الجمعة، 12 أكتوبر 2012

أعظم مفهوم للرفق بالحيوان يمارسه الحسين _عليه السلام_ في أصعب ظروفه


أكتب بكل تجرد ومن دون اي انتماء الى اي طائفة أو اي فكر أو اي دين بل بكل انسلاخ عن كل انتماء وبكل موضوعية وعقلانية ووعي وإدراك شخصي من دون تدخل خارجي على مفاهيمي وقناعتي وأقول ان الشخص الذي ينادي بمفاهيم وشعارات وايديولوجيات ويمارسها على ارض الواقع مع ما يمر به من أزمات يكاد الجبل الشاهق أن يتدكدك لعظمتها وبكل روحية منفتحة ونفس مطمئنة وهادئة ودون ارتباك او تزعزع لهو أعظم كائن حي مهما كان دينه وعرقه وجنسه وانتمائه وفكره وإعتقداه واعتبره قدوة حية وواقعية لكل من يريد أن يحذو حذو التقدم والتطور الفكري والعلمي والعقلي بكل معاني الحداثة وبكل معاني الشمولية الفكرية الواقعية المصلحة التي تهدف الى انعاش بني البشر والأخذ بأيديهم الى بر الامان ...
قائد .جسد كل معاني الإنسانية والرحمة والإحتواء بنفسه الكبيرة العملاقة الصامدة الواقعية المنفتحة على جميع بني البشر دون ان يحسب لأنتمائات البشر من حساب عاملا بمقولة الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق _هذا القائد تجاوز همه بني الإنسان الذي يمثله ويتبناه وتعداه الى هم كبير لا ينقص شأنا عن هم الإنسان وهو هم الحيوان والرفق بالحيوان هذا القائد يحمل اسما عملاقا لا يكاد يوجد ثائر في العالم الا وقد عرف عن تفاصيل ثورته وحياته وسيرته التي تكللت بالنشهادة التي هي منى كل حر وشريف يأبى الظلم والاضطهاد من قبل السلطات الحاكمة على بني البشر المستضعفون
هذا القائد إسمه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
من لا يعرف من الحسين وهل يوجد قائد في العالم من مختلف الخلفيات والأعراق لم يسمع بإسم الحسين هذا الرجل العظيم الذي جمع بثورته كل افراد المجتمع وشرائحه وطبقاته بداية من الرضيع وحتى الشيخ الطاعن بالسن مرورا بالشباب والكهولة والخ وبكل المستويات والطبقات فالغني والفقير والسيد والعبد والوضيع والشريف كل له حصة من قلب الحسين لأنه يعرف بأن ثورته شاملة وعامة
هنالك الكثير من الجمعيات والمنظمات الحكومية واللاحكومية والرسمية واللارسمة والنفعية واللانفعية ودينية ولا دينية  والخ تهتم بمفهوم الرفق بالحيوان  وتعتبره من بعد مفهوم حقوق الانسان مباشرة لما له من أهمية
هذه الجمعيات والمنظمات بكل مستوياتها وكل خلفياتها وكل اعمالها وكل مفاهيمها وقوانينها تجسدت في شخصية الحسين القائد الثوري العظيم الذي حطم بدمائه إمبراطورية قد تناطح في زمانها إمبراطوريات عالمية لها ثقلها
موقف من مواقف عاشوراء التي جرت على شخصية الحسين والتي لا يمكن للتأريخ والمنصف أن يتجاوزها  أو ينساها او يتجاهلها
مع ما جرى على الحسين من قتل اولاده واخوته واطفاله ورضيعه ومع ما به من تعب الحرب والحر والأطفال والنساء والهموم والغموم لم يتجاهل او يتناسا او يتثاقل من ممارساته الواقعية للمفاهيم الربانية التي خرج من أجلها والتي يريد بكل ما اؤوتي من قوة ان يمارسها على ارض الواقع سواء أتحققت في حياته أو بعد استشهاده
هو مفهوم الرفق بالحيوان ففي ظهيرة عاشوراء وكان اعدائه قد عزمو على المضي قدما في قتله وقطع رأسه وتسليمه للسلطة الحاكمة في الشام وذلك بعد مقتل كل من معه وبعد أن تيقن بانه راحل الى ربه لا محال ذهب الى المشرعة وهي مكان يشرب منه الماء على الشاطئ ليروي كبده الضامي من العطش من بعد ثلاثة ايام قضاها عطشان ضمئان مع اهل بيته واخوته واطفاله
استلم المشرعة وكان قد امتطى فرسه الميمونة وعندما نزل ليغترف غرفه التفت الى فرسه وقال له _أنت عطشان وأنا عطشان ولا أشرب حتى تشرب _أقسم عليكم بكل مقدس عندكم أي قائد عسكري يلتفت هذه الألتفاتة ويخاطب فرسه ويقول له هذا الكلام ويقدمه على نفسه ويشعر بعطشه ولم يتجاهله رغم كل ما به من عناء وتعب وعطش .. أي قائد عسكري لم تشغله الحرب ولم يكترث لها ولا لهمومه ولا حزنه ويلتفت الى فرسه التي تحمله ليسقيها ماءا قبل ان يسقي نفسه أي مفهوم أكبر من هذا المفهوم الإنساني الذي يجسده قائد عسكري ميداني يحمل قضية أمة عريقة لكنه لم ينس الحيوان بل ويهتم به اشد اهتمام لانه يشعر بأن هذا الحيوان هو روح ونفس ومشاعر ان كل المفاهيم التي تبنتها كل منظمات حقوق الحيوان والجمعيات اختزلت بهذا المفهوم البسيط الواضح والذي يعني الكثير والكثير لمن يريد أن يتعمق فلو درسنا اجواء هذه الجملة التي قالها الحسين لفرسه لعرفنا قيمة هذا الطرح الانساني الذي مارسه الحسين في ظهيرة العاشر من محرم الحرام الذي يعد مدرسة الاجيال الثورية الحرة فالحسين ظرب مثلا عملاقا لا يجاريه مثل اخر وهو ان الحيوان له اهمية وقيمة وله مكانة لكونه كائن حي يحيى بحياة الانسان ويرافقه ومن قبل هذا كله فقد اهتم القرآن بالحيوان وذكره في جميع المناسبات وأسمى سورا كاملة بأسماء الحيوانات ابتداءا من النحل والعنكبوت والفيل والنمل والخ من غير الآيات التي تبين مصاحبة الانبياء لبعض الحيوانات من قبيل قصة الهدهد وسليمان وصالح والناقة ويونس والحوت والخ وكذلك كل الاديان السماوية وليس فقط الاسلام تنادي بالرفق بالحيوان وتعطي اجرا اخرويا كنتيجة مترتبة على العمل الصالح الذي يقوم به الانسان من الرفق بالحيوان وحتى النبات وكل ما ينفع البشر فالحسين بقوله لفرسه _انت عطشان وانا عطشان ولا اشرب حتى تشرب _ اختصر كل المفاهيم الدينية واللادينية بكل مستوياتها لأننا قلنا ان اجواء هذه الجملة لم تكن اجواء رخاء أو أجواء تنظير فقط بل كانت اجواء تطبيق المفاهيم واجواء تعتبر المحك الأصلي لبيان حقيقة المتصدي والقائل بتلك المفاهيم
فالسلام على الانسان الذي يحمل قضية الرفق بالحيوان الى جانب قضية حقوق الانسان من دون تفريق بل بكل مساواة من باب المفهوم والتطبيق
واخرا وليس اخيرا اقول ان اي قائد يحمل بداخله هكذا روح سواء كان الحسين او غيره  فإنه يستحق منا ان نقف له وقفة إجلال وإكبار لما يطبقه من مفاهيم ربانية وانسانية حقيقية وواقعية على ارض الواقع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك