الجمعة، 7 ديسمبر 2012

السلطات العربية في وطننا العربي .. لازالت تعاني من أمية التعامل الموضوعي مع التظاهرات الاحتجاجية


لا زالت حكوماتنا العربية لا تفهم ولا تدرك كيف تتعامل مع التظاهرات الاحتجاجية ولا زالت امية التعامل تسيطر على عقول الافراد المتصدين للسلطة التنفيذية ..نحن نعيش اليوم عصر انفتاح وتطور ونعيش عصر الثقافات ولسنا نعيش في غابة قانونها الوحيد هو (القوي يأكل الضعيف) فهذا زمن ولى ولن يعود ابدا حيث الوعي الشبابي اليوم اصبح مدركا لما يدور حوله ولن تتكرر قضية التسليم الصامت المطلق لأمر الحكومة كما كنا نعيش سابقا فزمن السلطة الحاكمة والناس المحكومين بالسوط قد انتهى وولى الى حيث لا رجعة فاليوم هو زمن الثبات والمطالبة بالحقوق حتى تحقيقها ...للأسف لا زال النفس الدكتاتوري مسيطر على عقول الساسة في كل دول الوطن العربي في قضية التعامل مع التظاهرات المحتجة على الوضع الاقتصادي والسياسي والاداء الحكومي ........والخ . ففي العراق تجد السلطة تواجه المتظاهرين المحتجين على( نقص البطاقة التموينية التي هي غذاء الشعب الوحيد والخدمات الحياتية كالكهرباء والماء وتعمير الشوارع .وحقوق العمال والمتقاعدين والجيش والشرطة والقائمة تطول بالنواقص الخدمية )..بأقسى انواع المواجهات فتجد خراطيم الماء الحار والغازات المسيلة للدموع والضرب بالعصي .و.و.و. الخ من ممارسات قمعية من قبل السلطة ورجال شرطتها الذين يملؤون ساحات التظاهرات لقمعها قبل اندلاعها للتضييق على المتظاهرين ..واليوم نشاهد  الحكومات التي تدعي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والتي ولدت من رحم معاناة الشباب الثائر الذي صمد حتى تحقيق النصر .. تستخدم الاساليب القمعية مع الشعب الذي ضحى بليله ونهاره ولقمة عيشه وكل ما يملك من اجل ان يسقط حكومة ديكتاتورية حكمت البلد بقبضة من حديد ونار والتي لم تراعي الحقوق الانسانية لمواطنيها في مصر .وقد حققت الجماهير المصرية الثائرة  أمنيتها ورأوا  بأم اعينهم كيف تسقط وتتهاوى رجالات السلطة الديكتاتورية في مصر الحبيبة المجاهدة واندحروا وولت حقبة مظلمة حكمت مصر و التي سارت بها بدهاليز ظلماء لم تبصر النور ..واليوم يتكرر نفس السيناريوا ونفس القصة وكأن الدنيا تعيد نفسها والاحداث كما هي فنرى نفس القمع والاضطهاد والتعدي على حقوق المجتمع الشرعية بالمطالبة بحقوقها التي باتت مضيعة تحت ظل سلطة تريد ان تحكم بما ترتضيه هي دون المبالاة بمن تحكمه  وكأن الشعب عبيد لا إرادة لهم..نحن اليوم نمر بأزمة حقيقية وهي ازمة التعدي على المواطن الذي يريد ان يجني ثمار ما زرعه من تضحيات على ارض مصر ويريد للدماء التي سكبت ابان الثورة ان تروي عقول الناس بالتحرر والفكر والحوار وليس للرجوع للقمع وتكميم الافواه من جديد..مصر هي من الدول الابية وتمتلك شعب واعي ومثقف و لا ترضى ان تحكم من جديد من قبل حكومة تتعدى على ارواح المواطنيين بحجة الخروج على الرئيس الشرعي والتي تصف كل من يخرج عليها مطالبا بحقوقه المشروعة بالارهابي والمخرب  وبالتالي تقوم بقمعه بشكل لا انساني وغير قانوني اصلا ..مصر بشعبها الأبي لها الحق اليوم ان تقول كلمتها بكل قوة ويجب ان تحترم الحكومة مطالب الشعب مهما كانت حتى لو أراد هذا الشعب ان يستبدل الرئيس او الحكومة برمتها فهو عانى من اجل ان تقوم حكومة ديمقراطية تحكم الشعب على اساس الثقافة والوعي وتبادل الخبرات والسعي لتطوير الصناعات والانتاج وتشغيل اليد العاملة والطاقات الشبابية خدمة لمصرهذا البلد العريق وليس لقيام حكومة لا تراعي باقي الكيانات الاخرى التي تشترك في هذا البلد والتي صمدت ايضا بوجه السلطة الديكتاتورية ايام الثورة انذاك ...فالأمية التي يجب ان تمحى من عقول الساسة الامنيين في كل بلد عربي اليوم هي أمية التعامل مع التظاهرات التي يقوم بها ابناء الشعب بشكل سلمي ومشروع وتحت الضوابط العالمية للتظاهر والتعبير عن المطالب المشروعة ....التعدي على المواطنيين المتظاهرين في مصر حقيقة غير مقبول ويجب  أن يقف عند حده ويجب ان تصان الدماء الطاهرة للمصرين من مسلمين ومسيحين وغيرهم من الديانات في هذا البلد ويجب على الحكومة المصرية ان لا تتعامل مع المواطنين على اساس الانتماء الديني فمصر هي واحدة بكل اطيافها واديانها واعراقها هي مصر الوحدة ومصر التكاتف ومصر الاخوة ومصر الجهاد ..يجب ان تتعلم حكوماتنا في الوطن العربي سواء في مصر او في العراق او في تونس او ليبيا..او باقي دول الوطن العربي... كيف تتعامل مع المحتجين تعامل انساني مبتني على اساس التعايش السلمي والمواطنة وحقوق الاقليات والاديان الاخرى و حقوق التعبير عن الرأي وخاصة حقوق الانسان التي اصبحت اليوم معدومة في وطننا بسبب بعض الممارسات اللا إنسانية.نحن كشعوب عربية نريد ان نمارس حقنا في التظاهر ونريد ان نطالب بحقوقنا المشروعة ونريد ان نعيش حياة كريمة تضمن لنا حقوقنا وهذه مسؤولية الحكومات المتصدية للسلطة في اي بلد عربي ..ونحن عندما نقوم بالتظاهر فنحن نريد من حكوماتنا ان تلبي مطالبنا المشروعة لا ان تواجهنا بوابل من الرصاص الحي والقتل المتعمد والسحق في الشوارع وعمليات الخنق الجماعي والملاحقة الغير قانونية من قبل رجالات الامن والمخابرات والتي تصل الى خارج دولنا احيانا ..
ختاما اوجه تحية حب واكبار من بلدي العراق المظلوم الى شعب مصر الأبي الذي أبى ان يسكت عن حقه فخرج مطالبا بحقوقه المشروعة بكل ثبات وقوة وطاقة وعزم وارادة ..فتحية لمصر واهل مصر .. تحية حب لأبناء مصر من الاحرار ..وتحية حب لأبناء الديانة المسيحية  في مصر لوقوفهم الوقفة الحكيمة التي اعتاد المجتمع ان يشاهدها منهم من قبيل دعوة البابا تواضروس للحوار والحل السلمي للمشاكل الحادثة في البلد وكذلك تحية حب لكل مصري خرج يطالب بحقه المشروع دون خوف او وجل بل بكل جرأة وقوة وثبات وايمان بقضيته ..تحيا مصر وشعبها في نفوس الاحرار 

حسام العبودي
العراق..ذي قار
HUSSAMMY_1985@YAHOO.COM
تويتر
HUSSAMY_1985@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك