الخميس، 11 أكتوبر 2012

عيادة طبيب أم وكر إرهابي ؟!

الطبيب مهما كان جنسه وعرقه هو يد بيضاء تمسح على جروح المرضى لتشفيها

أريد  أن أطرح في هذه الوقفة القصيرة احدى السلبيات التي يعاني منها الشارع العراقي معاناة تصل الى حالة المأساوية احيانا وأحيانا أستطيع ان اصفها باللاإنسانية وهي مسألة الفشل الطبي الذريع والفاضح في العراق فالطبيب الذي يعرف بأكثر الناس انسانية وتعاطفا وشفقة يتحول اليوم وفي وقتنا الحاضر تحديدا الى قصاب في مجزرة اسمها العيادة هذا المكان الذي أصبح منبع الإرهاب النفسي للمواطن المريض الذي يبحث عن علاج يشفيه ويخفف المه وأوجاعه فيصدم بكارثة إنسانية لا تخطر على باله ابدا..من بداية دخوله للعيادة الى حين خروجه منها وهو مكلل بالفشل والحيرة والإضطراب وعدم الرضا ..لماذا الطب في العراق أخذ ينحدر انحدارا واضحا ويتدنى تدنيا ملموسا وفاضحا لماذا مهنة الطبابة هذه المهنة التي تمتلك أكبر حصة من المبادئ السامية والراقية التي تشعر الانسان بأنه مكرم ومحترم وفق كل الدساتير والأنظمة والآيديولوجيات المعقدةوالبسيطة ؟؟لماذا الطبيب في العراق لم يحترم العهد والموثق الانساني والديني الذي عاهد عليه ربه وضميره ؟سأعرض عليكم سادتي القراء انموذجا واحدا فقط من تدني وإنحطاط بعض الأطباء والطبيبات وأأكد _بعض_وليس _كل_
حالة معروفة في الأوساط الشعبية وعاشها أغلب العراقيين ولمسوها بشكل مثير للدهشة والإستغراب والذهول وهي كما يلي ..إستعد عزيزي القارئ للقصف الجوي الذي سأقصف به سمعك وأرجو أن لا تذهل وترتعب إن كنت في بلد لا يمتلك أطبائه هكذا نوع من الحقارة إن صح التعبير ..
 عندما تصاب كفرد عراقي بحالة مرضية كأي فرد في أي بلد آخر أول شيئ تفكر به هو الذهاب الى المستشفى ذلك البيت الوحيد الذي يضم بداخله عائلة متكاملة من المرضى من كل الاجناس والأعراق والأعمار والخ ... ولكنك ستذهب حتما لإستشارية صاحب الاختصاص الذي يعنيه مرضك كإختصاص متعمق فيه وعندما تدخل الإستشارية أي غرفة الطبيب صاحب الاختصاص في المرض الفلاني .ستجد العجب العجاب
1_المكان ممتلئ ومكتظ بالمراجعين مع ضيق المكان من دون أي وسائل تكييف أو تفريغ للهواء اضافة الى قباحة منظر المكان وقدمه وبعثرته والخ..
2_الطبيب مزاجه مكفهر وبشع لا تستطيع النظر الى وجهه أو تكلمه الا بعد أن تكون قد قرأت أية الكرسي او المعوذات .وذلك بسبب كثرة المراجعين
3_عندما تنفرج الغمة والزحمة ويأتي دورك ستجد أن نفسيتك تضطرب وتتمنى لو أنك لم تزر الطبيب او المستشفى وتفضل ان تبقى مريضا تتحمل ألم جسدك ولا تتعرض الى الم نفسي وصدمة .وذلك بسبب فظاظة الطبيب وتعامله بشكل يشعرك بأنك في مكان تحقيق أو دائرة أمن .وأكرر بعض الأطباء وليس الكل .أرجوك إحفظها مع كل مقطع أكتبه..
فعندما تقترب من الطبيب يسألك بماذا تشعر ماهو مرضك ._سيدي الطبيب أنا مواطن عادي ولست طبيبا ومختصا لأعرف مابي ولكن اخبرك بالألم فقط وما أعاني منه_للأسف اكثر الاطباء لا يكلف نفسه بفحصك بشكل دقيق فتجده يضع سماعته الطبية في رقبته من دون ان يعرف هل تعمل بصورة جيدة او لا .ويريد منك ان تشخص له مرضك وتخبره ماهي الاسباب و و و الخ ويريد ان يعرف مرضك دون عناء اوتكليف لنفسه أبدا بالفحص والمتابعة.
4_ الفحص في الإستشارية الطبية في المستشفى يجري على يد طبيبنا الموقر بشكل فوضوي مجرد تمثيل حركات امام المراجع توحي له بان الطبيب يفحصه بشكل جيد والحقيقة العكس تماما..وفي نهاية الفحص تخرج النتيجة .ليس فيك اي شئ أعراض بسيطة غير مخيفة مجرد خذ هذا الدواء وانت تتحسن ولكن راجعني للعيادة عصرا ..هذا كلام طبيبنا بعد الفحص مع ورقة فيها نوعين فقط من العلاج تأخذها من صيدلية المشفى ..وآخر دعوانا أن الحمد لله _ربحنا والله وبنينا بلدنا_
___    _________     __________        ____       _____     _______
الأطباء الإنسانيون هم فقط من يستحقون الإحترام والتقدير

