلماء لم تبصر النور ..واليوم يتكرر نفس السيناريوا ونفس القصة وكأن الدنيا تعيد نفسها والاحداث كما هي فنرى نفس القمع والاضطهاد والتعدي على حقوق المجتمع الشرعية بالمطالبة بحقوقها التي باتت مضيعة تحت ظل سلطة تريد ان تحكم بما ترتضيه هي دون المبالاة بمن تحكمه  وكأن الشعب عبيد لا إرادة لهم..نحن اليوم نمر بأزمة حقيقية وهي ازمة التعدي على المواطن الذي يريد ان يجني ثمار ما زرعه من تضحيات على ارض مصر ويريد للدماء التي سكبت ابان الثورة ان تروي عقول الناس بالتحرر والفكر والحوار وليس للرجوع للقمع وتكميم الافواه من جديد..مصر هي من الدول الابية وتمتلك شعب واعي ومثقف و لا ترضى ان تحكم من جديد من قبل حكومة تتعدى على ارواح المواطنيين بحجة الخروج على الرئيس الشرعي والتي تصف كل من يخرج عليها مطالبا بحقوقه المشروعة بالارهابي والمخرب  وبالتالي تقوم بقمعه بشكل لا انساني وغير قانوني اصلا ..مصر بشعبها الأبي لها الحق اليوم ان تقول كلمتها بكل قوة ويجب ان تحترم الحكومة مطالب الشعب مهما كانت حتى لو أراد هذا الشعب ان يستبدل الرئيس او الحكومة برمتها فهو عانى من اجل ان تقوم حكومة ديمقراطية تحكم الشعب على اساس الثقافة والوعي وتبادل الخبرات والسعي لتطوير الصناعات والانتاج وتشغيل اليد العاملة والطاقات الشبابية خدمة لمصرهذا البلد العريق وليس لقيام حكومة لا تراعي باقي الكيانات الاخرى التي تشترك في هذا البلد والتي صمدت ايضا بوجه السلطة الديكتاتورية ايام الثورة انذاك ...فالأمية التي يجب ان تمحى من عقول الساسة الامنيين في كل بلد عربي اليوم هي أمية التعامل مع التظاهرات التي يقوم بها ابناء الشعب بشكل سلمي ومشروع وتحت الضوابط العالمية للتظاهر والتعبير عن المطالب المشروعة ....التعدي على المواطنيين المتظاهرين في مصر حقيقة غير مقبول ويجب  أن يقف عند حده ويجب ان تصان الدماء الطاهرة للمصرين من مسلمين ومسيحين وغيرهم من الديانات في هذا البلد ويجب على الحكومة المصرية ان لا تتعامل مع المواطنين على اساس الانتماء الديني فمصر هي واحدة بكل اطيافها واديانها واعراقها هي مصر الوحدة ومصر التكاتف ومصر الاخوة ومصر الجهاد ..يجب ان تتعلم حكوماتنا في الوطن العربي سواء في مصر او في العراق او في تونس او ليبيا..او باقي دول الوطن العربي... كيف تتعامل مع المحتجين تعامل انساني مبتني على اساس التعايش السلمي والمواطنة وحقوق الاقليات والاديان الاخرى و حقوق التعبير عن الرأي وخاصة حقوق الانسان التي اصبحت اليوم معدومة في وطننا بسبب بعض الممارسات اللا إنسانية.نحن كشعوب عربية نريد ان نمارس حقنا في التظاهر ونريد ان نطالب بحقوقنا المشروعة ونريد ان نعيش حياة كريمة تضمن لنا حقوقنا وهذه مسؤولية الحكومات المتصدية للسلطة في اي بلد عربي ..ونحن عندما نقوم بالتظاهر فنحن نريد من حكوماتنا ان تلبي مطالبنا المشروعة لا ان تواجهنا بوابل من الرصاص الحي والقتل المتعمد والسحق في الشوارع وعمليات الخنق الجماعي والملاحقة الغير قانونية من قبل رجالات الامن والمخابرات والتي تصل الى خارج دولنا احيانا ..
ختاما اوجه تحية حب واكبار من بلدي العراق المظلوم الى شعب مصر الأبي الذي أبى ان يسكت عن حقه فخرج مطالبا بحقوقه المشروعة بكل ثبات وقوة وطاقة وعزم وارادة ..فتحية لمصر واهل مصر .. تحية حب لأبناء مصر من الاحرار ..وتحية حب لأبناء الديانة المسيحية  في مصر لوقوفهم الوقفة الحكيمة التي اعتاد المجتمع ان يشاهدها منهم من قبيل دعوة البابا تواضروس للحوار والحل السلمي للمشاكل الحادثة في البلد وكذلك تحية حب لكل مصري خرج يطالب بحقه المشروع دون خوف او وجل بل بكل جرأة وقوة وثبات وايمان بقضيته ..تحيا مصر وشعبها في نفوس الاحرار 

حسام العبودي
العراق..ذي قار
HUSSAMMY_1985@YAHOO.COM
تويتر
HUSSAMY_1985@

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

المحاصصة الطائفية والحزبية سبب تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في العراق

تعدد الاحزاب الحاكمة في العراق المتصدية للعمل السياسي الحكومي قد أثر بشكل كبير على اداء الحكومة في بناء عراق يريد ان ينهض من جديد بعد ان سقط لعدة مرات .اليوم نحن نعيش ازمة ومشكلة حقيقية تكاد تعصف بالبلد وهي مشكلة التسقيط السياسي والتسقيط الاداري في العمل الحكومي وهذا سببه تعدد الاحزاب الحاكمة في العراق والمتتبع للوضع العراقي يجد ان ما يقارب 80%من التخلف العمراني في البلد هو اساسه التعددية الحزبية والمحاصصة الطائفية التي فرضها الواقع السياسي العراقي في بداية تشكيل الحكومة العراقية بجميع مراحلها من مجلس الحكم المؤقت مرورا بحكم الحاكم المدني (بول بريمر)وقوانينه المؤقتة الى حكومة (اياد علاوي )التي بقيت لستتة اشهر ..وحكومة (ابراهيم الجعفري )لمدة سنة واحدة .والان حكومة (نوري المالكي) بولايته الثانية .. وهذا التعدد والمحاصصة الحزبية والطائفية أثرت بشكل جدا كبير على الواقع الخدمي للبلاد ..فتجد في العراق اليوم هنالك ثلاثة مكونات اساسية كبيرة تقود الحكم في البلاد .وهي الكتلة الشيعية ..الكتلة السنية ...الكتلة الكردية ..وباقي الاقليات حسب كبر اتباعها تأتي بعد هذه الثلاثة الرئيسية .فهذه المكونات السياسية الكبيرة على المستوى السياسي تشهد تناحرا ملحوظا على قيادة البلد على المستوى الخارجي فتجد هنالك قتال مستميت من اجل كسب حزبي ضيق لصالح مجموعة وكتلة من دولة اجنبية لضمان حقوق مشروعة وغير مشروعة على حساب المكونات الاخرى وخاصة على حساب الأقليات التي لم يشأ القدر لها ان يكون لها اتباع كثيرون كما توجد للمكونات الكبيرة الثلاثة الاخرى ..هذا على المستوى السياسية الخارجية اما على مستوى السياسة الداخلية للبلد فتجد هذه الكتل الثلاثة الكبيرة تحث الخطى للوصول الى جذع سياسي قوي يحمي مصالحها الضيقة على حساب المصالح العامة المشتركة للبلد التي تهم الجميع بكل مكوناتهم من طائفة ودين ومذهب وعرق ....الخ أما على المستوى الاداري الحكومي الخدمي بالذات وبشكل اخص فالتسقيط على اساس الانتماء فحدث ولا حرج فنحن نعيش في دولة تحمل شعار جديد اسمه (سقط من هو فوقك ..تأخذ مكانه) وهذا المفهوم انتشر بشكل جدا مخيف وخطر والكل يدركه بشكل عملي يوميا دون ان يشعر بخطورته وتبعاته ..وهذا التسقيط الاداري الحكومي بالذات هو اهم سبب من اسباب التخلف العمراني والسياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والعلمي ..... والخ.. في البلد ..قضية...سقط من هو فوقك تأخذ مكانه... هذه تخص المدراء العاميين ومن هم تحتهم و كما سأشرحه لكم بصورة مبسطة كي يدرك القارئ العزيز كم هو الوضع متردي في العراق بسبب المحاصصةالطائفية والتعددية الحزبية في الحكومة مع عدم وجود قانون حقيقي للاحزاب ينظم العمل الحزبي بشكل سليم ....
فمثلا عندما يكون وزير الكهرباء هذه الخدمة الانسانية الكبيرة  من حزب معين او حتى لو كان مستقل  وتجد مدير المشاريع من حزب ثاني والمسؤول المباشر لتنفيذ المشاريع من كتلة وحزب اخر والمهندس المسؤول على العمل من تيار ثاني  والعمال والحرفيين والفنيين كل من حزب وطائفة ..والخ والتي تطول بنا القائمة لذكرها ...فكيف تتصور ستسير العملية الخدمية مع هكذا انتماءات متعددة والكل يريد ان يحوز النار لقرصه
ببساطة سأشرح لكم ما يحدث بصراحة و بكل تجرد وكما هو موجود من دون زيادة او نقيصة ..التسقيط هنا هو السلاح القاتل معنويا  فعندما يكون وزير الكهرباء من قائمة إئتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي  والمدير العام من التحالف الوطني بقيادة ابراهيم الجعفري فستجد المدير العام المسؤول عن اعطاء الاوامر بتنفيذ المشاريع سيقوم بالمماطلة والتأخير للمشروع كي ينفد الوقت ويتعطل المشروع ويلغى ويحسب هذا الفشل على الوزير لأنه في الواجهة امام المجتمع الذي يريد كهرباء تعمل بشكل جيد ...وبالتالي تقوم المظاهرات والاحتجاجات على شخص الوزير ويضطر ان يقدم استقالته وهذا كله بسبب تقاعس المدير العام والمدراء الاخرين المنتمين لكتلة تختلف عن كتلة الوزير لتسقيط الوزير اعلاميا حتى يتسنى لهم التصدي للوزارة وهذا يحصل بشكل مدروس طبعا وبإيعاز من الكتلة التي ينتمي لها المدير العام ..هذا مثال واحد وبسيط جدا فقط لتوصيل الفكرة للقارئ والا فعندي الاف الأمثلة الواقعية في مجال المعاهدات والتسليح والاقتصاد والقضاء والسياسات الخارجية وغيرها الكثير ولكن لا اريد ان اطيل على القارئ لكي لا يشعر بالاحباط فكل البلدان لها مشاكلها وقضاياها وليست بحاجة لأن اضيف لها مشاكل بلدي...فبمثل هذه الحالة من التناحر والتقاتل على المناصب والتسقيط العلني احيانا عبر وسائل الاعلام والقتل المقصود والتصفيات الجسدية والمكائد الاخلاقية والحرب الشعواء عن طريق التشهير ...والخ من وسائل الضغط والترهيب.يكون السؤال (من هو الخاسر في هذا البلد)؟ اليس هو الشعب العراقي فقط اليس هم الفقراء والارامل والايتام والمستضعفين ..انا لست سياسيا ولست قياديا حزبيا او جماهيريا ولا اميرا عشائريا ولا.ولا..ولا...الخ من التسميات بل انا مواطن عراقي يريد ان يعيش حياة تواكب العصر وتتماشى مع الزمن وتلحق بموكب الحياة العصرية في باقي دول العالم اريد ان احيى كما يحيى الفرد الاخر بأي دولة متطورة.علما ان لدينا خيرات طبيعية تؤهلنا ان نعيش برفاهية وتأهلنا ان نكون بلدا خاليا من الفقراء كما باقي دول الخليج العربي ..فتعدد الاحزاب والكتل في الحكومة مع غياب التكنوقراط واحتساب نسبة القرابة من المسؤول في التعيين الوزاري والاداري وعدم الخبرة الكافية لهو سرطان سيقضي على جسم هذا البلد ويجعله خاويا وميتا دون حراك فالحل هو وضع قانون فعال ورصين ومدروس من قبل السلطة التشريعية  لقضية تعدد الاحزاب والطوائف الحاكمة في البلد لكي تسير العملية السياسية بشكل يخدم الجميع دون تسقيط وتشهير وتعكير للمشاريع التي تطور البلد وتجعل منه بلدا متطورا مواكبا للحياة العصرية ..

بقلم // حسام العبودي
العراق _ذي قار
 hussammy_1985@yahoo.com
تويتر

 https://twitter.com/hussamy_1985

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

(الى سعادالصباح)

 الى شاعرة الكويت ..شاعرة المرأة الحقيقية التي نصرت المرأة وأعطتها كل وقتها وجهادها ..الشاعرة العريقة المبدعة (سعاد الصباح)
 (الى سعاد )
شاعرة انتي أم رسامة
هل بيدك قلم به تكتبين
أم فرشاة بها على لوحةٍ بيضاء
ترسمين
ماهذه الألوان في قصائدك
وهذي  الزخرفات؟

أتعرفين بأنني أرى
بكل كلامك الفرات
وأرى في نَفَسَكِ الشعري
يا سيدتي الحياة؟
فإنك فنانة رائعة في الرسم
بالكلمات
 وإنكٍ ملهمة الحياة
وأنك الوحيدة التي
بشعرها ناصرت الفتاة
وفتحت أمامها باب السعادة
والنجاة
وأنتي يا سيدتي
 ثابتة الخطى حتى الممات

(مقامرة)

     (مقامرة)

يقامرون بأرواحنا
لا شيئ يخسرونه
ان ربحوا كسبوا
من خصمهم ما يريدون
وان خسروا
فلا يخسرون سوى
متعة اللعب 

(بكائك ثورة)

 (بكائك ثورة)

لماذا يمنعوك من البكاء
إن أردتي
ويضربونك إن بكيتي
لأنهم يدركون جيدا بأن حزنك
ثورة
وبكائك اعلاما معادي
ولانهم يخشون صوتا باكيا
 بالحق ينادي
ولأن صوتك
يا لبوة العرين
صرخة
في وجوه الفاسدين
يا زينب الكبرى
يا أخت الحسين
بقلم// حسام العبودي

هكذا نصنع الطغاة

(هكذا نصنع الطغاة)

لا تلمني إن عدمتك
وإن من بلدي طردتك
أو الى خارج أرضي
قد نفيتك
أنت من صفقت لي
انت من أيدتني
كل هذا من يدك
الشعارات التي تطربني
صناعتك
 الهتافات التي  ترفعني
نحو السماء
هي لك
أنت من نفختني
فإذا انفجرت عليك
لا تلمني لُم نفختك
لولاها ما كنت انا طاغيتك
و معذبك
فأنت لي عبدا صنعت نفسك
وانني لست بضلام للعبيد

الخميس، 22 نوفمبر 2012

عاشوراء الحسين ...في الضمير المسيحي الحي الى الأبد




لا أستغرب حين أرى كنيسة مسيحية تحمل على أحد جدرانها راية حسينية فالضمير المسيحي الحي يضرب اروع الأمثلة في الأخوة والتكاتف وروح المواطنة الاصيلة والتعايش السلمي الصحيح  ونحن نعيش في هذه الايام ذكرى استشهاد الثائرالكبير الذي لازال صوته يدوي في أذان الاحرار في كل العالم الا وهو الثائر العملاق (الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب)هذا الثائر الذي رأى أن صلاح الأمة في المجتمع العربي القبلي الجاهلي والتي تمثله السلطة الأموية اليزيدية التي حكمت البلاد بيد من حديد لا يقيمه سوى دمه الشريف وروحه الطاهرة وتضحيته الفذة والفريدة من نوعها حيث استخدمت هذه السلطة نفوذها السياسي عبر الاعلام المزيف المرتشي الذي غطى مساحات واسعة في العالم والذي رسم صورة ارهابية وقمعية للسلطة الحاكمة بإسم الاسلام  لتخويف العالم وإخضاعه لسلطة السيف المتعجرف الذي لا يعرف حقا من باطل.
الحسين كرجل دين وقائد سياسي ومصلح إجتماعي وتربوي رأى أن هذه السلطة تمادت كثيرا في فسادها ضد العالم بأكمله بكل أديانه وطوائفه وأديولوجياته المتنوعة  وليس فقط ضد الأمة العربية فأخذ يخطط لقيام ثورة حقيقية تغيير وجه العالم بأكمله بواسطة الأجيال الممتدة عبر العصورة اللاحقة .فأخذ يثقف لثورته ويمهد لها بطرح الأفكار الاسلامية المعتدلة التي جاء بها رسول الانسانية( محمد عليه وعلى أنبياء الله جميعا السلام )والتي  تجمع الناس على التعايش السلمي الحقيقي ونبذ الفساد والافساد في العالم جميعا وتضميد الجروح التي أحدثتها سلطة الأمووين في  جسد الأمة العربيةخاصة وجسد العالم بصورة عامة..السلطة الأموية كانت ترتدي لباس الاسلام كستر لعوراتها الواضحة  وجرائمها المكشوفة وهي في حقيقة  داخلها ليست الا صورة عملية للشيطان الرجيم مكتملة المعاني والملامح مرادها ان تسيطر على جميع افكار وتوجهات العالم ولكن الحسين وقف لها بالمرصاد وقال كلمته التي زللت كيان السلطة الاموية التي يمثلها اليوم الكيان السلفي التكفييري الذي يريد الغاء الاخر والذي لا يرغب في التعايش مع الآخر والذي يريد الغاء كل الاديان بقبضة السيف والذي ينبذ الحوار وهذا ما واجهه الحسين في ثورته بكل قوة وبسالة وشجاعة ويقين ومعرفة وإدراك حقيقي لما أقدم عليه وهو قيام ثورة كبيرة واعية تقول للعالم أجمع (نعم للغة الحوار)نعم للتعايش السلمي ..كلا للتفريق بين البشر بحجة قيام الدين الواحد بحكم السيف والتسلط على رقاب الناس ..ثورة الحسين كانت من أفضل الرسائل للعالم بأن الدين الاسلامي الحقيقي يجمع الناس على مفهوم التعايش السلمي.وكان ارسال النبي (محمد عليه وعلى الانبياء جميعا سلام الله)لمجموعة من المسلمين لملك الحبشة النصراني الذي لا يضلم عنده احد كما يقول (محمد الرسول) الا رسالة عميقة لتوطيد مفهوم التعايش الديني السليم بكل اختلافاته والحسين كرجل يقتفي أثر رسول الله والذي هو جده لامه أراد أن يثبت للعالم بأن الاسلام منفتح على الاديان الاخرى ولا يريد الغائها بل يريد ان يتعايش معها سلميا عن طريق طرح الافكار وترك الناس وقناعاتها.

فالحسين جمع تحت خيمة ثورته الكبيرة كل الأديان والطوائف ومن أبرز هذه الأديان التي شاركت الحسين ثورته العملاقة المترسخة في الصدور ..هي الديانة المسيحية الفذة العريقة والعميقة والتي أثبتت حبها للحق والحقيقة والتي ترعى دائما التعايش السلمي والمواطنة الحقيقية والواقعية البناءة والهادفة 
فالحسين كان قائدا روحيا أثر بخلقه النبيل في نفوس البشر جميعا وأخذ يتغلغل في صدور الاحرار من بني البشر فكان المسيحيين في طليعة هؤلاء الاحرار حيث شارك كثير من المسيحين في ثورة الحسين واستشهدوا بين يديه وضربوا اروع الامثلة في نصرة الحق والحقيقة من دون تفريق ومن دون أي استنكاف او تكبر بل بكل تواضع وخلق رفيع فهذا وهب النصراني يرى أن قضية الحسين قضية عادلة ومشروعة فيلتحق بالحسين  دون أي نقاش او استفسار لأن الحق في صدره واضح ومطلبه يتفق تماما مع مطلب الحسين وهو التغييروالإصلاح والعيش السلمي بين الاديان والطوائف ونبذ التقاتل السحيق بين أتباع الأديان. ولم يلتحق وهب لوحده بركب الحسين الثائر بل أخذ  معه أمه تلك النصرانية الطاهرة الأصيلة التي شجعته للإلتحاق بركب الحسين وأخذ زوجته التي هي جديدة عهد بالزواج منه لعشرون يوما فقط .فقاتل( وهب النصراني) مع الحسين قتال الابطال ومثل شجاعة (عيسى المسيح )وسماحة خلقه الفذ المتوغل في عمق سريرة (وهب النصراني)بكل صدق وإخلاص وكأن( المسيح عيسى بن مريم ) يقاتل مع الحسين المظلوم لنصرة الحق والحقيقة 
فكان الضمير المسيحي حي في كل الأزمان وفي كل الاماكن فهاهم المفكرين والادباء والكتاب والشعراء المسيحين الأبطال الذين كتبوا وأرخوا لثورة الحسين بكل صدق وإخلاص من دون خوف من أحد بل قالوا كلمتهم بكل جرئة وتحدي لكل السلطات التي عايشوها والتي تنتمي لفكر التكفير وإلغاء الآخر وفكر القتل والتفجير والتعذيب .....والخ من ممارسات الارهاب الدموي الفاشي منذ عصر السلطة الاموية وحتى يومنا هذا.
فالدين المسيحي هو أقرب الاديان للإسلام وأنا كمسلم أأكد أن المسيحية والإسلام أقرب دينيين سماوين لبعضهما فالتلاحم والصداقة والأخوة موجودة في صميم التعاليم الحقيقية للدينيين فهنالك صداقات حقيقية بين المسلمين والنصارى منذ بداية تاسيس الدولة الاسلامية وليومنا الحاضر 
فالقرآن الكريم يصرح في إحدى آياته بهذا القرب بين النصارى والمسلمين جهارا وبكل صراحة ووضوح حيث يقول(وَلَتَجِدَنّ أقربَهم مَودّةً لِلَّذينَ آمَنُوا الَّذين قالُوا إنّا نصارى، ذلك بأنّ مِنَهم قِسِّيسِينَ ورُهباناً وأنّهم لا يَستكبرون) فهذه شهادة قرآنية حقيقية للتقارب بين المسلمين والمسيحيين فضلا عن شهاداة حقيقية لرجال الدين المسيح ورجال الدين المسلمين بأن الاسلام والمسيح متقاربان جدا الى حد اللحمة الحقيقية 

فثورة الحسين عاشت في الضمير المسيحي الحي المتوقد والنير ..فبعد مقتل الحسين على يد جيش يزيد المتغطرس وعندما أخذ يزيد الرأس الطاهر الشريف للحسين المظلوم كان من ضيوف يزيد رجل من النصارى كمبعوث من قيصر الروم وبعد ان عرف هذا الرجل المسيحي المنصف بقضية الحسين وسبب قتله وعرف أنه رجل أراد الاصلاح في امة جده فقتل .. قال ليزيد مستعظما فعلته الشنيعة التي ارتكبها بحق الحسين الذي أدرك الرجل المسيحي قربه من نبي الاسلام وقد قيل له بأن الحسين هو ابن بنت رسول الاسلام فقال (يا يزيد  إن عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسى ونحن نحج إليه في كل علم من الأقطار ونهدي إليه النذور ونعظمه كما تعظمون كتبكم ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم فأشهد أنكم على باطل)ولعمري هذه شهادة خرجت من لسان رجل منصف وعادل قد فهم الحقيقة كما هي ..
وهنالك الكثير من المسيحيين من أدباء ومفكرين ومؤرخين وشعراء قد أرخوا وكتبوا قصائد وقصائد في حق ثورة الحسين الخالدة ومنهم المفكر المسيحي المنصف الأستاذ انطوان بارا الذي كتب كتابا أسماه (الحسين في الفكر المسيحي) والشاعر بولس سلامة الذي كتب ملحمة شعرية أرخت لثورة الحسين ... وهذه بعض ابياتها

أنــزلوه بكــربلاء وشادوا * حوله من رماحــهم أســوارا
لا دفاعاً عــن الحسين ولكن * أهل بيت الرسول صاروا أُسارى 
قال : ماهــذه البقـاعُ فقالوا * كربلاء فقــال : ويحــكِ دارا 
هاهنا يشربُ الثرى مـن دمانا * ويثيرُ الجمـادَ دمــعُ العذارى
بالمصير المحتوم أنبأنـي جدي * وهيهــات أدفـــع الأقـدارا 
إن خَلَتْ هـذه البقـــاع من * الأزهار تمسي قبورُنا أزهــارا 


وغيرهم الكثيرين من الادباء كالشاعر حبيب الغطاس ,والشاعر حليم دموس والكثير 
اضافة الى الكثير من رجال الدين المسيحيين  الذين يشاركون المسلمين الشيعة في تعازيهم بذكرى استشهاد الحسين واهل بيته ويقيمون المآتم في الكنائس ويشاركون في الحسينيات والجوامع خاصة عندنا في العراق حيث في كل عام يقوم رئيس ديوان الوقف المسيحي رعد عمانوئيل باصدار قرار بالغاء احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة لتزامنها مع شهر محرم الحرام وهذه اعظم رسالة عملية يبعثها المسيحيين لكل العالم مفادها أننا متعايشون سلميا بما للكلمة من معنى ولا يمكن أن يفرقنا احد ومثل هذه المواقف كثيرة جدا حيث الروح الوطنية الأصيلة في نفوس الأخوة المسيحيين كبيرة روح واعية ومدركة لحقوق المواطنة والتعايش 
وقد نقل لنا التاريخ عن مواقف الحسين مع المسيحيين في ثورته الانسانية ومنها موقفه مع جون المسيحي الذي كان أسود البشرة فعندما قتل علي الاكبر ابن الحسين قام  الحسين ووضع خده على خد ولده علي الاكبر وفعل نفس الفعل مع جون المسيحي فوضع خده على خد جون من دون اي يفرق بين ولده وبين هذا الرجل صاحب البشرة السوداء وهذه رسالة انسانية اخرى يرسلها الحسين للعالم بأن العنصرية والطبقية والأسود والابيض لا توجد في فكر الاسلام الاصيل ولا توجد في فكر وعمل الحسين الثائر الحر الذي يريد ان يصلح مجتمعا تربى على افكار جاهلية تستعبد صاحب البشرة السوداء وتسيد صاحب البشرة البضاء وها جزء من اهداف ثورة الحسين وهي نبذ التفرقة العنصرية .فجون المسيحي مثال رائع من امثلة التضحية والفداء في سبيل الحق والحقيقة وقد التحق بالحسين وقد رخصه الحسين بأن يذهب الى اهله وهو في حل منه وقد شكره الحسين على مرافقته لهم  ولكن الروح الابية التي سكنت كيان جون المسيحي النصراني أبت ان تترك الحسين الذي رافقته طول مسيرته وقال يا حسين أفي الرخاء الحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم لا والله حتى يختلط دمي بدمائكم الطاهرة .وفعلا قاتل وقتل رضوان الله عليه ويقول المؤرخون بأن جثته تنبعث منها روائح زاكية وعطرة بعد شهادته..
فالضمير المسيحي الحي يبقى حيا الى اخر الدهر لأن التعاليم المسيحية الاخلاقية تعيش في نفوس المسيحيين عمليا وروح المواطنة الحقيقية تعيش في كيان كل مسيحي وهذا ما عهدناه منهم ففي كل مناسباتنا في أعيادنا وتعازينا نجد المسيحيين قبل الجميع يقدمون لنا التهاني في الاعياد والتعازي في المناسبات الحزينة والمؤلمة ونحن كمسلمين شيعة خاصة تربطنا في أخوتنا المسيحيين روابط عميقة جدا تصل الى حد الاخوة بل اكثر وليس غريبا على اخوتنا المسيحيين فهم تلامذة (عيسى المسيح)رجل المحبة والتسامح والإخاء 

فتحية حب واجلال واكبار لكل الاخوة المسيحين الشرفاء الذين يتعايشون مع جميع الناس على أساس المواطنة ويشاركون الجميع بروح الوطنية الكبيرة المترسخة في أعماقهم.

الأحد، 11 نوفمبر 2012

أول حب

أنتي يا أول عاصفة عصفت في قلبي بالحب
فأثارت أمواج دمي في شراييني
وأنت اول طائر عشق غرد في سمعي
أنت يا ثمرة إقتطفتها من بستان الحب أول نضوجها
وأنت يا وردة عشقي وكياني
حبيبتي صوتك الملائكي كبلبل يغرد بسمعي كل يوم
و كموسيقى سنفونية تعزف على مسامع قلبي انشودة الحب
حبك أول حب وآخر حب وحبك ليس ككل الحب
فأنا كطفل يفتح عيناه لأول مرة ليرى امامه شفتان تتبسم
وانا كوردة  تفتحت لترى يدا ناعمة تحتضنها
 وتتربى بين احضان راحتيها


 أنا يا حبيبتي كنائم يصحى على أغنية فيروز الهادئة عندما أسمع صوتك
فانتي حبي الاول الذي عانق مشاعري بصدق
وأنت أول حب يتراقص بصدري
وأنت آخر حب يدفن في قبري
 أنتي يا جميلة القوام أول فتاة اجتاحت دول كياني وأحتلت قلاع قلبي وأستولت على املاك مشاعري
وانتي أول جيش من النساء في إمرأة واحدة
وأنت أول نظام حكم نسوي يحكم كل كياني بكلمة واحدة
فانا ما سمعت كلمة واحدة كما سمعتها منك
وأنا لم تحكم قلبي إمرأة طول حياتي الا أنت
وأنا اول رجل يحكمه قلب امرأة مثلك
وأنا يا سيدتي لم أبحر من قبل ببحر قلب إمراة غيرك
وأنا في بحر حبك بحار صغير
أنا بحار يبحر في عينيك وفي شفتيك
 وأنا دوما أغرق في شفتيك



 اسمك كشمعة حب اشتعلت في قلبي فأضائته
وإسمك أول اسم أغني به أغنية الصباح
وأنت أول أسم  ملئ لساني
وأنت اول أسم غنته كوكبة الشرق بقلبي
وأنت أول عصفورة حب طارت في فكري
 يا روحا سكنت صدري

حبك  اول حب أسعدني
وحبك اول حب يبكيني
وهو الحب الاول في قلبي إن موتني يحييني
 فالحب  حياتي وكياني
والحب قلبي ولساني
وانا في كل وجودي موت لكن حبك احياني
 وأنا كلي جروح وحبك داواني
وطريدا أنا وحبك أدناني
وانا مجهول وحبك بين النجوم أبقاني
فانتي في نهاية كلامي حب أول ليس له ثاني  ..ليس له ثاني

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

أنا أعرف


أنا أعرف

أنا أعرف بأنني سأبقى وحيدا في المعركة
وأنا أعرف أن الحرب شعواء لا ترحم
أنا أعرف أن العراك بالأيدي مع المدافع لا ينفع
وانا اعرف ان صمتي يقتلني وأعرف بأن كلامي لا يسمع
وأنا في بلدي قبل كل الارقام صفرا لا يقرأ
وأنا بين أهلي غريبا منفيا في احدى حجراتي
أنا لم أشعر بحياتي لم أشعر بوجودي وشعرت بآهاتي
أنا في بلدي لست غريبا لأني لست في بلدي من الوجود أصلا
وأنا في النتيجة يا أخوتي قبرا  ..
وأنا يا أخوتي صفرا
وأنا يا أخوتي كابوسا يراود نوم الطاغوتي
وأنا في بلدي سأستنشق عطرا الاحرار
وانا شهيد في قبري أقاوم صمت الأمواتي
فأنا روحا سمحاء تطير تطير في الآفاق
ترسم صورة عشقي الابدي ترسم صورة عشق الازلي
ترسم إسما ذهبيا يدعى دوما إسم عراق
إسم عراق إسم ع ر ا ق

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

متى نصبح؟










متى نصبح كباقي دول العالم من حيث التطور العمراني والتكنولوجي ولو على المستوى البسيط متى يصبح التكنوقراط هو الرقم واحد في التعيين على ملاك الوزارات والدوائر العراقية بعيدا عن المحاصصة والتحزبات والمحسوبيات ...متى نصبح افراد عمليين أكثر منا منظرين .متى نرى المسؤول العراقي فعلا مولود من رحم شعب حقيقي ينتخب فيولد قادة وسياسين ورجال أمن ومدراء وعمال يعملون للصالح العام من دون الالتفات الى المصالح الشخصية الفردية ...متى نصبح في مجتمع وفي دولة يحكمها أناس يعملون للصالح العام وليس لصالح العشيرة الواحدة او الحزب الواحد او المنطقة الواحدة ومتى نرى المسؤول الفلاني يقف الى جانب المسؤول الاخر ويساعده في بناء البلد من دون ان يلتفت الى خلفيته السياسية او انتماءه العشائري  او السياسي او الايديولوجي .متى نصبح دولة قانون حقيقية تحفظ للفرد حقوقه الشخصية .متى سنصبح دولة مدنية متحضرة لا تستخدم السلاح الا بوجه من يعتدي عليها من الخارج  متى يصبح عندنا جيش مستقل همه حماية البلد من الخارج فقط . متى تكون لنا شرطة وطنية حقيقية وليس شرطة مرتزقة ومتطفلين على الاختصاص..متى سنصبح دولة  يسودها القانون المدني المتحضر المدروس ونسحق الاعراف القبلية الرعناء .متى يصبح عندنا قضاء نزيه ومجرد وصافي لا تعكره الانتماءات الحزبية او القومية او العنصرية ..متى نصبح دولة زراعية واقتصادية وصناعية وتكنولوجية متحضرة تماشي سائر الدول المتقدمة .متى نصبح نسيج اجتماعي حقيقي وليس فقط حبر على ورق او مجرد رائحة طيبة تخرج من جسد خطابات فارغة المضمون . متى نصبح شعب يقول للمسؤول من اين لك هذا .متى نصبح شعب يحاكم مسؤوله عن نقص خدمات او مشاريع ...متى نصبح دولة تحاكي دول العالم من ناحية التطور العمراني والخدمي ... متى يكون المقاول العراقي المدعوم من الدولة نزيها يعمل بكل امكانياته التي مهما  كانت بسيطة لكي يخرج بعمل يتباها به الشارع العراقي في ذات يوم مع كثرة خيرات بلدنا المتطايرة الى حيث اللاوجود. متى نمتلك اعلاما حرا ونزيها لا ينتمي الا للمهنية والمبادئ والقيم الصحفية المشروعة
متى
ومتى
ومتى
...
لا أدري متى
مجرد فضفضة لا تسمن ولا تغني من جوع فقط متنفس لهموم متراكمة على صدورنا

