دعيني أقبل نعليك
أ هكذا يجازيك الزمن بل أهل الزمن ..كم تعبتي كم بنيتي كم ربيتي وعندما كبرتي رميتي على قارعة الطريق تنتظرين من يملؤ لك هذا الاناء الذي أمامك طعاما .أماه ترى كم أطعمتي بيدك هذه المباركة كم سقيتي كم ربتي على أكتاف أطفال حتى كبرو وصغار حتى شبوا وشبابا حتى شابو ..أماه هذه عبائتك الرثة كم احتويتي بها أجيالا مرت عليك وكم لاذ بها أطفال كان يطاردهم الزمن وكم احتويتي بداخل قلبك ايتاما ...أبعد عمر طويل وقد باض شعر رأسك وإمتلئ شيبا تجلسين على الأحجار من دون فراش وأنتي كنتي تفترشين قلبك حنانا وعطفا أهكذا رموك يا سيدة الحنان أهكذا عاملوك يا سيدة الكون ...دعيني أماه يا سيدتي أقبل نعلك هذا الذي من حيائه تشابك مع أخيه مختبئا عن نواظر الزمن لأن كبرياء نعلك سيدتي أميرتي ملكتي أمي وحبيبتي يأبى أن يخضع ولكن القدر ...آه من القدر آه ثم آه ثم آه من القدر ..أماه دعيني أقف أمامك لأأخذ لك تحية إجلال وإكبار لعفتك وطهارتك ومحافضتك على شرفك ولملمتك لعبائتك على جسدك رغم حالتك الرثة البسيطة ورغم كبر سنك ولكن شموخ الأنثى الأميرة لازال يداعب إحساسك وضميرك وقلبك المتوقد بنور العفاف..ليتني كنت أرضا علي تجلسين ليتني كنت جدارا علي تتكأين ليتني كنت هواءا أبرد جسمك في حر الهجير ليتني كنت سماء كي أمطر في إنائك ماءا منه تشربين .فديتك أماه بنفسي وروحي ولك قلبي رخيصا أمام عظمة أصلك ومنبعك يا شرف الأمة العربية التي تركتك هاهنا على قارعة طريق متروك يا تاج رأس الأنظمة العربية التي أضاعتك فأضاعت أصلها...........
ختاما دعيني أقبل قدميك .
دعيني أقبل رأسك
دعيني أنام على يدك
دعيني ..دعيني ..دعيني
أتمسح بنعالك البسيط بوجهي ليمتلئ نورا وعظمة وعطاءا
خادمك يا ملكتي وولدك الذي لم تلديه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أكتب تعليقك وشاركني رأيك