في بلد يكون أطبائه (رسل السلام والرحمة والعطف والانسانية )بهذا المستوى ماذا تأخذ عنه إنطباع للعلم أنا لم أبتدئ بصلب الموضوع  لحد هذه اللحظة ..هذا مجرد وصف عام لتعامل الأطباء مع المرضى في المستشفيات الحكومية .....إنتظر سأبدأ بالقصف ....إستعد
___________ ___________
هل تعلم بأن هذا الطبيب الموقر ذاته يتحول 180 درجة  في العيادة الخاصة  ويصبح كائنا انسانيا بما للكلمة من معنى
 __________   ___________

بشاشة وجه الطبيب أقوى علاج عرفه الطب
عندما تذهب لنفس الطبيب (المتثاقل في المستشفى العام الحكومي)الى عيادته الخاصة ستجد غير المكان وغير النفسية وغير الوسائل وغير الجوء الذي عشته في المشفى العام الحكومي ..فتجد المكان مرتب ونظيف والعطور طيبة والمراجعين قليلين والتكييف والتفريغ الهوائي يعمل بصورة جدا رائعة وممتازة والسبب لانها عيادة الطبيب الخاصة التي بناها بتعب وعرق جبين الفقراء بسلخ جلودهم وتعريتهم على الارصفة في الصباح ينتظرون من يشفق عليهم بعمل ما يكسبو منه لقمة العيش الشريفة واقصد بهم العمال البسطاء الذين يقومون بكفالة عوائلهم_هذا الطبيب في عيادته الخاصة هو أب وأخ رحيم يحمل كل الوداعة والأسلوب الجميل والمودة فقط لأنك قمت بزيارة عيادته وراجعته لتشفى من مرضك وهو نفسه مكفهر الوجه في المشفى الحكومي وهو نفسه المنزعج هناك .كل مافي الأمر ان الطبيب الفلاني في عيادته سينهبك ويقرعك ولا يبقي لك شيئ من النقود تعود به لأهلك أو تحمل به لهم شيئا من الفاكهة .اننا نعيش حقا في غابة عميقة مع وحوش يطلق عليهم أطباء .لماذا يا عزيزي الطبيب تأمر المريض بأن يأتيك للعيادة عندما يزورك في المستشفى وتعامله معاملة لا تليق حتى بالحيوان والجماد لتجبره ان يأتي لعيادتك لكي يدفع لك أكثر مما تأخذه كراتب شهري في مشفاك الحكومي
هل تعلم عزيزي القارئ بأن التحليل في المختبر الفلاني الذي لا ينتمي اليه الطبيب الفلاني ليس بصحيح والشرط الوحيد لكي يجعل الطبيب يعترف بالتحليل هو ان تذهب وتحلل عند المختبر الذي تعاقد معه الطبيب الفلاني الذي زرته في عيادته وعندما تذهب للمختبر الموصى به من قبل الطبيب تجد نفس التحليل ونفس النتيجة من دون زيادة او نقصان وكأنها ورقة مستنسخة من التحليل السابق الذي اجريته في المستشفى او اجريته على حسابك الخاص في مختبر اخر .فقط ليستنزف أموالك لكي يبني بها بيتا فخما أو يشتري بها مركبة حديثة للتفاخر بين اقرانه من الاطباء .هذا بالاضافة الى تذكرة الدخول الى العيادة والتي تكلفك 25000  الف دينار عراقي على اقل تقدير وهناك عيادات تصل الى مبلغ 50000 الف دينار عراقي  هذه تذكرة دخول فقط من غيرالتحليل والفحص فضلا عن العلاج الذي يكتبه لك الطبيب وشرط ان تأخذه من الصيدلية الفلانية التي يوصيك بها طبيبك وإن لا سامح الله اشتريت العلاج من صيدلية اخرى فإن مرضك لا يطيب وسيقول لك الطبيب هذا العلاج لا ينفع ابدا أرجعه واتني بالعلاج من الصيدلية التي امرتك بها وطبعا هذا يجري بأسلوب مزعج جدا ..وهو نفس العلاج من دون اي اختلاف ولكن الطبيب لا يعترف به لأن الصيدلية غير صيدليته الخاصة اوالتي تعاقد معها والتي بالنتيجة سيكسب من وراءها أموالا كثيرة بسبب ارساله للمراجعين لتلك الصيدلية نعم هذا هو حالنا ووضعنا أصبح الطب مهنة الجشعيين والطماعيين والمحتاليين ..تصور لو انك قلت للطبيب إني راجعت طبيب قبلك ماذا تتوقع ان يفعل .سيرمي بأوراقك بوجهك ويقول لك اذا..كنت راجعت قبلي طبيب فلماذا اتيت الي اذهب لطبيبك القديم لينفعك ويطردك شر طردة ..لا بل تصور انك قلت له انا راجعت الطبيب الفلاني وقال لي كذا وكذا .ماذا ستتوقع الرد ..سيقول لك الطبيب .يا أخي لماذا تذهب لهذا الطبيب وذاك  فهو لا يفهم ولا يعرف أن يشخص ... عزيزي هؤلاء اطباء لا يفهمون بالمهنة ولا يعرفون التشخيص وينهال عليه بأبشع الشتائم والسباب والتجريح والخ وكأنه عدو لدود وليس زميل في المهنة الانسانية  ...أ بعد هذا التسافل يوجد تسافل اذا كان الطبيب  هذا وضعه فما بالك بالإختصاصات الاخرى كيف سيكون وضعهم وكيف سيكون حالهم ..أين الانسانية يا أطباء العراق الى متى تبنون القصور وتشترون السيارات الفارهة والمزارع والخ  بكد وتعب الفقراء الذي يعملون ليل نهار لتوفير لقمة عيش لعوائلهم وأطفالهم المساكين .لماذا هذا الجشع اين العهود والمواثيق التي اخذتموها على انفسكم من انكم ستحترمون قواعد المهنة الإنسانية وتتعاملون بكل مهنية وانسانية مع المرضى دون النظر الى خلفياتهم الإجتماعية والإقتصادية والعرقية والطائفية والفكرية .........

الأطباء جنود أوفياء يحملون أسلحتهم للدفاع عن صحة الإنسان


نعم هنالك اطباء بمنتهى الانسانية والرقي هنالك اطباء ربانيون إن صح التعبير فهم يد الله الرحيمة في الارض ونحن نعرفهم ويعدون بالأصابع فمنهم من يخصص يوم في عيادته لعلاج الفقراء مجانا فقط مقابل أن ترفع يدك بالدعاء له بحسن العاقبة ومنهم من يخفظ الاجور الى اجور رمزية جدا رخيصة لمساعدة الناس وهذه النماذج من الاطباء حقيقة يجب أن نأخذ لهم تحية عسكرية تليق بمقامهم الإنساني

تحية عسكرية تملئها التقدير والإحترام لكل طبيب يحمل الإنسانية تحت طيات ضميره الحي 
.                                                                         ____
ولكن كثرة الأطباء الجشعين والمتحيلين والمشبوهين قدأضاعت جهود هؤلاء الخيرين والطيبين من الأطباء الإنسانيين
فيجب على شريحة الأطباء والعاملين في مجال الطب بكل أصنافهم ان يرجعو الى فطرتهم وينظرو للإنسان على انه أمانة الله في أعناقهم وينظروا في كلمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على نبينا وعليه أفضل الصلوات حين قال


الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق _
الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق__متى نعي ذلك

فإذا لم نكن يا أطبائنا الأعزاء أخوة لكم في الدين فانظرو الينا كنظراء لكم في الخلق نعاني بنفس ماتعانون منه ونشعر بنفس ماتشعرون به فنحن أجساد مثلكم وأرواح مثلكم فإرحمونا الله يرحمكم ويسددكم ويكتبكم من الذين يعملون الصالحات ولا تكون ادوات بيد ابليس اللعين

وتذكروا يأطبائنا
_ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا_
صدق الله العلي العظيم

 المتعلم..حسام العبودي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك