الاثنين، 8 يوليو 2013

البلد الذي تسكنه الحرية لا يسكنه الطغاة...مصر تتحرر وأعدائها الى مزابل التأريخ

حين خرج شعب مصر الأبي الصامد في يناير لإسقاط حكم مبارك اقسم ان لا يدخل البيوت حتى يسقط مبارك وفعلا سقط مبارك وانزاحت الكربة الجاثمة على صدور المصريين واستبشر الناس وانعقدت انتخابات واستقر الوضع نسبيا .الا انه للأسف التأخر في  الأداء الحكومي عن تنفيذ المشاريع وتنفيذ مطالب المصريين في ضل حكومة مرسي والإخفاقات الواضحة والتردي الملحوظ في الأداء الحكومي الفاشل للإخوان المسلمين انعكس سلبا على الشارع المصري  مع ازدياد البطالة والتردي الاقتصادي للبلد داخليا وخارجيا جعل الشعب يستعيد حساباته ثانيا ويقرر التغيير بعد ان اصبح مرسي والاخوان عقبة كؤود تجثم مرة اخرى على صدر هذا الشعب المسكين الذي لا يريد سوى أكل لقمة العيش بهدوء وامان مع توفير بعض مستلزمات الراحة التي تعتبر من حقوقه المشروعة كشعب يمتلك خيرات كباقي الشعوب في العالم وقرر الشعب التغيير  ونفذ الشعب تمردا كاسحا جاب جميع ساحات التحرير والصمود لم يشهد تاريخ مصر مثله ابدا ..شعب مصر الابي الذي لا يرضى بالظلم والاستبداد والتعدي على الحقوق يفاجئ العالم بثورة ثانية تعطي رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن مصر لم تعد مصر السابقة  ..مصر اليوم هي مصر الكلمة ومصر التمرد على الطغاة والمستبدين والظلمة مصر هي مصر الوقوف بوجه الانظمة التي تريد لهذا البلد حكما شموليا مستبدا لا يعرف الرأي والرأي الاخر ..مصر حين انتفظت على الاخوان وقبلها على حسني مبارك لفتت انظار العالم بأن هذا الشعب ليس من السهل أن تنطلي عليه خطط الاستكبار العالمي للهيمنة على سيادته وإن مصر وشعبها وجيشها هي قوة واحدة لا تتجزئ أمام اي عدو يريد الخراب لأهل هذا البلد الطيب ...
ولكن الكل يعرف الاخوان وسياستهم التي تريد لهذا البلد ان يتأخون على الاطلاق مع الغاء اي دين واي مذهب اخر لا ينتمي لفكر الأخوان فقامو بالاعتداء على اخوتنا المسيحيين المسالمين واعتدوا على المسلمين الشيعة واعتدو على كل شرائح المجتمع دينيا وثقافيا بل حتى الفن لم يسلم فأخذوا يطعنون بشرف الممثلات المصريات المتألقات اللاتي أبدعن في نقل ثقافة مصر وفنها الاصيل ...الإخوان المسلمين في مصر نقلو التطرف الديني الذي يمارسونه في المجتمع الى رأس السلطة ليمارسوه بحرية تامة وأخذو يتمادون في التطرف العلني ورأينا في قنواتهم التلفزيونية الفضائية كيف يحرضون على القتل والارهاب والتهديد العلني للمخالفين لسياساتهم فضلا عن التهديدات على المستوى الحكومي او الرضا عن التصريحات التطرفية من دعاتهم ضد الاخرين الذين يؤمنون بالاعتدال والمدنية والتعايش فانا رأيت بأم عيني احد دعاتهم يكفر المسيحين ويهدد المسلمين الشيعة بالقتل والتهجير ويصفهم بأوصاف ما انزل الله بها من سلطان  بمرأى ومسمع من الرئيس محمد مرسي الذي كان يجب عليه ان يقف بحزم ضد هذه التصريحات المخزية والتي لم يشهد تاريخ مصر العظيمة بمثلها ولكن الفضيحة تأتي أكبر للإخوان حين يقوم رئيس الدولة بنفسه بإلقاء نفس تصريحات الداعية وكأنه يفرغ عن لسانه ..في حين كان يجب على رئيس الدولة ان يلم الشمل لا أن يفرق بين الشعب ويفضل هذا على ذاك كونه ينتمي لنفس الفكر الذي ينتمي اليه ..اين الديمقراطية اذا ؟؟؟ الان انا اشعر بالحزن الشديد لأن مصر حكمها متخلفون لمدة سنة كاملة وحزنت الان اكثر لأني أرى البلد تمر بازمة سياسية وحكومية وشعبية وأنا الان ابكي لأن مصر تعاني هذا التمزق مع انني من اشد المتفائلين بعودة مصر المدنية المتحضرة ولكن الواقع الان يدمي القلب ويجعل العين تمطر دما كغيمة تمطر بالصيف تحت أشعة الشمس!! ...انا كعراقي فرحت لمصر تحررها رغم اني اعلم ان الاخوان الذين كانو يحلمون منذ عهد الرسول محمد (صلى الله عليه واله) بالحكم في مصر حكم شامل لن يسكتو عن هزيمتهم النكراء التي لقنها اياهم شعب مصر الأبي ويفكرون بالانتقام من هذا الشعب لأنه حرمهم متعة الحكم والسيطرة على نفوس وعقول وضمائر هذا الشعب الرائع ..فهم الان يفكرون بزهق ارواح الناس وسيستخدمون كل الطرق القمعية الارهابية بحق هذا الشعب ..ولن يستطيعوا ..فمصر ماضية للديمقراطية وستنتصر لا محالة ولكن الصبر والتروي وضبط النفس والسير بهدوء والتعقل هو المطلوب من الشعب وقياداته المدنية  لإتمام النجاح ..وأنا أنصح اخواني المصريين من سياسيين وشباب ونساء واطفال وكل شرائح المجتمع كافة بأن يدرسوا واقع العراق بعد التغيير ولا يتفاجئو بما سيرونه من خسائر بشرية ومادية ومعنوية كما شهدها العراق لأن الثورة الاولى ضد مبارك كان الاخوان فيها طرف يسعى للحكم فلم يحدث اي تعدي ارهابي اما في الثورة الثانية فإن الأخوان خصم للشعب والخصم يدبر كل حيلة للقضاء على خصمه ..ولأن الحرية نبتة اعتادت العيش على الدماء فإن امتلاكها لا بد ان يكون بدماء وتضحيات كأي بلد في العالم يريد أن ينعم بالحرية والاستقلال والعيش الكريم ...فنصيحتي هي تكاتفو يا شعب مصر فإنكم الأقوى تكاتفو فأنتم على صواب وإرادتكم هي من ستنتصر على كل الإرادات والأهواء الرخيصة انتم يا شعب مصر أسميتكم بشعب (ذي الثورتين) لأن النفوس الابية والعقول المتحررة التي في رؤوسكم لا يمكنها العيش بظل طاغية مستبد يريد أن يحكم بإسم الدين (والدين منه براء) كل الناس حسب دينه ومعتقده وفكره المتطرف المخزي..
اخيرا احيي هذا الشعب المناضل المكافح والمجاهد الذي وقف وقفة أثلجت صدور كل الاحرار في العالم وأعطت حافزا عملاقا للبلدان الاخرى ان تبدأ بالتمرد ضد من يريد في الارض فسادا وطغيانا ..وأن قلتها وبملئ فمي في كل المواقع الاجتماعية وبقناعة تامة  ..بعد ثورة مصر الاخيرة على الاخوان ومن قبلها ثورة يناير على مبارك ..(أصبح لا بد أن تدرس الحرية العربية في مصر)مصر مدرسة الحرية العربية ويحق لها هذا اللقب الكبير حيث لا بد من الوقوف لدراسة هذا الشعب الذي اسقط حكما دينيا متطرفا في غضون أربعة أيام بمساندة جيشه العظيم الأبي الذي أبى أن يسكت على مظالم شعبه ..
تحية إكبار لجيش مصر وشعبها ..تحية إجلال للمسيحين والمسلمين المعتدلين في مصر وللعلماء والمفكرين والمدنيين الذين ساهمو في تثقيف وتوعية الشعب ليصمد أمام طغيان التطرف الديني والسياسي في مصر

شعب مصر ذي الثورتين في عيوننا
حفظك الله يا مصر ..رعاك الله يامصر ..قلوبنا وضمائرنا معك يا أم الدنيا ...
وأقول في حق هذا الشعب العظيم ما جال في خاطري

إذا شعب مصر أراد الحياة ...فلابد للكون أن يستجيب
ولا بد لليل أن ينجلي ........كيما يجيئ صباح رحيب

حسام محمد
العراق
8_7_2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك