الاثنين، 15 يوليو 2013

مرسي كان بمثابة مكبر صوت لآراء وسياسيات المرشد في مصر أما الحاكم الفعلي لمصر فهو المرشد

هنالك الكثير من الذين لا يمتلكون شخصيات مستقلة في الحياة العامة فهم يعتمدون بخطواتهم في الحياة على اراء وقناعات غيرهم ممن هم اقوى منهم شخصية واكثر نفوذا واكثرا تأثيرا في الواقع ولكنَ هؤلاء رغم هذه الحالة السلبية لا يؤثرون الا على انفسهم ولكن حين تنعكس هذه الحالة السلبية المقيتة على شخصية رئيس دولة ستكون طامة كبرى وكارثة لا تحمد عقباها لان هذا الرئيس يحكم شعب كامل متعدد الطوائف والمذاهب الفكرية والدينية فعندما يكون غير مستقلا في اراءه وسياساته وتحركاته على ارض الواقع سيكون بمثابة مكبر صوت لا اكثر  لآراء غيره ممن قد لا يحسنون ادارة البلد بشكل سليم ..مرسي رئيس جمهورية مصر العربية كان هكذا .مرسي رجل لم يمارس الحكم سابقا وهذا طبيعي ولكن الغير طبيعي حين يكون مرسي واجهة او قناع لوجه اخر اسمه المرشد والغير طبيعي والشاذ سياسيا هو حين يكون مرسي اداة منفذة لإراداة جماعة تريد السيطرة على مصر بصورة شاملة وهذه الجماعة همها الوحيد ان تكون مصر على شاكلة واحدة يحكمها شخص واحد يعتبر اداة تنفيذية للجماعة التي تسيره.. انا هنا لا افتري على مرسي ولا ادعي ما ليس به لكنني انقل ما رأيته بأم عيني  ما شاهدته في احدى  المؤتمرات الصحفية لمرسي والمرشد وكان الاخير يلقن مرسي بعض الاجوبة والواضح على مرسي انه كان متقيدا بالاجابات ومرتبك خوفا ان يجيب بشيئ لا يرضي المرشد او الجماعة الحاكمة ..اي جماعة الاخوان المسلمين..فهل هذا رئيس يستحق ان يتسلم زمام بلد لا يمتلك رؤية مستقلة وواضحه يستطيع من خلالها ادارته اي (ادارة البلد)هل يمكن ان يبت هذا الرئيس بقرار من غير استشارة او بالاحرى اخذ اذن المرشد وموافقته؟ هل يستطيع مرسي ان يتخذ قرار بمفرده يراه مناسبا وصائبا من دون ان يأخذ موافقة المرشد والجماعة؟ ..وهل يمكن لمرسي الذي لا يتقن فن الحكم والادارة للبلد ان يتخذ سياسة خاصة به مجردة عن اراء المرشد الاخواني ؟لا يمكن ذلك فالمرشد هو من يقود البلد وهو من يصدر اوامره لمرسي وهو من يخطط لمصر مستقبلها المشؤوم تحت ظل قيادة الاخوان ..مرسي كان بمثابة ميكرفون اما المتكلم هو المرشد والمفكر هو المرشد والمقرر لسياسات البلد الداخلية والخارجية هو المرشد وهذا ما رأيناه في الواقع ولمسناه ..المرشد كان هو الكل بالكل وهذا مشابه لما يحصل في العراق فعندنا نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة ومدراء عاميين في الدوائر لا يستطيعون ان يخطون خطوة واحدة من دون اخذ اذن المرشد الديني للتيار او الحزب الذي ينتمون له والمرشد الديني هذا هو من يأمر الاعظاء بالاستقالة وهو من يعيدهم للعمل وهو من يأمر وينهي ويرسم المخططات اما البرلمانيين والوزراء والمدراء التابعين له هم منفذون فقط لا حول لهم ولا قوة ولا ارادة ولا رأي مستقل وواضح..فمرسي كان اداة تحقيق رغبات الجماعة الاخوانية التي كانت ترسم خطة أخونة مصر وجعل مصر إخوانية بلا منازع آخر وكأن مصر حين حكمها الإخوان اصبحت ملك شخصي للإخوان ..المرشد وجماعة الاخوان ارادو لمصر ان تصبح ملك شخصي لهم بما فيها من بشر وخيرات وطاقات واملاك عامة وكل ما يتعلق بمصر داخليا وخارجيا..ولكن الشعب الواعي المدرك تنبه لهذا وخرج بمليونيات كبيرة تطالب برحيل الاخوان ومرسي على حد سواء لأن الشعب ادرك ان الحاكم في مصر هو المرشد وجماعة الاخوان وليس مرسي فقط بل انا أأكد ان الشعب المصري كان يدرك بشدة ان مرسي كان اداة تحقيق رغبات الجماعة كما ذكرت قبل قليل ..المشكلة في هذا كله ان مرسي الذي يطالب بالشرعية الدستورية لم يدرك ولم يتنبه انه كان خارجا عن هذه الشرعية فالشعب لو سلمنا انه انتخب مرسي وانه صوت لمرسي رئيسا لمصر فلابد لمرسي ان يمشي في الحكم بإرادة الشعب كما فعل السيسي حين نزل لرغبة الشعب في 30 يونيو وعزل مرسي . وليس بإرادة الاخوان والمرشد وكان عليه ان يرى ما يراه الشعب المصري في تحديد سياسة البلد الداخلية والخارجية لا ما يراه المرشد والاخوان فمن هذا كان مرسي فاقدا للشرعية الحقيقية وناكثا للعهد الذي اخذه على نفسه من انه سيسهر لراحة الشعب ويسهر على تحقيق مطالب الشعب ..مرسي لم يحقق ما اخذه عهدا على نفسه بل تمادى في تحقيق رغبات جماعة الاخوان على مستوى عالي من السلطة وهو منصب رئيس جمهورية مصر ومن خلال هذا المنصب الرفيع المستوى اخذ يضرب كل اعداء الجماعة بيد من حديد مستغلا منصبه وقد استنتجتُ هذا من فيدو لأحد الدعاة الاسلاميين المنتمين لجماعة الاخوان وهو يقول ((ان مرسي اعطى الضوء الاخضر للقوات الامنية بأن تلقي القبض على كل من ينشر الفكر الشيعي الذي يعتبر مخالف لفكر جماعة الاخوان ونحن نشكر الرئيس لأنه خطا هذه الخطوة بمنع انتشار الفكر الشيعي في مصر)) فهل يمكن بعد هذا ان نعتبر مرسي رئيسا لجميع المصريين بمختلف مذاهبهم وطوائفهم الدينية والفكرية والسياسية؟ هل يمكن ان يكون رئيس مصر رئيسا للإخوان فقط واتباعهم ويحقق لهم ما يريدون دون الاخرين ؟هل هذا رئيس شرعي وهو يمارس ابشع حالات  الاقصاء بحق مخالفيه الذين لهم الحق بالعيش في الوطن الواحد الذي يجمعهم ونحن نعلم ان من اوعز لمرسي بأن يمنع انتشار فكر المخالفين لللإخوان هو المرشد والاخوان ولو امر المرشدُ الرئيس مرسي بأن يسمح للمذهب الشيعي ان يمارس حياته الطبيعية لأصدر مرسي اوامره بأن يسمح لهم بممارسة الحياة بصورة طبيعية من دون ان يعترضهم احد..أقولها وبصراحة تامة من غير لف ولا دوران وانا متابع للشأن المصري إبَّان حكم مرسي ..((ان مرسي لم يكن مطلقا رئيسا يمثل مصر انما كان رئيسا يمثل الإخوان فقط))..ولذلك قام الشعب الكبير في مصر بالاطاحة بالاخوان وكان الشعار واضح كلا لحكم المرشد ..اذا كانت مصر تحت حكم المرشد وأما مرسي المعزول كان قناعا صنع من اوراق صناديق الاقتراع يلبسه المرشد للسيطرة على مصر وأخونتها بشكل كامل ..

حسام محمد
العراق
15_7_2013





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك