بعد سقوط نظلم صدام حسين في التاسع من نيسان عام 2004 على يد قوات
التحالف بقيادة امريكا وحليفتها الابرز بريطانيا اصبح العراق ساحة تتنازع
على ارضها قوى كبرى من اجل الاستيلاء على ما تبقى من خيرات كان النظام
السابق قد هدرها بشكل عشوائي _على الرموز المقربة منه لغرض ارضاء خواطر
القيادات خشية ان تشكل خطرا على النظام الحاكم والذي اصبح مهزوزا لوجود
معارضة خفية من بين قيادته خوفا من حدوث انقلاب عسكري على السلطة _ بينما
الشعب يعاني شظف العيش ومرارته من دون ان يكترث له احد ... فالقصور
الرئاسية الضخمة التي بنيت بأموال عراقية من قوت الشعب خير دليل على ان
النظام كان لا يهتم لمرارة الجوع والحصار الذي كان يعاني منه البلد انذاك
...و.في الوقت الذي كان المواطن لا يستطيع فيه تأمين لقمة خبز واحدة كانت
الاموال تصرف على كعكة عملاقة لميلاد الرئيس انذاك.مع تغطية اعلامية تستمر
حتى ل 9 ساعات او اقل تتوقف خلالها كل البرامج التلفزيونية التي تعد
المتنفس الوحيد للشعب ....لست هنا في معرض استعراض تاريخ عراق ما قبل 2004
ولكن هذه لمحة بسيطة جدا لشخصية النظام الحاكم وعفونة تصرفاته.. وبعد تلك
المعاناة تامل الشعب بان النظام الحاكم الجائر قد ولى وسيصبح العراق افضل
بكثير وسيعيش حالة من الرفاه المعيشي كون الذي سيجكمه هو من نفس جلدة الشعب
وممن ذاق طعم الويل والعذاب ... ولكن حدثت المفاجأة الكبرى وهي ان الذين
كانو يعانون اشد انواع التعذيب في السجون والظلم والاضطهاد الحكومي من
معارضين وسياسيين لازالو في نفس الدائرة وان من جاءوا على ظهور الدبابات
الامريكية سنة وشيعة هم من تولوا حكومة البلد بتأييد من الحاكم المدني
((بريمر)) الذي قامت بتعيينه الادارة الامريكية لتمشية اوضاع البلد مؤقتا
لحين بناء حكومة عراقية ذات سيادة كاملة مزعومة طبعا!! وتقسيمه للسلطة على
من جاؤوا معه من سياسيين لايحملون طابعا دينيا بل علماني ليبرالي ديمقراطي
لارضاء خواطرهم بعد ان كانت المعارضة في الخارج قد وقَّعت تعهد بأنها ستدعم
حملة امريكا وحليفتها الأقوى بريطانيا لتحرير البلد من نظام صدام مقابل
اعطائهم حصة من الحكم (كما جاء على لسان (هارون محمد) المعارض البعثي في
بريطانيا..في قناة المستقلة ...وهنالك معارضين عراقيين شيعة في ايران قد
دخلوا العراق بعد ان استتب الامر ليطالبوا بحصتهم من الحكم وهم حزب الدعوة
الرئسي وحزب الدعوة تنظيم الداخل وفيلق بدر بقيادة(( اية الله الحكيم))
الذي كان رئيسا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي اصبح الان
المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بعد انتفاء الحاجة لكلمة ثورة كون الثورة
كانت للاطاحة بنظام صدام وقد سقط نظام صدام حقا ...اما القيادات السنية فهي
الاخرى اخذت حصتها من تقسيم السلطة كونها اتت ايضا مع الدبابة الامريكية
بينما هنالك سنة في الداخل كما (هم الشيعة تحت ضل الحكم الشيعي) لم يعطوا
اي حصة من الحكم وبقوا محكومين بتهمة الولاء لنظام صدام ذا الطابع السني
ابان حكمه.. وبعد ان استقرت الاوضاع اصبح العراق ساحة اقتتال من اجل السلطة
ومن اجل الحكم والاستيلاء على المناصب فكان التقرب الى الولايات المتحدة
التي مسكت ملف العراق بعد اسقاطها نظام المخلوع كان بمثابة صك الغفران
وكل من يمتلك قرابة او صلة بالولايات المتحدة من قريب او بعيد فإنه يستطيع
ان يلعب دور في اخذ مناصب لا بأس بها فكان التحالف الكردستاني هو الصديق
الاقوى لأمريكا على الاطلاق بين اللاعبَيْن(( السنة والشيعة )) والذي يتمتع
بنفوذ قوي ووزارات سيادية لابأس بها واهمها وزارة الخارجية الكردية ان صح
التعبير...وبعده يأتي الشيعة واقصد بهم سياسي الشيعة القادمين من المهجر
الا ان الشيعة كقيادة سياسية مرجعها الابرز هو ايران _رغم الصداقة القوية
لتلك القيادات مع امريكا_...والتي تمتعت بنفوذ قوي جدا في العراق بعد سقوط
نظام الحكم من خلال الاحزاب الاسلامية والتيارات الشيعية التي مهدت الطريق
لايران لتقول كلمتها في الشأن العراقي كونها جارة لصيقة للعراق بحكم
الحدود المرسومة وكونها راعية للمذهب الشيعي في العراق عقائديا وروحيا
ودينيا بقيادة الخامنئي المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران ... اما
شيعة الداخل الغير منظمين لتيار معين فهم الطبقة المسحوقة دائما في العهدين
السابق والحالي رغم انتمائهم للمرجعية الدينية في النجف الاشرف اكبر ثقل
شيعي في العالم ...ويأتي الخط الصدري الذي اسسه (( اية الله العظمى السيد
محمد محمد صادق الصدر )) والذي تشعب بعد سقوط نظام الحكم الى تيارات
وانشقاقات كان ابرزها التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر وجماعة الفضلاء
بقيادة اليعقوبي وحزب الفضيلة الاسلامي السياسي التابع للجماعة وفصائل
شيعية اخرى ليس لها دور سياسي كبير كمرجعية الصرخي التي عرفت بمناوئتها
للاحتلال الامريكي.وعدم مصادقتها لايران كما تعتبر منبوذة من قبل باقي
الفصائل الشيعية ..كل هؤلاء تدعمهم ايران بقوة لأنهم الطريق الوحيد الذي
تسلكه ايران للوصول الى اكبر نفوذ في العراق للسيطرة على اهم مفاصل الدولة
...بما فيها العتبات المقدسة التي تَعْتَبِر ايرانُ نفسها الراعي الحقيقي
لها عقائديا ..بعد هذا العرض الموجز البسيط ..هل حقا تفكر ايران باحتلال
العراق عسكريا وهل لها نية ان تسيطر على العراق سياسيا اكثر من هذه السيطرة
وهل تعتبر ايران نفسها الوارث الشرعي للعراق كونه ذا اغلبية شيعية ....
برأييي المتواضع ومن خلال قرائتي لسياسة ايران المتزنة لا اعتقد ان ايران
تجازف بهكذا خطوة غبية علما ان ايران تتمتع بحنكة سياسية لا يستهان بها
...فهكذا خطوة اعتبرها مجازفة امام المجتمع الدولي ولكن احتلال ايراني
بمعنى النفوذ والسيطرة السياسية فهذا حقيقي وواقعي ملموس فالذين ينتقدون
التدخل الايراني يطرحون عدة قضايا يمكنها ان تصل الى مرحلة تعد فيها
احتلالا كما يذهب الكاتب ((محمد خضوري)) في مقاله لموقع الحوار
المتمدن... بعنوان (( الاحتلال الايراني للعراق )) جاء فيه مانصه بعد سؤال
استفهامي عرضه ((الاحتلال الايراني للعراق هل هو حقيقة ام مجرد افتراضات
غير موجودة قامة بعض السياسيون بفبركتها ضد هذه الدولة المجاورة للعراق؟))
يقول في جوابه للسؤال ...((نعم هناك اطماع وهذه الاطماع الايرانية
التوسيعية ليس في العراق فقط بل في البلاد العربية ،من خلال استخدامها
الورقة الطائفية بتحريكها للورقة الشيعية بشكل متقن وذكي.
وكثرة الشيعة وخاصة في وسط وجنوب العراق وطبعا هذه المناطق قريبة للشريط الحدودي الذي يفصل ما بين العراق وايران مما سهل مهمة ايران في السيطرة على هذه المناطق،وتكون اشكال هذه السيطرة من خلال وجود احزاب سياسية متنفذة داخل المشهد السياسي العراقي مرتبطة ارتباط وثيق مع ايران،وتقوم هذه الاحزاب او الشخصيات المرتبطة بالحرس الثوري او المخابرات الايرانية ،من خلال تنفيذ اجندة خاصة بالدولة الفارسية من خلال زرع الفتنة الطائفية ،وهذا ما حدث بالفعل عام 2006 من خلال حرب طائفية طاحنة راح ضحيتها الكثير من العراقيون الابرياء وكان دور ايران في هذه الحرب الطائفية من خلال دعم الحرس الثوري والمخابرات للمليشيات من العتاد والسلاح والمال ودعم كتائب الموت والاغتيال ،وهذا ما سهل عمل هذه الجماعات المسلحة،وايضا قام الحرس الثوري والمخابرات الايرانية بتدريب عناصر خاصة تابعة لها داخل ايران وتطوير قابليات هذه الجماعات لاستخدامها عند الحاجة ....نعم فمحمد خضوري يرى كما ارى ان ايران تستخدم المليشيات الشيعية من اجل التوغل الى داخل العمق السياسي العراقي كما ان الكاتب نفسه يرى ان لإيران اطماع قديمة في احتلال العراق والسيطرة عليه وهذا نص ما قاله (( اما الحلم الايراني القديم بالسيطرة على العراق وهذه الاطماع قديمة جدا ،بدأت من عهد الملك النعمان ابن المنذر ملك الحيرة ، ففي عهد كسرى ملك الفرس والذي كان قد طلب من ملك العرب ان يقدم اليه برفقة اهله للامعان في اذلالهِ ،الا ان ملك العرب سار الى امبراطور الفرس بمفرده فقتله كسرى ملك الفرس رفسا باقدام الفيلة ،وهو الحدث الذي وحَّد القبائل العربية في معركة ذي قار والتي كسراو فيها الفرس ،وايضا في العهد الاسلامي في معركة القادسية انتصر العرب على الفرس .ويتابع (محمد خضوري) قوله :-
((وايضا لا يفوتني ان اذكر الغزو الفارسي للعراق عام 1775 عندما تحركت قوات فارسية لاحتلال البصرة وقد جرت معركة مشهورة ،سميت معركة الفضلية ومعركة ابي حلانة في جنوب العراق ،وكانت القوات الفارسية الغازية مكونة من اكثر من خمسين الف مقاتل في ذلك الوقت ،وعادت المعارك ولكن هذه المرة في بداية الثمانينات من خلال حرب دموية راح ضحيتها اناس ابرياء ،واستمرت ثمانية سنوات وقد سميت حرب الخليج الاولى او الحرب العراقية الايرانية وفي ايران عرفت باسم الدفاع المقدس .)) طبعا انا انقل النص كما هو ليس بالضرور انه يعبر عن اعتقادي ولكن هو طرح لاباس به كتاريخ مرَّ ورحل وبقيت اثاره شاهدة ... فايران لا تنوي احتلال العراق ذلك الاحتلال الكلاسيكي القديم وانما اليوم اصبحت هنالك احتلالات حديثة اهمها الاحتلال الاقتصادي والسياسي ...فمعدل اقتصاد ايران ارتفع بنسبة 80% فقط من الدخل العراقي بعد زوال حكم صدام على المستوى الصناعي وكذلك الزراعي كما يشير مقال في شبكة اخبار العراق ما نصه ((بات العراق اليوم البلد الأول في العالم الذي يستورد 73% من حاجاته من ايران في الوقت الذي تتوقف الاف المصانع والمعامل والمشاريع الضخمة التي بناها العراقيون قبل الأحتلال بعد ان كان أحد اهم البلدان بل اهمهما في المنطقة العربية يملك بنية صناعية متقدمة )) اذن الاحتلال الايرني هو احتلال نفوذ وليس عسكر ...
هنا يأتي سؤال اخر لا يقل اهمية عن السؤال الأول ..والسؤال هو .. ما دور دول الخليج في الامر وخاصة السعودية الراعي الاول للقوى السنية السياسية غرب العراق؟؟ كما ياتي بعدها قطر ذات الاقتصاد الخرافي الذي دخل في عمق الكيان الاسرئيلي
((كما يصرح بعض الخبراء الاقتصاديين في مصر)) والذي يلعب دور كبير في انعاش اقتصاد اسرائيل ...هل ستبقى السعودية مكتوفة الايدي وهي ترى التوغل الايراني في وسط وجنوب العراق بهذه القوة السياسية ولربما العسكرية حسب منطوق التخوف المرتقب ايضا بوجه او اخر والتخوف من وصول التوغل الايراني لمحافظات غرب العراق بات واقعيا ومتوقعا ايضا ؟؟السعودية بدورها تخشى من نفوذ ايران في العراق فتصريحات وزير الاعلام السعودي ((عبد العزيز خوخه )) بعد سيطرة داعش على المحافظات السنية واضحة بهذا السياق فالتصريح الذي ادلى به لوكالة الانباء السعودية كما جاء يكشف عن عمق التخوف والخشية لدى الجانب السعودي الذي يعتبر ايران خصما حقيقيا في المنطقة والتصريح كما هو (( لولا السياسات الطائفية والإقصائية التي مورست في العراق خلال الأعوام الماضية والتي هددت أمنه واستقراره وسيادته".ماكانت للازمة ان تحدث )) ويشير بذلك الى دعم ايران لحكومة العراق ذات الاغلبية السيادية الشيعية والتي يعتقد انها مارست الاقصاء بحق السنة العرب كما ينقل موقع ((وكالة الانباء السعودية)) ونص ما قالته الوكالة هو (( تَعْتَبِر السعوديةُ السنية أن ايران الشيعية خصم خطير وتشعر بالقلق مثلها مثل معظم دول الخليج العربية من دعم طهران للحكومة العراقية التي يقودها الشيعة والتي تولت الحكم بعد أن أطاح الغزو الأمريكي بصدام حسين عام 2003))....فبعد ان عرفنا ان السعودية متخوفة من توغل عسكري مفترض هل ستقوم بنشر درع الجزيرة في محافظات
(تكريت والموصل وديالى والانبار وكركوك وسامراء )) وهل ستقدم على هكذا خطوة اغبى من خطوة ايران ؟؟؟ باعتقادي انه لا يوجد صراع عسكري كلاسيكي قديم بين القوى المتصارعة وانما هو لعب على وتر من شأنه قلب المعادلات لصالح القوي ضد الضعيف ..والوتر الوحيد الذي يحول المعادلة هو التقرب من القوى الاوربية التي تقود العالم حاليا كأمريكا وبريطانيا وروسيا فتلك الثلاث دول هي المحرك الاساسي للقوى في العراق فايران حليفة روسيا تدعم الشيعة بمساعدة روسية والسعودية حليفة امريكا تساند السُنة بمساعدة امريكية والكرد فهم لاعب الوسط بين الفريق السني والفريق الشيعي وهم مع الاقوى دائما كونهم اسسوا جسور قوية كعلاقات سياسية مع اوربا ... برأيي ان السعودية لا تجازف بخطوة نشر درع الجزيرة في العراق كون درع الجزيرة اصبح له صيت ذائع بعد دخوله الى البحرين ذات الاغلبية الشيعية لقمع الثورة الشعبية فيها ولكن هنالك مطالبات من مناصب سيادية عالية المستوى تدعوا لدخول قوات عربية للمشاركة في الحرب على داعش كما جاء على لسان نائب رئيس الجمهورية العراقي (( اياد علاوي )) في تصريحه لقناة العربية السعودية ونص التصريح كما هو (( إن القصف الجوي الأميركي على داعش سيكون مؤثرا لتحجيم التنظيم المتطرف، لكنه ليس كافيا لإنهاء وجوده في العراق، ويجب تدخل قوات خاصة من الدول العربية لحل الأزمة ,في اشارة منه الى قوات درع الجزيرة السعودية ...والسؤال الاهم هل درع الجزيرة بكل امكانياته قادر على مواجهة ايران عسكريا ان تطلب الامر ؟؟؟!!
كلابرأيي لايوجد مقارنة بين دولة تمتلك جيش مجهز ومطورتكنولوجيا وبين قوة صغيرة بالنسبة لإيران قد تكون خبرتها
القتالية متدنية الى ابعد الحدود..اذا في الختام اقول لا يوجد تدخل سعودي ولا ا ايراني عسكري وانما هو تدخل سياسي مخابراتي
حسام محمد حسين
العراق / ذي قار
8/5/2015
وكثرة الشيعة وخاصة في وسط وجنوب العراق وطبعا هذه المناطق قريبة للشريط الحدودي الذي يفصل ما بين العراق وايران مما سهل مهمة ايران في السيطرة على هذه المناطق،وتكون اشكال هذه السيطرة من خلال وجود احزاب سياسية متنفذة داخل المشهد السياسي العراقي مرتبطة ارتباط وثيق مع ايران،وتقوم هذه الاحزاب او الشخصيات المرتبطة بالحرس الثوري او المخابرات الايرانية ،من خلال تنفيذ اجندة خاصة بالدولة الفارسية من خلال زرع الفتنة الطائفية ،وهذا ما حدث بالفعل عام 2006 من خلال حرب طائفية طاحنة راح ضحيتها الكثير من العراقيون الابرياء وكان دور ايران في هذه الحرب الطائفية من خلال دعم الحرس الثوري والمخابرات للمليشيات من العتاد والسلاح والمال ودعم كتائب الموت والاغتيال ،وهذا ما سهل عمل هذه الجماعات المسلحة،وايضا قام الحرس الثوري والمخابرات الايرانية بتدريب عناصر خاصة تابعة لها داخل ايران وتطوير قابليات هذه الجماعات لاستخدامها عند الحاجة ....نعم فمحمد خضوري يرى كما ارى ان ايران تستخدم المليشيات الشيعية من اجل التوغل الى داخل العمق السياسي العراقي كما ان الكاتب نفسه يرى ان لإيران اطماع قديمة في احتلال العراق والسيطرة عليه وهذا نص ما قاله (( اما الحلم الايراني القديم بالسيطرة على العراق وهذه الاطماع قديمة جدا ،بدأت من عهد الملك النعمان ابن المنذر ملك الحيرة ، ففي عهد كسرى ملك الفرس والذي كان قد طلب من ملك العرب ان يقدم اليه برفقة اهله للامعان في اذلالهِ ،الا ان ملك العرب سار الى امبراطور الفرس بمفرده فقتله كسرى ملك الفرس رفسا باقدام الفيلة ،وهو الحدث الذي وحَّد القبائل العربية في معركة ذي قار والتي كسراو فيها الفرس ،وايضا في العهد الاسلامي في معركة القادسية انتصر العرب على الفرس .ويتابع (محمد خضوري) قوله :-
((وايضا لا يفوتني ان اذكر الغزو الفارسي للعراق عام 1775 عندما تحركت قوات فارسية لاحتلال البصرة وقد جرت معركة مشهورة ،سميت معركة الفضلية ومعركة ابي حلانة في جنوب العراق ،وكانت القوات الفارسية الغازية مكونة من اكثر من خمسين الف مقاتل في ذلك الوقت ،وعادت المعارك ولكن هذه المرة في بداية الثمانينات من خلال حرب دموية راح ضحيتها اناس ابرياء ،واستمرت ثمانية سنوات وقد سميت حرب الخليج الاولى او الحرب العراقية الايرانية وفي ايران عرفت باسم الدفاع المقدس .)) طبعا انا انقل النص كما هو ليس بالضرور انه يعبر عن اعتقادي ولكن هو طرح لاباس به كتاريخ مرَّ ورحل وبقيت اثاره شاهدة ... فايران لا تنوي احتلال العراق ذلك الاحتلال الكلاسيكي القديم وانما اليوم اصبحت هنالك احتلالات حديثة اهمها الاحتلال الاقتصادي والسياسي ...فمعدل اقتصاد ايران ارتفع بنسبة 80% فقط من الدخل العراقي بعد زوال حكم صدام على المستوى الصناعي وكذلك الزراعي كما يشير مقال في شبكة اخبار العراق ما نصه ((بات العراق اليوم البلد الأول في العالم الذي يستورد 73% من حاجاته من ايران في الوقت الذي تتوقف الاف المصانع والمعامل والمشاريع الضخمة التي بناها العراقيون قبل الأحتلال بعد ان كان أحد اهم البلدان بل اهمهما في المنطقة العربية يملك بنية صناعية متقدمة )) اذن الاحتلال الايرني هو احتلال نفوذ وليس عسكر ...
هنا يأتي سؤال اخر لا يقل اهمية عن السؤال الأول ..والسؤال هو .. ما دور دول الخليج في الامر وخاصة السعودية الراعي الاول للقوى السنية السياسية غرب العراق؟؟ كما ياتي بعدها قطر ذات الاقتصاد الخرافي الذي دخل في عمق الكيان الاسرئيلي
((كما يصرح بعض الخبراء الاقتصاديين في مصر)) والذي يلعب دور كبير في انعاش اقتصاد اسرائيل ...هل ستبقى السعودية مكتوفة الايدي وهي ترى التوغل الايراني في وسط وجنوب العراق بهذه القوة السياسية ولربما العسكرية حسب منطوق التخوف المرتقب ايضا بوجه او اخر والتخوف من وصول التوغل الايراني لمحافظات غرب العراق بات واقعيا ومتوقعا ايضا ؟؟السعودية بدورها تخشى من نفوذ ايران في العراق فتصريحات وزير الاعلام السعودي ((عبد العزيز خوخه )) بعد سيطرة داعش على المحافظات السنية واضحة بهذا السياق فالتصريح الذي ادلى به لوكالة الانباء السعودية كما جاء يكشف عن عمق التخوف والخشية لدى الجانب السعودي الذي يعتبر ايران خصما حقيقيا في المنطقة والتصريح كما هو (( لولا السياسات الطائفية والإقصائية التي مورست في العراق خلال الأعوام الماضية والتي هددت أمنه واستقراره وسيادته".ماكانت للازمة ان تحدث )) ويشير بذلك الى دعم ايران لحكومة العراق ذات الاغلبية السيادية الشيعية والتي يعتقد انها مارست الاقصاء بحق السنة العرب كما ينقل موقع ((وكالة الانباء السعودية)) ونص ما قالته الوكالة هو (( تَعْتَبِر السعوديةُ السنية أن ايران الشيعية خصم خطير وتشعر بالقلق مثلها مثل معظم دول الخليج العربية من دعم طهران للحكومة العراقية التي يقودها الشيعة والتي تولت الحكم بعد أن أطاح الغزو الأمريكي بصدام حسين عام 2003))....فبعد ان عرفنا ان السعودية متخوفة من توغل عسكري مفترض هل ستقوم بنشر درع الجزيرة في محافظات
(تكريت والموصل وديالى والانبار وكركوك وسامراء )) وهل ستقدم على هكذا خطوة اغبى من خطوة ايران ؟؟؟ باعتقادي انه لا يوجد صراع عسكري كلاسيكي قديم بين القوى المتصارعة وانما هو لعب على وتر من شأنه قلب المعادلات لصالح القوي ضد الضعيف ..والوتر الوحيد الذي يحول المعادلة هو التقرب من القوى الاوربية التي تقود العالم حاليا كأمريكا وبريطانيا وروسيا فتلك الثلاث دول هي المحرك الاساسي للقوى في العراق فايران حليفة روسيا تدعم الشيعة بمساعدة روسية والسعودية حليفة امريكا تساند السُنة بمساعدة امريكية والكرد فهم لاعب الوسط بين الفريق السني والفريق الشيعي وهم مع الاقوى دائما كونهم اسسوا جسور قوية كعلاقات سياسية مع اوربا ... برأيي ان السعودية لا تجازف بخطوة نشر درع الجزيرة في العراق كون درع الجزيرة اصبح له صيت ذائع بعد دخوله الى البحرين ذات الاغلبية الشيعية لقمع الثورة الشعبية فيها ولكن هنالك مطالبات من مناصب سيادية عالية المستوى تدعوا لدخول قوات عربية للمشاركة في الحرب على داعش كما جاء على لسان نائب رئيس الجمهورية العراقي (( اياد علاوي )) في تصريحه لقناة العربية السعودية ونص التصريح كما هو (( إن القصف الجوي الأميركي على داعش سيكون مؤثرا لتحجيم التنظيم المتطرف، لكنه ليس كافيا لإنهاء وجوده في العراق، ويجب تدخل قوات خاصة من الدول العربية لحل الأزمة ,في اشارة منه الى قوات درع الجزيرة السعودية ...والسؤال الاهم هل درع الجزيرة بكل امكانياته قادر على مواجهة ايران عسكريا ان تطلب الامر ؟؟؟!!
كلابرأيي لايوجد مقارنة بين دولة تمتلك جيش مجهز ومطورتكنولوجيا وبين قوة صغيرة بالنسبة لإيران قد تكون خبرتها
القتالية متدنية الى ابعد الحدود..اذا في الختام اقول لا يوجد تدخل سعودي ولا ا ايراني عسكري وانما هو تدخل سياسي مخابراتي
حسام محمد حسين
العراق / ذي قار
8/5/2015
مواضيعكم جميلة
ردحذفhttp://trvianz.com/tx1/register.php?ref=93
http://trvianz.com/tx1/register.php?ref=6
http://trvianz.com/tx1/register.php?ref=7
http://trvianz.com/tx1/register.php?ref=5
http://trvianz.com/tx1/register.php?ref=105
http://trvianz.com/tx1/register.php?ref=106
http://trvianz.com/tx1/register.php?ref=107