الأحد، 21 أكتوبر 2012

حب قبل الولادة

في منتصف الليل وعندما كانت النجوم بارزة والقمر في قمة صعوده والليل ليل شتوي فيه برد يكاد أن يكون سفاحا لمن لا يملك غطاءا يحميه من البرد ..قررنا أن نأتي سويا فطرقنا بابين كنا نعيش خلفهما ..كنت أسمعك وتسمعيني وأتحدث معك وتتحدثين معي وكنا مستمتعين تسعة أشهر لا نعرف سوى الحب والعشق في بيتين منفصلين .ولكن أفواهنا إحتاجت لأن تنطق فصرخنا وضربنا بطون أمهاتنا بأرجلنا أي أخرجونا فماعدنا نحتمل حبا في البطونا _فسمعنا صرخات أمرأتين ينادين يا الله أنقذنا وعلينا يا الهي سهل الولادة وفرحنا في أننا سنتنفس الهواء حيث سيكون أول خروجنا هو أن أنطق بأسمك وأن تنطقين بأسمي كما في بطون أمهاتنا تعاهدنا..وحقا ولدنا وخرجنا وتنفسنا هواء الدنيا ولأول مرة رأيت وجهك من دون حواجز .فرقدنا في المشفى ونحن غير مرضى ولكن للرعاية والحماية والغذاء .وعندما رأيت ملامح وجهك وقسماته الملائكية الهادئة جن جنوني وهمت في كاروكي  أي سريري الصغير






 أتقلب يمينا وشمالا كيف لي أن أصبر عنك وعن فراقك إن شاء القدر وصرفت النظر وفكرت في الأمر الواقع وتركت القدر لرب البشر فهو أعلم وأحكم في شؤون عباده ..وهو أبصر ...نمنا سويا في كاروكيين منفصلين ولم يفصلو قلبينا حيث كنا متلاحمين جدا في النظرات في الهمسات في الزفرات وحتى في الصرخات وفي الالام وفي كل شئ ...وكبرنا وعرفنا كل تفاصيل الحياة لكن لم نتعلم أن نحب بعضنا لأننا من قبل أن نولد كنا لبعض عاشقين ومحبين وولهين ومعجبين وذائبين في نفسينا وروحينا وقلبينا وفي النهاية تلاحمت جسدينا ...حبك يا حبيبتي قبل ساعة ولادتي ولد في قلبي _وبعد أن ولدتِ ولد بقلبي مرتين_مرة لك ومرة لي وكلاهما بالنتيجة لنا نحن الأثنين .....فأرجوك لا تتأخرين عني إن قررتي أنك ترحلين_ فأنا من دونك مسكين مستكين لا حول لي او قوة في أن أحب مرتين ...

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

تعليق على صورة_أطفال في مدينة العاب المزابل



بكل سهولة نرمي أواني الرز المطبوخ واللذيذ بكميات كبيرة في المزابل من دون أن نأسف على ذلك ولا ندري أن الاف البشر في العالم يتضورون جوعا ومرضا وألما ...في الصومال مجاعة كادت ان تفني كثيرا من البشر بسلاح كاتم أسمه الجوع من دون أن يصدر أي صوت سوى أنات أطفال ونساء تعزف سنفونية الفقر والعوز على أوتار كمان الإنسانية الحزين الذي أبى أن لا يعزف الا الحزن على وتر المعدمين ...كم من جائع حول العالم يبحث عن لقمة وهؤلاء الأطفال الذين أمامي في الصورة خير دليل على ان الطفولة البريئة قتلت بسبب نزاعات سياسية لا دخل لهم بها وقتال إقتصادي لا يرحم وصراع من أجل السلطة لا يغني هؤلاء الأطفال ولا يسمنهم من جوع .نعم هي صراعاتنا السياسية والأقتصادية والصناعية والتكنولوجية والكيميائية  من جعلت هؤلاء الاطفال يتضورون جوعا وألما ومرضا وهم يجأرون الى المزابل يبحثون عن لقمة عيش تسد رمقهم ..يا ترى هل أطفال الرؤساء والملوك يحضرون هذا المكان أم هل أطفال الاغنياء يعرفون عن هذا المكان شيئ أو حتى يشاهدوه في منظر ما؟؟؟؟ كلا فقط أطفال الفقراء هم من يعرفون جيدا هذا المكان حيث هو ملجأهم الوحيد إن ضاقت بهم الأرض بما رحبت من الجوع اللئيم الذي لا يرحم .... ربي إرحم بطون أطفالنا من الجوع المهين يارب أنت الرزاق ذو القوة المتين 

تعليق على صورة_كبريائك ألهمني ياأبي


عجبا لهم أهكذا رموك يا والدي ..بعد أن تعبت وسهرت وعملت على راحتهم .أهكذا هو الزمن الخؤون يجازيك .لا أدري ماذا أقول  لمن الفراش الهانئ نفترشه ولمن اللحاف الدافئ والمريح على أي جسد نضعه .آه ماذا أقول في زمن يتركك تفترش الحصى فراشا والسماء من فوقك غطاءا لا يحمي من برد ولا يقي من حرارة شمس أومن بلل مطر .والدي الغالي يا من لم تلدني من صلبك .إن العصا التي تحملها وهذا الكيس المملوء الذي تضعه تحت رأسك وسادة وهذه الملابس الرثة القديمة البالية ونعليك الباليين الذين تلبسهما..وكل شيئ فيك وتفاصيل خلقتك وتجاعيد وجهك ولحيتك البيضاء الطويلة وعمامتك وكل ما يتعلق بك أقبله وأضعه على رأسي بكل فخر وإحترام فكل شيئ فيك يحمل التراث الانساني الأصيل .فكبرياك أبي يأبى أن يمد يده الى غيره أو يتذلل له مقابل لقمة طعام أو وسادة فارهة ينام عليها أو فراش ناعم ..فكل هذا  يا أبتاه عندك لا يساوي نعلك الذي تنتعله فأنت من علمني أن أنام على الحجر وأفترش الشوك والصخر مقابل أن لا أرضخ الى ذل وأهانة من لا إنسانية له  من البشر ....

بكل تقدير أأخذ لك تحية يا والدي العزيز
ضع المشر فوق الصورة 
  

ضع المؤشر فوق الصورة 




.
تحية عسكرية ملؤها الإحترام والتقدير لك سيدي ووالدي وحبيبي وتاج رأسي أيها الشيخ الكبير الطاعن بالسن أيها المجاهد أيها المناضل أمام هذه الحياة المليئة بالمتاعب .عشت في ضميري حيا ووهجا متوقدا لا ينطفئ حتى بعدد مماتي


أقبل نعليك الأبيان بإحترام
          يا أبي

الخميس، 18 أكتوبر 2012

تعليق على صورة_دعيني أقبل نعليك


                                                                    دعيني أقبل نعليك

 أ هكذا يجازيك الزمن بل أهل الزمن ..كم تعبتي كم بنيتي كم ربيتي وعندما كبرتي رميتي على قارعة الطريق تنتظرين من يملؤ لك هذا الاناء الذي أمامك طعاما .أماه ترى كم أطعمتي بيدك هذه المباركة كم سقيتي كم ربتي على أكتاف أطفال حتى كبرو وصغار حتى شبوا وشبابا حتى شابو ..أماه هذه عبائتك الرثة كم احتويتي بها أجيالا مرت عليك وكم لاذ بها أطفال كان يطاردهم الزمن وكم احتويتي بداخل قلبك ايتاما ...أبعد عمر طويل وقد باض شعر رأسك وإمتلئ شيبا تجلسين على الأحجار من دون فراش وأنتي كنتي تفترشين قلبك حنانا وعطفا أهكذا رموك يا سيدة الحنان أهكذا عاملوك يا سيدة الكون ...دعيني أماه يا سيدتي أقبل نعلك هذا الذي من حيائه تشابك مع أخيه مختبئا عن نواظر الزمن لأن كبرياء نعلك سيدتي أميرتي ملكتي أمي وحبيبتي يأبى أن يخضع ولكن القدر ...آه من القدر آه ثم آه ثم آه من القدر ..أماه دعيني أقف أمامك لأأخذ لك تحية إجلال وإكبار لعفتك وطهارتك ومحافضتك على شرفك ولملمتك لعبائتك على جسدك رغم حالتك الرثة البسيطة ورغم كبر سنك ولكن شموخ الأنثى الأميرة لازال يداعب إحساسك وضميرك وقلبك المتوقد بنور العفاف..ليتني كنت أرضا علي تجلسين ليتني كنت جدارا علي تتكأين ليتني كنت هواءا أبرد جسمك في حر الهجير ليتني كنت سماء كي أمطر في إنائك ماءا منه تشربين .فديتك أماه بنفسي وروحي ولك قلبي رخيصا أمام عظمة أصلك ومنبعك يا شرف الأمة العربية التي تركتك هاهنا على قارعة طريق متروك يا تاج رأس الأنظمة العربية التي أضاعتك فأضاعت أصلها...........
ختاما دعيني أقبل قدميك .
دعيني أقبل رأسك
دعيني أنام على يدك
دعيني ..دعيني ..دعيني
أتمسح بنعالك البسيط بوجهي ليمتلئ نورا وعظمة وعطاءا
خادمك يا ملكتي وولدك الذي لم تلديه

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

رحلة البحث عن فرج السجين

للأمانة الأدبية هذه الفكرة مستوحاة من قصيدة للشاعر الكبير المجاهد _أحمد مطر_بعنوان خرج ولم يعد لكنني صغته بنص أدبي مختلف



كان فرج قد خرج ولم يعد وتاخر عنا كثيرا فذهبت أبحث عن فرج بدأت بمنطقتنا أسألهم فردا فردا هل رأيتم فرج أجابوني لم نرى فرجا أبدا فتركتهم وذهبت لمدرستنا القريبة من بيتنا وسألت الإدارةوالمدرسين والموظفين وعمال التنظيف هل مر بكم فرج فاجابوني جميعا ما مر بنا فرج_ فخرجت من مدرستي وأنا أفكر أين سأجد فرج فانا جدا محتاج اليه هذه الأيام فصممت على الذهاب الى دائرة الرعاية الأجتماعية وكانت بمنطقتنا وشاهدت إمرأة عجوز تنتظر أن تستلم مرتب شهري زهيد قد لا يكاد يسد حاجاتها الشخصية وسألتها هل جاءك فرج قالت وقلبها مكسور لا يا بني من الصباح جالسة وما أتاني فرج_واسيتها وقمت أبحث عن فرج لكنني للآن لم ألقى فرج .قررت أن أذهب لدائرة أمن قريبة منا لأنني تعودت أن أرى مئات المعتقلين يدخلون لعلي أجد فرجا معتقلا في المركز فدخلت وسلمت فلم يرد أحد علي السلام ولكن سرعان ما أجابني شخص بغضب مالذي جاء بك الى هنا قلت له أبحث عن فرج هل هو معتقل عندكم فقال أدخل ونادي هل هنا فرج فدخلت كما قال صاحبنا وصحت بأعلى صوتي يا معتقلين هل مر بكم فرج هل تعرفون شيئا عن فرج قالوا جميعا بصوت واحد وما يعني فرج


_فأدركت بأنهم لم يعرفوا فرج_خرجت من مركز الامن وأنا أخشى أن يعتقلوني بتهمة البحث عن فرج .وأنا أمشي متلفتا يمينا يسارا خوفا من الأعتقال عثرت بحجر كان قد وضع بباب المركز لمنع دخول السيارات الغريبة حفاظا على الأمن _فقمت وإذا أرى ضابطا كبيرا برتبة لواء فخفت خوفا شديدا فقال ماذا تفعل هنا فقلت يا سيدي أبحث عن مفقود غاب عني منذ فترة من الزمن قال من هو قلت له فرج فقال لي لا نعرف هذا الأسم ابدا في مراكز الأمن منذ أن ترفعت برتبة لواء قم وابحث عنه في مكان آخر والا اعتقلناك فقلت له أمرك يا سيدي سأرحل فرحلت وفي قلبي أردد أين أنت يافرج لكنني للآن لم القى فرج ..بكيت على حظي المشؤوم ولم أجد أحدا يبحث معي عن فرج قررت ان أذهب لدائرة الكهرباء لعل فرجا ذهب لتسديد قائمة اجور الكهرباء فسألت مسؤول الأستعلمات هل جاء فرج الى هنا فقال لي منذ ان تأسست هذه الدائرة مادخلنا فرج _خرجت من دائرة الكهرباء وانا يائس من البحث ولاحت لي قطعة صغيرة تشير لوجود دائرة الماء والمجاري .فدخلت وسألت يا موظف يا محترم هل عندكم فرج فقال لعله خرج مع سيارة تفريغ المياه الآسنة فخرجت مسرعا لعلي أجد فرجا في ذلك المكان فوصلت ولقيت شيخا كبيرا طاعنا في السن وهو داخل حفرة للمياه الثقيلة  فسألته يا شيخ هل لاح لك في هذا المكان فرج فقال يا بني لا تتعب نفسك في السؤال عن فرج فلو كان هنا ساعة لما وجدتني في هذا المكان فيأست وحزنت وبكيت وقد ضاع نصف نهاري وانا  أبحث عن فرج فهمت على وجهي في الشوارع والأزقة اسأل عن فرج بيتا بيتا ودكانا دكانا وشخصا شخصا هل جاء لكم فرج كان الجواب دائما لا لم نرى فرج فذهبت لوزارة العدل ووزارة الإسكان والتعمير ووزارة النفط والخ ...... وصحت بأعلى صوتي هل ها هنا فرج رد الصدى صوتي وهو مبحوح حزين جدا للأسف الشديد ما رأينا فرج.. فخرجت باكيا أسأل وزارة الداخلية ومنتسبيها المنتشرين بالشوارع تحت أشعة الشمس الحارقة هل صادفكم فرج فقال لي منتسب كبير السن قد أهلكته حرارة الشمس وقد نام على الرصيف ببذلته العسكرية الممزقة من شدة التعب يابني عمن تسأل فقلت عن فرج فقال لوكان في ذات يوم هنا فرج لرأيتني الآن في ديواني العربي منذ زمن لكن لم يأتنا فرج_وصلت لمكتب رئاسة الوزراء وقلت حتما سأجد فرج هنا لأنني أعرف أنه صديق الحكومة جدا ويلازمهم دائما في كل أحوالهم _فدخلت في مبنى رئاسة الوزراء وحالي لا يسر الصديق فخرج لي رجلا عملاقا يبدو إنه حماية رئيس الوزراء فسألته وأنا متلكأ ومرتبك جئت أسأل عن صديقكم فرج هل هو موجود هنا




 _فدخل وقال انتظر سأحظره لك فطرت في السماء من الفرح وأخيرا سأرى فرج الذي غاب عني منذ زمن بعيد ولكن سرعان ماعاد الرجل ومعه فرج لكنه كبير السن وذو شأن عظيم فقال لي هل تبحث عني انا فقلت وانا في شدة الأرتباك كلا لست انت فرجي الذي أسأل عنه قال اذهب وأبحث عن فرجك فانا فرج حكومي مرخص من الحكومة بالعمل هنا فقط ولا أستطيع أن أذهب معك مطلقا ولا مع أي شخص من أبناء هذا  البلد .فخرجت وقد أعياني السفر والبحث فنمت على رصيف من الأرصفة وأخذتني الغفوة فرأيت في المنام فرج فقال ما الذي جاء بك الى هنا ولماذا أنت متعب فقلت أين كنت يافرج بحثت عنك في كل مكان ما رأيتك فقال كلا رأيتني ولكنك لم تنتبه لي أتذكر عندما خرجت لك من مبنى رئاسة الوزراء فقلت نعم لكن لم تكن ملامحك أنت قال نعم لأنني ترفعت منذ زمن وصرت أعمل هنا في الحكومة فقلت ما عملك قال عملي أن أحل كل المشاكل الشخصية للرؤساء المتعاقبين على هذا الكرسي وأهيئ لهم الطريق للسفر اذا انتهت فترات رئاستهم لأن الأموال التي سيذهبون بها لبلد آخر ثقيلة تحتاج الى فرج عملاق مثلي كي يسهل نقلها لهم خارجا وكذلك أساعدهم بحل كل أزمة خانقة من الشعب بدقائق لأن فرجا عملاقا مثلي لا تصعب عليه أزمات كهذه وكذلك أعمل على تهيئة الأجواء لرئاسة الوزراء ليتخذوا قرارات سريعة إذا ما وقعوا بشدة فانا فرج قريب منهم أحل أزماتهم على حساب شعبهم وأسحقه لأجل أن تبقى حكومتهم فوق رؤسهم بقوة وسطوة وإذا ما فكروا هؤلاء الذين يسمونهم شعب بالتظاهر أخرج لهم وأزرقهم بحقنة مخدرة حتى ينامون بعمق وترتاح السلطة منهم قليلا الى ان اقضي عليهم وأريح حكومتي منهم الى الأبد ....فانتبهت مذعورا من نومي أهكذا تغيير فرج عن اهله وناسه أهكذا فرج الذي كان عبدا مطيعا لله وكنا نسميه فرج الله أصبح فرج الحكومة _يا ويلي مالذي حصل تناسيت الحلم وذهبت أكمل مشواري عن فرج صديقنا المؤمن صاحب التقوى لأنني أعرف أن هذه أضغاث أحلام وليست حقيقة فرأيت رجلا يتسول في الطرقات وهو يقول لله يا محسنين من يعطيني الف دينار سيعطيه الله فرج فسررت كثيرا وسعدت وذهبت مسرعا للفقير المسكين وقلت له خذ الفي دينار ودلني عن فرج فقال يا بني وعن أي فرج تبحث قلت هذا الي تتكلم عنه أمام الناس قال يا بني إنني أستعطف الناس بهذه الكلمات ليعطفوا علي بقليل من النقود ولو كان فرجا عندي لما تسولت فليس هاهنا فرج ولكنني ادلك على مكان إذا ذهبت اليه فصاحبه يعرف فرج فقلت له دلني عليه فقال تذهب من هذا الطريق وتسلكه لآخره ستجد بيتا مكتوب عليه هذا بيت الله فزره وإسأل صاحبه عن مقصودك وحتما سيجيبك _ففرحت كثيرا وذهبت كما قال ووجدت البيت ودخلت من دون أن أستأذن من أحد ولم أخشى أن أعتقل ولم أتلفت يمينا ولا شمالا وما عثرت بحجر ولم يتكلم معي أحد بقسوة وغضب فجلست وأنا أنتظر صاحب البيت ليحين موعد اللقاء به وحان فعلا وقت الظهر وكان موعد لقاء يومي فقمت بتطهير نفسي من تعب السفر ووقفت اخاطبه بكل هدوء وإطمئنان _ياصاحب البيت العظيم ياكريم يارحيم أنت وحدك من يعرف فرج ويرى فرج ويخلق فرج أسألك بكل من له حق عليك أن تعيد لي فرج فقد أهلكني البحث عنه ولم أجده فسمعت شخصا يقرأ في كتاب لصاحب البيت _وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني_فهرعت لهذا الشخص وقلت له لابد أنك فرج فقال لا أنا قارئ فقط_ أقرأ في كتاب صاحب هذا البيت فقلت ماذا يعني _اني قريب اجيب دعوة الداعي_فقال اذهب يابني وأطلب من صاحب البيت حاجتك فقلت طلبت حاجتي قال وما هي قلت  أريد فرج قال للاسف الشديد يابني لم نزل نطلب هذا ولكن لا فرج فسكوتنا عن حقنا وتخاذلنا بيننا ونفاقنا على بعضنا وطعننا لأنفسنا في ظهورنا قد قيد فرج ففرج يا بني هو الآن في سجن صاحب هذا البيت العظيم ولن يفكه ويطلقه الا أن نغيير ما في أنفسنا_فاذهب لأهلك ومنطقتك وبلدك فإن تغيروا نحو الاحسن فستجد فرجا أمامكم في كل مكان والا لا تشمون رائحة فرج أبدا ... فتعالو نطبق كلام الرجل لعلنا نهتدي الى فرج والا سييببقى فرج قابع في السجن ولن نراه أبدا_تعالو لنتكاتف ضد أعداء العدالة وسالبي الحقوق ونرغمهم أن يعدلو بيننا ويعطونا حقنا لكي يطلق فرج وهو حر ويعمل لدينا نحن الفقراء ويترك العمل مع اصحاب المناصب ...






  

الأحد، 14 أكتوبر 2012

حب على وسادة الرمل

فقر جمعنا يوما بحب 


في يوم من الأيام حيث كنت أمشي في الشوارع والأزقة طلبا للرزق ولقمة العيش وكأن الأقدار قد شائت أن التقي بك من غير ميعاد _حيث كنت تفترشين الرصيف فراشا والسماء الصافية في ذاك الوقت لحافا ولعبة طفولتك الى جانبك ولم الاحظ على وجهك مسحة من الحزن بل على العكس كنت ارى فيه السعادة_ فدنوت من مكانك البسيط وجلست على الرصيف لم أعرف مالذي جرني اليك ولماذا قصدت اليك لم تكونين كما باقي النساء لا جمال ولا كمال ولا غنى او مال الى الان لم أعرف يا أميرتي ما الذي جرني اليك وسحبني بقوة وكأنني مجرم  قادوه للتحقيق في اغتيال رئيس الحكومة .فزعت وتبعثرت وتهت في التفكير ترى ما بهذه الفتاة من شيئ ليغويني ملابسك رثة قديمة أكل الدهر عليها وشرب لم يكن عندك سوى كوز ماء بالقرب منك ولم تكوني تحملي نقود سوى بضع دنانير أعددتها لشراء خبز للغداء .نعم احببتك وعرفت ان الحب لا يرحم وعرفت ان العشق لا يأبه بالقلوب  وأخيرا عرفت السر في انجذابي اليك وفهمت اللغز وحللت المسألة فخرج الناتج أنتِ ببساطتك وتواضع عيشكِ وفقركِ وطعامكِ البسيط ونومكِ الهادئ في الطريقِ عشقت عيشتكِ البسيطة وعشقت ذلك اليوم الذي فيه التقيت بك وعشقت الرصيف وعشقت الرمل الذي كنتي تتخذيه وسادة _اقتربت منك ودخلت في عالمك الرهيب وعشت في ايامك وعشت في ساعاتك وعشت افراحك وأحزانك وعشت ليليك وأيامك فلم ارى في كل شيئ عشته كآبة بل قد رأيت سعادة لا قبلها لا بعدها سعادة _أتذكرين حبيبتي الخبز الذي سرقناه من صاحب العربة المسكين أتذكرين حينما طاردنا ونحن نضحك ثم عدنا للرصيف نتقاسم الرغيف ونشرب الماء اتذكرين الخبز الذي كان منقوش عليه اسمك الجميل .اتذكرين   . كم ضحكنا كم بكينا كم لعنا الفقر أتذكرين فراشنا الرملي اتذكرين الوسادة الرملية اتذكرين أمنيتي التي قلت لك لو تتحق لكنت سعيدا جدا أتذكرين حين سألتني ما امنيتك فقلت لك هي لحمة مع خبزنا هذا وكوبا من عصير  أتذكرين حبيبتي الشجر أتذكرين حبيبتي المطر أتذكرين القطط البيضاء اتذكرين الطير في السماء أتذكرين الوردة الحمراء التي سرقتها من مشتل الأمراء أتذكرين عيشنا البسيط اتذكرين ذلنا وقسوة الزمن اتذكرين العيش في المحن أتذكرين كم طردنا من رصيف كان كان يؤوينا اتذكرين البرد والحر الذي عشنا ؟ أتذكرين حرارة الصيف والعطش الشديد أتذكرين بائع التمر ووبائعة اللبن اتذكرين عامل البلدية المسكين   حين اراد ان يزيلنا مع الأوساخ فصرخنا بوجهه فارتد خائفا وحزين وضحكنا وبكينا ولعنا الزمن المخيف ونحن يا أميرتي في عهدة الرصيف لو لم يكن حبيبتي رصيف لعشنا تحت أكوام المزابل في الليل المخيف اتذكرين عراكنا على الرغيف اتذكرين الجوع والآهات والأمراض والبدن النحيف اتذكرين العيش في الشتاء اتذكرين الدفئ والحنان اتذكرين كم تشابكنا من البرد أتذكرين غطائنا ما كان أتذكرين كم بحثنا عن الحطب كي نشعل النيران أتذكرين النار في صدري من الفقر المهين اتذكرين حين ضمتك ذراعي وشعرتي أنني قد مت من زفر الحنين


اه حبيبتي كم ذا اذكرك وقد عشنا معا كل تفاصيل حياة الفقر وكل تفاصيل حياة الذل اتذكرين الرجل الذي صفعك على خدك الأبيض النظيف وعدتي الي ودموعك الأبية تأبى ان تسقط من جفنك الرهيف أتذكرين ما فعلت أتذكرين بطولتي وعنك كيف قد دفعت أتذكرين شهامتي التي فعلت حيث ضممتك بين أذرعي وشعرتِ بالأمان ولم تذرفي دموع الحزن _أبعد كل هذه الشجاعة شجاعة أم بعد كل هذا العنفوان شهامة .حبيبتي لا انسى فقرنا ابدا وعيشتنا المصحوبة بالألم ولازال برد الشتاء باضلعي رغم المدافئ الحديثة ورغم عزنا وغنانا في هذا المكان رغم طعامنا المتنوع رغم أسرتنا المريحة



 لم أنس وسادة الرمل التي كنا عليها ننام سعيدين لم أنس حر الصيف وشرب الماء الحار رغم ما نعيش الان من رفاهية العيش هي حصيلة جهادنا وصبرنا  حيث للناس ما مددنا يدنا حيث للفقر ما استسلمنا حيث للزمن العصيب كم قارعنا  حيث للآهات كم عزفنا حيث للحزن كم صفقنا وللفرح الغريب كم هجرنا .اتعرفين حبيبتي لمن اشتياقي ولهفتي وحرقتي الان في هكذا جوٌ لطيف  وقطرات المطر التي تهبط على شباكنا الزجاجي وهي تعزف انشودة الشتاء _الى ذاك الرصيف نعم الى ذاك الرصيف الى ضعفنا  وجوعنا وفقرنا اشتقت الى حفلاتنا اشتقت الى ضحكاتنا وفرحنا وحزننا وبكانا اشتقت للخبز الذي نتقاسم الأحزان إن قسمناه في افواهنا _اشتقت لشجارنا ورضانا _اشتقت لك لجمالك لدفئك لحنانك اشتقت لتلك الضمة التي تشعرني بدفئ صدرك أشتقت لفقرك لحالك لبكائك لزعلك لرضاك اشتقت لكفكِ الحانية اشتقت لعينكِ الباكية اشتقت لروحك اشتقت لكل شيئ فيك  اشتقت للتراب والرمل والمطر اشتقت للفقر اشتقت للحجر اشتقت للسفر اشتقت للضجر اشتقت للسهر اشتقت لك حبيبتي في ضلمة البحر اشتقت لجمالك كما اشتاق القمروالبلبل الحزين من فوق الشجر في كل شيئ فيك يجمعني قدر _حبيبتي رفيقتي وزوجتي وصديقتي وطفلتي واميرتي صاحبتي رفيقة العمر _اليك اهدي قبلة مع باقة ملفوفة بكفني من افضل الزهر ان مت لا تنسين يا حبيبتي في ذات يوم سنلتقي كما التقينا أول العمر على رصيف كان يجمعنا فحتما بك سيجمعني القبر
حبيبتي ان فارقتك في دنياي ففي قبري ألقاك

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

أعظم مفهوم للرفق بالحيوان يمارسه الحسين _عليه السلام_ في أصعب ظروفه


أكتب بكل تجرد ومن دون اي انتماء الى اي طائفة أو اي فكر أو اي دين بل بكل انسلاخ عن كل انتماء وبكل موضوعية وعقلانية ووعي وإدراك شخصي من دون تدخل خارجي على مفاهيمي وقناعتي وأقول ان الشخص الذي ينادي بمفاهيم وشعارات وايديولوجيات ويمارسها على ارض الواقع مع ما يمر به من أزمات يكاد الجبل الشاهق أن يتدكدك لعظمتها وبكل روحية منفتحة ونفس مطمئنة وهادئة ودون ارتباك او تزعزع لهو أعظم كائن حي مهما كان دينه وعرقه وجنسه وانتمائه وفكره وإعتقداه واعتبره قدوة حية وواقعية لكل من يريد أن يحذو حذو التقدم والتطور الفكري والعلمي والعقلي بكل معاني الحداثة وبكل معاني الشمولية الفكرية الواقعية المصلحة التي تهدف الى انعاش بني البشر والأخذ بأيديهم الى بر الامان ...
قائد .جسد كل معاني الإنسانية والرحمة والإحتواء بنفسه الكبيرة العملاقة الصامدة الواقعية المنفتحة على جميع بني البشر دون ان يحسب لأنتمائات البشر من حساب عاملا بمقولة الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق _هذا القائد تجاوز همه بني الإنسان الذي يمثله ويتبناه وتعداه الى هم كبير لا ينقص شأنا عن هم الإنسان وهو هم الحيوان والرفق بالحيوان هذا القائد يحمل اسما عملاقا لا يكاد يوجد ثائر في العالم الا وقد عرف عن تفاصيل ثورته وحياته وسيرته التي تكللت بالنشهادة التي هي منى كل حر وشريف يأبى الظلم والاضطهاد من قبل السلطات الحاكمة على بني البشر المستضعفون
هذا القائد إسمه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
من لا يعرف من الحسين وهل يوجد قائد في العالم من مختلف الخلفيات والأعراق لم يسمع بإسم الحسين هذا الرجل العظيم الذي جمع بثورته كل افراد المجتمع وشرائحه وطبقاته بداية من الرضيع وحتى الشيخ الطاعن بالسن مرورا بالشباب والكهولة والخ وبكل المستويات والطبقات فالغني والفقير والسيد والعبد والوضيع والشريف كل له حصة من قلب الحسين لأنه يعرف بأن ثورته شاملة وعامة
هنالك الكثير من الجمعيات والمنظمات الحكومية واللاحكومية والرسمية واللارسمة والنفعية واللانفعية ودينية ولا دينية  والخ تهتم بمفهوم الرفق بالحيوان  وتعتبره من بعد مفهوم حقوق الانسان مباشرة لما له من أهمية
هذه الجمعيات والمنظمات بكل مستوياتها وكل خلفياتها وكل اعمالها وكل مفاهيمها وقوانينها تجسدت في شخصية الحسين القائد الثوري العظيم الذي حطم بدمائه إمبراطورية قد تناطح في زمانها إمبراطوريات عالمية لها ثقلها
موقف من مواقف عاشوراء التي جرت على شخصية الحسين والتي لا يمكن للتأريخ والمنصف أن يتجاوزها  أو ينساها او يتجاهلها
مع ما جرى على الحسين من قتل اولاده واخوته واطفاله ورضيعه ومع ما به من تعب الحرب والحر والأطفال والنساء والهموم والغموم لم يتجاهل او يتناسا او يتثاقل من ممارساته الواقعية للمفاهيم الربانية التي خرج من أجلها والتي يريد بكل ما اؤوتي من قوة ان يمارسها على ارض الواقع سواء أتحققت في حياته أو بعد استشهاده
هو مفهوم الرفق بالحيوان ففي ظهيرة عاشوراء وكان اعدائه قد عزمو على المضي قدما في قتله وقطع رأسه وتسليمه للسلطة الحاكمة في الشام وذلك بعد مقتل كل من معه وبعد أن تيقن بانه راحل الى ربه لا محال ذهب الى المشرعة وهي مكان يشرب منه الماء على الشاطئ ليروي كبده الضامي من العطش من بعد ثلاثة ايام قضاها عطشان ضمئان مع اهل بيته واخوته واطفاله
استلم المشرعة وكان قد امتطى فرسه الميمونة وعندما نزل ليغترف غرفه التفت الى فرسه وقال له _أنت عطشان وأنا عطشان ولا أشرب حتى تشرب _أقسم عليكم بكل مقدس عندكم أي قائد عسكري يلتفت هذه الألتفاتة ويخاطب فرسه ويقول له هذا الكلام ويقدمه على نفسه ويشعر بعطشه ولم يتجاهله رغم كل ما به من عناء وتعب وعطش .. أي قائد عسكري لم تشغله الحرب ولم يكترث لها ولا لهمومه ولا حزنه ويلتفت الى فرسه التي تحمله ليسقيها ماءا قبل ان يسقي نفسه أي مفهوم أكبر من هذا المفهوم الإنساني الذي يجسده قائد عسكري ميداني يحمل قضية أمة عريقة لكنه لم ينس الحيوان بل ويهتم به اشد اهتمام لانه يشعر بأن هذا الحيوان هو روح ونفس ومشاعر ان كل المفاهيم التي تبنتها كل منظمات حقوق الحيوان والجمعيات اختزلت بهذا المفهوم البسيط الواضح والذي يعني الكثير والكثير لمن يريد أن يتعمق فلو درسنا اجواء هذه الجملة التي قالها الحسين لفرسه لعرفنا قيمة هذا الطرح الانساني الذي مارسه الحسين في ظهيرة العاشر من محرم الحرام الذي يعد مدرسة الاجيال الثورية الحرة فالحسين ظرب مثلا عملاقا لا يجاريه مثل اخر وهو ان الحيوان له اهمية وقيمة وله مكانة لكونه كائن حي يحيى بحياة الانسان ويرافقه ومن قبل هذا كله فقد اهتم القرآن بالحيوان وذكره في جميع المناسبات وأسمى سورا كاملة بأسماء الحيوانات ابتداءا من النحل والعنكبوت والفيل والنمل والخ من غير الآيات التي تبين مصاحبة الانبياء لبعض الحيوانات من قبيل قصة الهدهد وسليمان وصالح والناقة ويونس والحوت والخ وكذلك كل الاديان السماوية وليس فقط الاسلام تنادي بالرفق بالحيوان وتعطي اجرا اخرويا كنتيجة مترتبة على العمل الصالح الذي يقوم به الانسان من الرفق بالحيوان وحتى النبات وكل ما ينفع البشر فالحسين بقوله لفرسه _انت عطشان وانا عطشان ولا اشرب حتى تشرب _ اختصر كل المفاهيم الدينية واللادينية بكل مستوياتها لأننا قلنا ان اجواء هذه الجملة لم تكن اجواء رخاء أو أجواء تنظير فقط بل كانت اجواء تطبيق المفاهيم واجواء تعتبر المحك الأصلي لبيان حقيقة المتصدي والقائل بتلك المفاهيم
فالسلام على الانسان الذي يحمل قضية الرفق بالحيوان الى جانب قضية حقوق الانسان من دون تفريق بل بكل مساواة من باب المفهوم والتطبيق
واخرا وليس اخيرا اقول ان اي قائد يحمل بداخله هكذا روح سواء كان الحسين او غيره  فإنه يستحق منا ان نقف له وقفة إجلال وإكبار لما يطبقه من مفاهيم ربانية وانسانية حقيقية وواقعية على ارض الواقع