إن المتتبع لما يجري في العراق منذ بدء تشريع قانون الانتخبات ولحد هذه اللحظة سيجد ان السياسيين المتصدين للسلطة يتبعون سياسة خاصة لا توجد في كل دول العالم المتحضرة ولعله حتى في بعض الدول العربية التي تحضى بشئ من التطور العمراني والاقتصادي نوعا ما ...وهذه السياسة هي سياسة كسب الناخب العراقي بطرق مخادعة دنيئة و هي لعبة مكشوفة وسافلة جدا تصل الى حد الانحطاط والتردي وهذه السياسة هي كما يلي ....
عندما يقترب موعد الانتخابات لمجلس النواب او انتخابات مجالس المحافظات ستشهد المحافظات موجة اعمار وبناء وتشييد لمعظم الدوائر والشوارع والابنية الحيوية والقطاعات الخدمية بشكل جدا ملفت للنظر وذلك قبل شهرين او اكثر من قرب موعد بدء الانتخابات حتى يشعر المواطن البسيط بأن هذه الحكومة هي حكومة فاعلة وتعمل بجد وهي الوحيدة التي تستحق ان تنتخب والنواب الحاليين هم افضل نواب والمحافظين الذين يقودون المحافظات هم الاجدر والحقيقة ان هؤلاء هم ثلة متدنية من السياسيين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الخاصة وجيوبهم وممتلكاتهم وعوائلهم...والا أين كانوا قبل ثلاث سنين من توليهم المناصب ولماذا لا يعملون بنفس الحماس الذي يعملون به قبل قرب الانتخابات ..ولماذا يتقربون للمواطن ويعقدون الندوات والاجتماعات ويستمعون لهموم المواطنين وشكاواهم وكأنهم يعيشون هم المواطن والحقيقة هي خلاف ذلك فالنائب العراقي لا يعرف من هو المواطن المسكين المعدوم المسلوب الحقوق الا عند اقتراب الانتخابات والمسؤول الحكومي لا يعرف العائلة العراقية ومعاناتها مع العيش الصعب الا حين تقترب الانتخابات والمحافظ لا يدري ماذا يأكل وماذا يشرب وكيف يحتمي من البرد ابن محافظته الا عندما تدنوا انتخابات مجالس المحافظات .والناس المساكين لا حول لهم ولا قوة ويصفقون ويهتفون لمجرد كلمات يقنعهم بها بعض السياسيين وبعض المحللين الذين تم شراء ضمائرهم من قبل هؤلاء السارقيين لحقوق الشعب ...لا ادري ماذا اقول هل تعلم ان بعض السياسيين يقومون بجولات تفقدية للأحياء السكنية الفقيرة والمعدومة ويعطون مبالغ زهيدة من أجل شراء اصوات الناخبيين والفقير الذي لا هم له سوى ان يشتري لقمة عيش لاطفاله وكسوة يحتمي بها من البرد وتستر عورته يعطي صوته بأقل ثمن لأنه ببساطة لا يعرف ما معنى صوت ولأنه اعتاد على اهمال الحكومة له فلم يعد يعرف ما معنى وجوده وقيمته فهو على هامش الحياة دائما سواء أن اعطى صوته او لم يعطي وهذه هي خططهم الدنيئة فهم يهملون الناس ويجعلوهم يشعرون بالاحباط والفقر والجوع . كي يأتوا بعد ذلك كمنقذين وابطال (كالذي يخنق ضحيته وبعدها يفرج عنها ويصبح صاحب فضل لانه اعطاها فرصة الحياة مجددا وتجد الضحية يشكر المجرم بدل ان يشتكي عليه لأنه سمح له ان يعيش دون ان يموت خنقا ) هذا هو واقع حال السياسي والحكومي العراقي يهمل الشعب ويجعله يعيش اسوء ايام حياته ويختنق بمعاناته وبعدها يأتي ليهتم به كي يشتري ذمته ويتسلط عليه من جديد وذلك قبل الإنتخابات دائما !!!والشعب للأسف يعيش حالةغباء مطبق فالهتافات والاناشيد بحق السياسيين لا تنقطع والتصفيق والإشادة لا تنتهي والسياسي يطمع اكثر واكثر.. فمتى يصحى الشعب على نفسه ويقف كما وقف ابناء مصر الذين قالو كلمتهم ورفضوا سياسات رعناء لا تمثل ارادتهم ومتى ينهض الشعب العراقي ويقول كلا يا سياسيين نحن لن ننتخبكم مجددا لأنكم لم تحققوا لنا عيشا كريما .ويجب ان يقول يا سياسييين اين وعودكم التي قطعتموها على انفسكم والأقسام الغليظة قبل الانتخابات..فالشعب الذي لا يقول كلا لحكومة تريد ان تسيره على ارادتها دون اعتراض لهو شعب ميت يتنفس الهواء فقط..
فالناخب العراقي للأسف يكرر نفس الاخطاء لمجرد وعود واهية لا تسمن ولا تغني من جوع من افواه السياسيين المتحيلين على عقول الشعب الفقير ...ثم أن هنالك حقائق عن السياسيين العراقيين يشيب لها الجنين مثلا عندما تكون عائلة لا تملك مدفئة لتحتمي من البرد ستجد ان السياسي الذي رشح نفسه للإنتخابات يذهب لتلك العائلة ويشتري صوتها مقابل ان يعطيهم مدفئة نفطية تحميهم من البرد ويأخذ عليهم الاقسام الغليظة بانهم لا ينتخبوا غيره والعائلة المسكينة لا تملك سوى ان تقسم بالله انها ستنتخبه ..وسياسي اخر يوزع غطاء في الشتاء اما في الصيف فالبعض يعطي للفقراء مبردات هواء وهناك من يعطي مبلغ عشرة الاف دينار لكل فرد فقير كي يصوت له بالانتخابات وهناك من يستخدم التهديد بحق من وعدوه بالتصويت مقابل مبلغ من المال لا بأس به يصل الى مئة الف دينار عراقي احيانا ...هل توجد دنائة اتعس من هذه الدنائة التي وصل اليها المرشح للأنتخابات في العراق ؟ والمشكلة الشعب لا زال يخدع بسهولة ...والخدمات لا تشهد تحسننا الا عند اقتراب موعد الانتخابات قبل عدة اشهر ..فالعراق يصبح جنة مؤقتة لمدة اشهر معدودة فقط ..وبعدها يعود كنار جهنم .اما عن بعض رجال الدين فللأسف الشديد يدعون الناس الى الانتخابات بشكل مقرف جدا مستخدمين الروحية الدينية النافذة بقلوب المواطنيين من قبيل حرمة التقاعس عن الاشتراك بالانتخابات والسبب بسيط ان الكتل التي ينتمون اليها هم من المشاركين بالانتخابات وهناك مصالح خاصة فيما بينهم ..فتجد بعض رجالات الدين كما يطلق عليهم يخوفون الناس بفتاوى ارهاب نفسي فمثلا يقولون للناخب المنتمي لهم والمعتقد بقدسيتهم بأن الذي لا يشارك بالانتخابات وخاصة انتخاب فلان وفلان فإن كل اعماله الدينية باطلة وغير مقبولة وربما يدخل النار وكأن هؤلاء المرشحين هم انبياء لا يخطأون فماذا بعد هذا الانحطاط هل يوجد انحطاط ارذل واقبح. وهل توجد قدسية للدين بعد ان لعب به بعض المنتمين له .الكلام كثير ويوجع القلب ولكن الضمير الحي لا بد ان ينطق كلمته ويقول رأيه بوضوح دون خوف او وجل فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ..يجب علينا كمواطنين عراقيين أن نقول كلمتنا كما قالها اخوتنا بمصر بكل قوة ويجب ان نخرج هاتفين بحقوقنا ومطالبين بها كي لا تضيع من جديد ...فأنا لا ادعوا الى مقاطعة الانتخابات بقدر ما ادعوا الى الانتخاب بصورة دقيقة وبعد تفحص وقراءة لتاريخ وسيرة المرشح كي لا نعيد الاخطاء من جديد وكي لا نندم على ما ارتكبناه بحق انفسنا كشعب وكدولة تريد ان تحيا حياة كريمة
حسام العبودي
العراق ...ذي قار
hussammy_1985@yahoo.com
تويتر
https://twitter.com/hussamy_1985
فيس بوك
https://www.facebook.com/hussammy
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أكتب تعليقك وشاركني رأيك