الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

اسقاطات من الواقع المرير_الصراحة مع الذات

اسقاطات من الواقع المرير
يوميا اناقش واجادل واستميت في الدفاع عن نفسي وأجعل لها حصنا قويا من الانتقادات ولا اسمح أبدا لأي أحد أن يصفني بوصف مهين .لكن كل هذا يستنزف مني طاقات جدالية ونقاشية مع النفس .استفسارت أسئلة مناقشات مع الذات .لماذا.. ولأي شئ ..من...ما ...عن أي شئ ... كل هذه الادوات الاستفهامية والجدالية .وهكذا استفسارات وأسألة مع النفس أهلكتني .لماذ ينتقدني البعض لماذا يحاول البعض اهانتي ..؟واخيرا وجدت عقدة المشكلة هي اسقاطاتي على الاخرين نعم هي نلك المشكلة المريرة .دائما اسقط نقصي وتفاهتي على الاخرين .لم ارى شخصا في حياتي حتى لو كان سيد المبدعين الا وصببت فوق رأسه آلاف النقوصات والعيوب .غبي .جاهل .تافه .فاسق .منحط.الخ .لم يسلم احد من اتهاماتي لم أعرف السبب في وقتها لماذا اتهم الناس هكذا ولماذا اشعر بالضيق اذا رأيت متفوقا .صحوت في صباح احد الايام على خبر شخص متفوق .بمجرد ان نضرت ال
يه استخرجت عشرات النواقص الجسدية في هذا الشخص وانزعجت ورحت اتهمه بالرذائل ولكن فجئة شعرت بتأنيب الضمير لماذا اتهمت هذا الناجح المتفوق ولماذا اصفه بالغباء والرذائل .مشيت قليلا .فوجدت نفسي محاط بهالة من الأسئلة الذاتية .هل انا افضل منه .هل تفوقت في يوم من الايام بنصف تفوقه .هل انا ذكي وناجح ...سقطت على الارض بحثا عن اجابات لم اجد جوابا واحدا ايجابيا .فعرفت انني .كنت اسقط صفاتي الحقيقية على الاخرين هروبا مني ومن ذاتي ومن نفسي التي ارهقتني بحقيقتها التافهة .نعم كان كلامي على الشاب المتفوق هو وصف لحالتي انا وحقيقتي انا .أنا الجاهل والغبي والمنحط والفاشل .لكن كنت ارمي بهذه الحقائق على غيري هروبا من المي النفسي .هذه اسقاطاتي النفسية من واقعي المرير الذي اعيشه .نعم هنا مربط الفرس .نحن نسقط اعمالنا ونقوصاتنا وتفاهاتنا على الاخرين ونصفهم بها لنهرب من ذواتنا .علينا ان نعي هذه الحقيقة يجب ان نكمل انفسنا ونعالج اخطئها قبل ان نسقطها على الاخرين المتفوقين والناجحين ولنقتدي بهم بدل ان نتهمهم ونكرههم .هذا معنى من معاني الاسقاطات النفسية .يجب ان نصارح انفسنا لكي نرتاح من عراكها وجدالها ونريح من حولنا بفهم ذواتنا وقدرها
حسام العبودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك