السبت، 2 يناير 2016


أريد ان أمارس ثرثرتي على الورق
بصمت دون صوت
فهي ثقيلة 
الا على تلك الصحراء البيضاء
  وحدها من تحتمل كلماتي العفوية
أفضفض عليها آهاتي 
وأقص عليها قصصا من حياتي 
فتستمع لي دون ملل
فهي وحدها من تحتمل أناتي وزفراتي
وهي من تصغي لي دون مقاطعة
مع أنها خرساء الا إنها تستمع بإذعان
وكأنها تخاطبني بلسان فصيح
قل لي  ما يؤلمك فقلمك يمزق جلدي
ولا ضير أن أحمل همك ووجعك 
 فوق همي ووجعي
ملمسها الناعم كم خدشه قلمي 
المتعجرف
فلم تصرخ ولم تبدي إنزعاجا
حيث انها تعرف أني مستمتع 
فلا تفسد علي متعتي

كم أنتي كبيرة يا ورقتي الصغيرة
وكم أنتي رائعة أيتها البيضاء الأميرة
أحبك يا ورقتي 
 ليس سواك من يحتملني بصدق
دون أن يزجرني 

ثم أنك ايتها الورقة البيضاء 
كم جميلة 
حين أسود بياضك بحبر القلم 
كي تبدين اكثر جمالا 
وأناقة وتتلاقفك الأيادي 
وتتغزل بنظراتها لك العيون
وتحتفظ بشكلك الملطخ بسواد القلم 
كل ذاكرات العالم
كم انتي رائعة حين ينحني لك
 الجبابرة والعظماء والملوك والفقراء
ليكتبوا عليك
حيث انتي يا سيدتي الورقة 
بيضاء أنصع من قلوبنا السوداء
وأنتي أيتها البسيطة السمحاء 
تحملين كل ما لدينا من عناء
فأنتي صاحبة الأدباء 
وأنتي عشيقة الشعراء
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك