الجمعة، 1 مايو 2015

المرأةُ .... تلكَ الجوهرةُ التي طَمَسَتْها عُفونةُ الفكرِ الذكوري المُتعجرف.





المرأة :- هي أنثى الإنسان البالغة، كما الرجل هو ذكر الإنسان البالغ، وتستخدم الكلمة لتمييز الفرق الحيوي (البيولوجي) بين أفراد الجنسين أو للتمييز بين الدور الاجتماعي بين المرأة والرجل في الثّقافات المختلفة. ((ويكبيديا الموسوعة الحرة))
ما يهمني هنا يا سادة هو ليس تعريف المرأة  أو ماهي كينونة شخصية المرأة ومن هي أو ماهي الفروق البايلوجية التي تميزها عن الرجل ..وان كنت قد قدمت لها تعريفا بسيطا في المقدمة وانما أتحدث هنا عن المرأة ككيان انساني  له احاسيسه ومشاعره وتطلعاته وحقوقه ..المرأة تلك الكائن الحي الحقيقي الذي يحيى بالرقة والترافة والهدوء الروحي والنفسي / طبعا مع مراعاة شواذ القاعدة /  ..تلك الكائن النابض بالحياة والحب والحنان والألفة والمودة ..ذلك الكيان الناعم الجميل ... كل هذه الحقائق والصفات بحق المرأة تقودني لتسائل قد يكون كلاسيكيا بعض الشيئ ومألوف ومتكرر وهو هل أعطيت المرأة حقها ومستحقها من العيش الكريم في دنيا يحكمها الرجل بكل طاقته وسطوته وسلطته الذكورية ؟؟؟! هذا التساؤل يزور ذهني مرارا وتكرارا باحثا عن اجابة وأنا كأني قد استجبت له ورضخت لطلبه المتكرر  لعلي أستطيع حسب فهمي الضعيف  أن اقف على اجابة ولو مبسطة لهذا التساؤل العميق العظيم . برأي القاصر وليس المتواضع أن المرأة عامة والعربية خاصة لم تعط الحق الكامل من العيش الكريم في هذه الحياة الدنيا التي لا تعيشها الا لمرة واحدة فقط ويا حزني وأسفي وحرقتي قد تعيشها بحزن وألم واضطهاد وسجن نفسي وروحي بين قضبان هذه الدنيا الواسعة لا يحررها منها سوى الموت المحتوم ... وحتى في دول أوربا والمجتمع الغربي فالحرية التي تتمتع بها المرأة هناك هي ليست الحرية الحقيقية التي تسعى لها المرأة فالمرأة لا تطالب بحقها جسديا وشهويا ولا سهرات ليلية او سفرات خارجية  بكامل الحرية ولا تريد العمل حسب مزاجها ورغبتها ...وانما المرأة وحسب ما أعتقد تريد تقديرا واحتراما واعترافا حقيقيا بحقها ..تريد احساسا من المجتمع الذي تعيش في أوساطه  بأنها تمثل كل المجتمع وليس كما يشاع بأنها نصف المجتمع .وأنها جزء منزوي بعيدا عن قيادة الحياة .فلو تسائلت هي أو نحن كمجتمع إنساني ..لماذا هي نصف المجتمع لماذا لا يكون الرجل هو نصف المجتمع اذا كان المجتمع ينقسم الى نصفين كما يقولون ! لماذا الأولوية والصدارة للرجل دائما بينما هي على جرف الحياة الاجتماعية دوما .. هل لأنه أقوى عضليا أم الاذكى عقليا ... ؟؟؟ المرأة يا سادتي هي تلك الكائن العظيم الجوهر والمضمون الذي لا يمكن للرجل ان عرفه وادركه وشعر بحقيقته النناصعة واطلع عليه بعقله وفكره ووجدانه أن يفارقه أو يستغني عنه ... فالمرأة كما أعرفها هي أكثر تحملا وطاقة من الرجل لما اعطاها الله من قدرة حيوية تستطيع من خلالها مجاراة الحياة ومقاومتها وتحمل شظف عيشها بينما الرجل اقل قدرة استيعابية واقل قدرة تحملية والشواهد كثيرة لا حصر لها في هذا المقال البسيط ..فلو تركت رجل مثلا مع طفل صغير ورضيع يبكي لمدة ربع ساعة ستجده يضجر ويزهق ويصب جام غضبه على القدر بينما المرأة ترافق طفلها تسعة اشهر في بطنها وسنتين من رضاعته وثلاثة عشر سنة من طفولته بكل انواعها من مشاكسة وعناد وبكاء وتمرد حتى يبلغ اشده وكل هذا يمر بحزن تارة وقلق اخرى واضطراب وسهر ليالي وخوف وارتباك من ان يحصل له اي مكروه وهي ان فارقته دقيقة واحدة مع كل هذه المعاناة  طار عقلها خوفا وجزعا .. فمن اقدر على تحمل مسؤولية الانسان في تلك المراحل العمرية البدائية للذكر او الانثى على حد سواء ... لماذا اخترت يا حسام محمد  هذا المثال حصرا لتحمل المرأة ..قد يسألني احدكم هل تحمل المرأة فقط في تربية ابنائها واطعامهم واسكاتهم وارضاء خواطرهم والخوف عليهم ومراعاتهم حتى يكبروا ؟؟ ولكم الحق بذلك نعم المرأة أكثر حقا من هذه المفردة واوسع من هذا النطاق ولكني أردت بهذا المثال  الإشارة الى أن المجتمع الذي ينعت المرأة بأنها نصفه وبأن مساحتها من الحياة محددة ومقيدة ..هي التي انجبت الاجيال التي ننعتها اليوم بلفظة مجتمع وهي من انجبت ما يسمى بالمجتمع الإنساني وهي المولد الوحيد لطاقة البشر العملاقة ...هي الأم التي تعبت من اجل تربية عظماء الدنيا وخبرائها وصناعها ومطوريها ومبتكريها ومخترعيها الذين بفضلهم ننعم بالنور والتطور والعلم والصناعة هي مصنع الرجال في الدنيا وهي خيمة هذا العالم العظيم الواسع وهي التي تعبت من اجل اسعاد الاخرين فكم من انموذج إمرأة مضحية ضحت بحياتها من اجل ان يعيش الرجل الأب و الرجل الزوج والرجل الأبن والرجل الأخ والرجل الزميل والخ ... كم ضحت المرأة عبر التاريخ من اجل اثبات حق أهل الحق وكشف باطل أهل الباطل ... فزينب الحوراء اخت الحسين شهيد الكون وشهيد الحب الألهي ابن فاطمة بنت رسول الله
((صلى الله عليه واله وسلم))  وقفت أمام أعتى طاغية في زمانها لتقول له أن أنك على باطل نصرة للحق ونصرة للضمير الانساني  بينما كان الرجال يتفرجون عليها  متملقين للسلطة يرجون الحضوة عندها والتزلف لديها علهم يحصلون على فتات دريهمات   .... جميلة بوحيرد تلك المناظلة المكافحة الجزائرية التي وقفت أمام اعتى قوة استعمارية لتصدح بصوتها الشريف الواثق بأن الجزائر أمنا وليس فرنسا ..هل نعلم كم قاست وعانت من ألم التعذيب والارهاق لمجرد أنها اثبتت احقية بلدها بينما كان الرجال يتملقون للاستعمار من ابناء بلدها ... بنت الهدى أخت الفيلسوف الاسلامي العراقي محمد باقر الصدر التي وقفت امام طغيان صدام المقبور لتخبره أنه على باطل وان الشعب لا يريدك حاكما عليه بكل قوة وجرأة وشجاعة وصمود غير ابهة لما سيحصل وكانت النتيجة اعدام وازهاق للروح بعد ممارسة ارذل انواع التعذيب النفسي والجسدي بحقها ..اليست هذه امرأة ..فهل اعطيت زينب لبوة اهل بيت النبي حقها كمرأة بغض النظر عن منصبها الروحي والقدسي كونها بن خليفة الاسلام علي بن ابي طالب عليهم جميعا السلام ...وهل اعطيت جميلة بوحيرد حقها كمناظلة جزائرية ضحت بكل شيئ من اجل وحدة وسيادة بلدها .. وهل جوزيت بنت الهدى العراقية المجاهدة عن كل ما قاسته من الم كمرأة دافعت عن شرفها وعفتها امام الباطل ...كلا بل المرأة اليوم حين يذكرها الرجل يتبعها بألف نعت استهجاني استنكافي فمثلا عندنا في العراق البعض من الرجال حين يخبرك عن زوجته أو أخته او بنته  (( تكرم أخذت زوجتي للطبيب او اختي للمدرسة أوبنتي للكلية ...او ... الخ )) وكأنها كائن مستهجن يضعه بمصاف الحيوانات بينما لو يلتفت لنفسه لأدرك بأنه ارذل من الحيوان الغيور على انثاه .. فهل هذا جزاء المرأة الأم والاخت والزوجة وهل هذا جزاء المرأة الطبيبة والمهندسة والمزارعة والمربية والمعلمة والرسالية والحقوقية والعالمة والباحثة والمفكرة والمخترعة والمعمارية والخ ...فأنا أرى بأنها لم تعطَ حقها أبدا ويبقى السؤوال مطروحا بطريقة أخرى وهي  متى سننصف المرأة ونعطيها حقها كما هو وكما يليق بها ومتى نطلق عليها أنها مصنع المجتمع وروحه وكيانه ..هذا السؤال او التسائل  سيبقى مطروحا لكل شخص باحث عن حق تلك الكائن الجميل المسمى ب((إمرأة )) وحقوقها .
حسام محمد



العراق / ذي قار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك