التلقائية أو الأداء التلقائي في الأداء التمثيلي تعتبر من أهم مميزات الموهبة التمثيلية لدى الممثل الموهوب وهذه التلقائية إما ان تكون فطرية مغروسة في اللاوعي لدى الممثل أو تأتي نتيجة تدريب حثيث من قبل المخرجين للممثلين الذين يشرفون على تدريبهم قبل العمل وقبل الشروع به..
وهذه التلقائية في الأداء نادى بها (قسطنطين ستانسلافسكي) الذي يعتبر أبو الأداء التمثيلي الحديث وهو الذي أكد على أن يكون أداء الممثل أداءا تلقائيا من دون تصنع أو تكلف وتتلخص نظريته التي طرحها والتي لقيت ترحيبا واسعا بين الأوساط الفنية (بأن الممثل الناجح هو من يقوم بدوره بشكل تلقائي من دون أن يتظاهر بأنه يعمل عملا مطلوب منه او يشعر المتفرج بأنه يتصنع دوره بشكل ملفت للنظر_ وإنما يعتبر أن الممثل الذي يأدي دوره بشئ من التلقائية والإرتجالية _بالنسبة للاحاسيس والمشاعر التي يريد ان يظهرها الممثل للجمهور_ هو الممثل الناجح والمؤثر والذي يوصل الرسالة بشكل جيد جدا
أنا هنا لست بصدد شرح التلقائية بالشكل الإصطلاحي والفني ولست بصدد شرح ماهية التلقائية إنما أشرت لمعناها هنا بشكل مختصر لكي يفهم القارئ العزيز بأن ما أريد أن أطرحه بشان الممثل العراقي وضعف أدائه التلقائي إنما هو هذا المقصود وهي التلقائية بمعنى الأداء غير المتكلف والمتصنع من قبل الممثل.
فالممثل العراقي اليوم وخاصة جيل الشباب الذي يخرج على الشاشة أو يقف على خشبة المسرح يفتقر بشكل كبير جدا للتلقائية التي قصدتها هنا والتكلف في الأداء والتصنع واضح جدا على تقاسيم وجهه وتعابيرها ..وهذا للأسف الشديد هو بسبب عدم وجود الموهبة التمثيلية لدى الممثل أساسا أو عدم تدريب الممثل من قبل المخرجين وعدم تكليف الممثل نفسه بتدريب نفسه على أداء بعض المشاعر التي يجب ان تظهر بشكل تلقائي وارتجالي كالغضب والفرح والحزن والإنفعال وردة الفعل المفاجئة والعصف الذهني... والخ من الأدوات التمثيلية التي يجب على الممثل إتقانها بشكل جيد كي يخرج المتفرج من حالة الإدراك بالتمثيل الى حالة عدم الإدراك بأن هنالك عمل تمثيلي يقوم به ممثل أمام كاميرة أو على خشبة مسرح ..بعبارة أوضح أن الممثل بفضل أدائه المتقن والتلقائي سوف يجعل المتفرج يعيش أحداث المسرحية أو المسلسل كما لو أنها حدثت فعلا على أرض الواقع بمتعة أكبر وإندماج أكثر مع مجريات أحداث القصة وتفاصيلها ..فالتلقائية بهذا المعنى تفتقدها أنت كمشاهد غير متخصص في شخصية الممثل العراقي أحيانا.. ولا أدعي بأن كل الممثلين العراقيين يفتقرون لهذه التلقائية بل هنالك من الممثلين ممن يتمتعون بأداء تلقائي كبير جدا أمام الكامرة وعلى خشبة المسرح ويتمتعون بالإسترخاء الملحوظ. كالممثل القدير (جواد الشكرجي)و(سامي قفطان)و(مكي عواد)و(وهناء محمد ) و(طه علوان)و(والفنانة الكبيرة سليمة خضير ) وغيرهم الكثير من الجيل السابق ..أما عن سليمة خضيرهذه الفنانة التي كانت تمثل بكل إحساس وتلقائية عندما تمثل دور الأم الحنونة العاقلة والكبيرة كانت ترتجل مشاعرالأمومة كما لوأنها أم حقيقية للممثل الذي يمثل معها بدورالإبن بكل تفاصيل الإنفعالات والتأثر وحركات الوجه في الفرح والحزن بحيث تشعرك كمتفرج بأنك تشاهدها من خلال كوة صغيرة تطل على حياتها اليومية الإعتيادية وليس عبر شاشة أو مسرح...هذه التلقائية تفتقدها في شخصية بعض الممثلات العراقيات من جيل الشباب اليوم وللأسف الشديد تجد الكثير من المشاهدين يفضلون مشاهدة الدراما السورية والمصرية وحتى الخليجية بشكل كبير على الدراما العراقية والسبب هو ضعف الأداء التلقائي للممثل العراقي وعدم إيصاله للأحداث في المسلسل أو المسرحية بشكل مثير للمشاهد إضافة لبعض القصص لبعض الكتاب والمؤلفين الغير مؤثرة والتي لا تروي ضمأ المشاهد والتي أحيانا تكون إستنساخ لقصص مملة مطروحة لاكثر من مرة . كالقصص التي تتحدث عن الوضع في العراق والمآسي كالإرهاب والقتل والفقر ....والخ ..أضف الى ذلك النبرة الصوتية للمثل العراقي لمن لا يمتلك تلقائية في الأداء تكون نبرة جافة وخالية من الموسيقى المستساغة لأذن المتفرج والتي تخرج من دون إنفعال وتفاعل مع مجريات الحدث فكلنا يعرف نبرة الصوت عندما نكون بحالة غضب كيف تخرج أو عندما نسمع بخبر مفرح بصورة مفاجئة كيف يكون رد الفعل لدينا .وكيف تطغى مشاعر الفجئة والإنبهار على وجوهنا مع أنفاس مخنوقة تخرج مع صوت مرتبك وهي ما نسميه الشهقة عندما نرى من نحب وهو يدخل علينا بصورة مفاجئة .أو عندما نسمع خبر محزن بطريقة غير متوقعة كيف ستتغير ملامح وجوهنا ونبرة أصواتنا المكظمومة والمنكسرة .كل هذا يفتقده أداء بعض الممثلين العراقيين الغير تلقائي لهذه المشاعر أما المرونة الجسدية واللياقة فللاسف الشديد تجدها مفقودة بشكل تام أحيانا عند جميع الممثلين سواء كانو عراقين أو من مختلف بلدان العالم وأقصد البعض ممن أشرنا لهم والذين لا يمتلكون أدائا تلقائيا بصورة عامة .فالتدريب البدني مهم جدا وفي بعض دول العالم هناك معسكرات تدريب لياقة بدنية للممثلين مدعومة من الدولة لتحريك الجمود الراكد في جسد الممثل .. لا اريد أن اطيل على القارئ العزيز كي لا يشعر بالملل ولكن فقط أريد ان أأكد ان عزوف اكثر المشاهدين عن مشاهدة الدراما العراقية هو بسببب ضعف الأداء التلقائي عند الممثل العراقي
بقلم//حسام العبودي
العراق_ذي قار
وهذه التلقائية في الأداء نادى بها (قسطنطين ستانسلافسكي) الذي يعتبر أبو الأداء التمثيلي الحديث وهو الذي أكد على أن يكون أداء الممثل أداءا تلقائيا من دون تصنع أو تكلف وتتلخص نظريته التي طرحها والتي لقيت ترحيبا واسعا بين الأوساط الفنية (بأن الممثل الناجح هو من يقوم بدوره بشكل تلقائي من دون أن يتظاهر بأنه يعمل عملا مطلوب منه او يشعر المتفرج بأنه يتصنع دوره بشكل ملفت للنظر_ وإنما يعتبر أن الممثل الذي يأدي دوره بشئ من التلقائية والإرتجالية _بالنسبة للاحاسيس والمشاعر التي يريد ان يظهرها الممثل للجمهور_ هو الممثل الناجح والمؤثر والذي يوصل الرسالة بشكل جيد جدا
أنا هنا لست بصدد شرح التلقائية بالشكل الإصطلاحي والفني ولست بصدد شرح ماهية التلقائية إنما أشرت لمعناها هنا بشكل مختصر لكي يفهم القارئ العزيز بأن ما أريد أن أطرحه بشان الممثل العراقي وضعف أدائه التلقائي إنما هو هذا المقصود وهي التلقائية بمعنى الأداء غير المتكلف والمتصنع من قبل الممثل.
فالممثل العراقي اليوم وخاصة جيل الشباب الذي يخرج على الشاشة أو يقف على خشبة المسرح يفتقر بشكل كبير جدا للتلقائية التي قصدتها هنا والتكلف في الأداء والتصنع واضح جدا على تقاسيم وجهه وتعابيرها ..وهذا للأسف الشديد هو بسبب عدم وجود الموهبة التمثيلية لدى الممثل أساسا أو عدم تدريب الممثل من قبل المخرجين وعدم تكليف الممثل نفسه بتدريب نفسه على أداء بعض المشاعر التي يجب ان تظهر بشكل تلقائي وارتجالي كالغضب والفرح والحزن والإنفعال وردة الفعل المفاجئة والعصف الذهني... والخ من الأدوات التمثيلية التي يجب على الممثل إتقانها بشكل جيد كي يخرج المتفرج من حالة الإدراك بالتمثيل الى حالة عدم الإدراك بأن هنالك عمل تمثيلي يقوم به ممثل أمام كاميرة أو على خشبة مسرح ..بعبارة أوضح أن الممثل بفضل أدائه المتقن والتلقائي سوف يجعل المتفرج يعيش أحداث المسرحية أو المسلسل كما لو أنها حدثت فعلا على أرض الواقع بمتعة أكبر وإندماج أكثر مع مجريات أحداث القصة وتفاصيلها ..فالتلقائية بهذا المعنى تفتقدها أنت كمشاهد غير متخصص في شخصية الممثل العراقي أحيانا.. ولا أدعي بأن كل الممثلين العراقيين يفتقرون لهذه التلقائية بل هنالك من الممثلين ممن يتمتعون بأداء تلقائي كبير جدا أمام الكامرة وعلى خشبة المسرح ويتمتعون بالإسترخاء الملحوظ. كالممثل القدير (جواد الشكرجي)و(سامي قفطان)و(مكي عواد)و(وهناء محمد ) و(طه علوان)و(والفنانة الكبيرة سليمة خضير ) وغيرهم الكثير من الجيل السابق ..أما عن سليمة خضيرهذه الفنانة التي كانت تمثل بكل إحساس وتلقائية عندما تمثل دور الأم الحنونة العاقلة والكبيرة كانت ترتجل مشاعرالأمومة كما لوأنها أم حقيقية للممثل الذي يمثل معها بدورالإبن بكل تفاصيل الإنفعالات والتأثر وحركات الوجه في الفرح والحزن بحيث تشعرك كمتفرج بأنك تشاهدها من خلال كوة صغيرة تطل على حياتها اليومية الإعتيادية وليس عبر شاشة أو مسرح...هذه التلقائية تفتقدها في شخصية بعض الممثلات العراقيات من جيل الشباب اليوم وللأسف الشديد تجد الكثير من المشاهدين يفضلون مشاهدة الدراما السورية والمصرية وحتى الخليجية بشكل كبير على الدراما العراقية والسبب هو ضعف الأداء التلقائي للممثل العراقي وعدم إيصاله للأحداث في المسلسل أو المسرحية بشكل مثير للمشاهد إضافة لبعض القصص لبعض الكتاب والمؤلفين الغير مؤثرة والتي لا تروي ضمأ المشاهد والتي أحيانا تكون إستنساخ لقصص مملة مطروحة لاكثر من مرة . كالقصص التي تتحدث عن الوضع في العراق والمآسي كالإرهاب والقتل والفقر ....والخ ..أضف الى ذلك النبرة الصوتية للمثل العراقي لمن لا يمتلك تلقائية في الأداء تكون نبرة جافة وخالية من الموسيقى المستساغة لأذن المتفرج والتي تخرج من دون إنفعال وتفاعل مع مجريات الحدث فكلنا يعرف نبرة الصوت عندما نكون بحالة غضب كيف تخرج أو عندما نسمع بخبر مفرح بصورة مفاجئة كيف يكون رد الفعل لدينا .وكيف تطغى مشاعر الفجئة والإنبهار على وجوهنا مع أنفاس مخنوقة تخرج مع صوت مرتبك وهي ما نسميه الشهقة عندما نرى من نحب وهو يدخل علينا بصورة مفاجئة .أو عندما نسمع خبر محزن بطريقة غير متوقعة كيف ستتغير ملامح وجوهنا ونبرة أصواتنا المكظمومة والمنكسرة .كل هذا يفتقده أداء بعض الممثلين العراقيين الغير تلقائي لهذه المشاعر أما المرونة الجسدية واللياقة فللاسف الشديد تجدها مفقودة بشكل تام أحيانا عند جميع الممثلين سواء كانو عراقين أو من مختلف بلدان العالم وأقصد البعض ممن أشرنا لهم والذين لا يمتلكون أدائا تلقائيا بصورة عامة .فالتدريب البدني مهم جدا وفي بعض دول العالم هناك معسكرات تدريب لياقة بدنية للممثلين مدعومة من الدولة لتحريك الجمود الراكد في جسد الممثل .. لا اريد أن اطيل على القارئ العزيز كي لا يشعر بالملل ولكن فقط أريد ان أأكد ان عزوف اكثر المشاهدين عن مشاهدة الدراما العراقية هو بسببب ضعف الأداء التلقائي عند الممثل العراقي
بقلم//حسام العبودي
العراق_ذي قار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أكتب تعليقك وشاركني رأيك