الأحد، 21 أكتوبر 2012

حب قبل الولادة

في منتصف الليل وعندما كانت النجوم بارزة والقمر في قمة صعوده والليل ليل شتوي فيه برد يكاد أن يكون سفاحا لمن لا يملك غطاءا يحميه من البرد ..قررنا أن نأتي سويا فطرقنا بابين كنا نعيش خلفهما ..كنت أسمعك وتسمعيني وأتحدث معك وتتحدثين معي وكنا مستمتعين تسعة أشهر لا نعرف سوى الحب والعشق في بيتين منفصلين .ولكن أفواهنا إحتاجت لأن تنطق فصرخنا وضربنا بطون أمهاتنا بأرجلنا أي أخرجونا فماعدنا نحتمل حبا في البطونا _فسمعنا صرخات أمرأتين ينادين يا الله أنقذنا وعلينا يا الهي سهل الولادة وفرحنا في أننا سنتنفس الهواء حيث سيكون أول خروجنا هو أن أنطق بأسمك وأن تنطقين بأسمي كما في بطون أمهاتنا تعاهدنا..وحقا ولدنا وخرجنا وتنفسنا هواء الدنيا ولأول مرة رأيت وجهك من دون حواجز .فرقدنا في المشفى ونحن غير مرضى ولكن للرعاية والحماية والغذاء .وعندما رأيت ملامح وجهك وقسماته الملائكية الهادئة جن جنوني وهمت في كاروكي  أي سريري الصغير






 أتقلب يمينا وشمالا كيف لي أن أصبر عنك وعن فراقك إن شاء القدر وصرفت النظر وفكرت في الأمر الواقع وتركت القدر لرب البشر فهو أعلم وأحكم في شؤون عباده ..وهو أبصر ...نمنا سويا في كاروكيين منفصلين ولم يفصلو قلبينا حيث كنا متلاحمين جدا في النظرات في الهمسات في الزفرات وحتى في الصرخات وفي الالام وفي كل شئ ...وكبرنا وعرفنا كل تفاصيل الحياة لكن لم نتعلم أن نحب بعضنا لأننا من قبل أن نولد كنا لبعض عاشقين ومحبين وولهين ومعجبين وذائبين في نفسينا وروحينا وقلبينا وفي النهاية تلاحمت جسدينا ...حبك يا حبيبتي قبل ساعة ولادتي ولد في قلبي _وبعد أن ولدتِ ولد بقلبي مرتين_مرة لك ومرة لي وكلاهما بالنتيجة لنا نحن الأثنين .....فأرجوك لا تتأخرين عني إن قررتي أنك ترحلين_ فأنا من دونك مسكين مستكين لا حول لي او قوة في أن أحب مرتين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكتب تعليقك وشاركني رأيك