كنت قد كتبت عدة تغريدات في موقع تويتر عن موضوع من أهم المواضيع التي لم يتطرق لها أي كاتب أو أي صحيفة أو خطيب اسلامي أو قناة تلفزيونية أو رأي عام الا ما ندر وقليل جدا وهو موضوع (عامل البلدية أو عامل النظافة)كما يسمونه في بعض البلدان العربية والأجنبية .هذه الشريحة التي تقدم أسمى وأفضل الخدمات الانسانية للفرد وللمجتمع بكل شرائحه دون النظر الى خلفيته الاجتماعية والعرقية والطائفية فهي شريحة من أصفى الشرائح الإجتماعية من حيث المبدأ والمضمون والعمل والأداء فتجدهم في كل مكان يعملون ويجاهدون تحت حرارة الشمس التي لا يستطيع أي فرد أن يتحمل تحتها دقائق ..هذه الشريحة تعاني الى جانب الإهمال الحكومي من الإحتقار والإهانة والإستصغار من جميع شرائح المجتمع الأخرى بكل صلافة وإصرار ودون أي رادع انساني ..للأسف الشديد هذه الشريحة تتكون من شباب في مقتبل العمر وخريجين واساتذة أفضلهم حالا مراقب عمل كأي عامل اخر فقط متميز بأنه لا يحمل مكنسة كباقي العمال ..لماذا هذا الإستهزاء والتشهير والإهانة لعامل البلدية المسكين الذي يعمل من اجل سد رمق العيش له ولعائلته المسكينة التي لربما لم تذق الطعام كما باقي العوائل الميسورة ..لماذا نستهزئ ونستهين بهذه الشريحة التي هي جزء جدا ضروري من أجزاء المجتمع وبدونه سيعيش المجتمع أزمة انسانية في النظافة لا يمكن أن تحل الى بأيدي هؤلاء الشباب المتطوع للعمل في اهم مفاصل الحياة اليومية التي لا نستغني عنها أبدا ..في بلدان العالم الغربي تجد عامل البلدية هو موظف كأي موظف عادي إحترامه وتقديره بتقدير وإحترام رئيس الوزراء او رئيس الدولة او الوزير ..هل في بلد الإسلام والمسلمين والأديان الأخرى الربانية بكل تعاليمها وارشاداتها .أي إحترام لهذا العامل المسكين هل يوجد في دساتير البلدان المنتمية للإسلام وللعروبة أي تمييز لهؤلاء الكادحين من أجل كرامة العيش الهنيئ .الى متى نبقى في غفلة الضمير الميت والى متى لا نحترم البشر والى متى نغلق أعيننا وأفواهنا عن نصرة هذه الطبقة السحيقة من قبل حكومات الاستهتار المتغطرسة التي لا تعترف الا بالطبقة البرجوازية التي لا تعرف ما معنى شضف العيش او حتى معنى كلمة فقر ..عامل البلدية هو الشخص الذي يسهر على نظافة بلدي الذي أعيش فيه بكرامة وليس أداة للسخرية واللعب ..أحزنني بل وأبكاني مقطع يوتيوب رأيته في احدى البلدان العربية لشاب منحدر من سلالة خنازير الله أعلم بأي خنزير يتصل نسبها وهو يعتدي على عامل نظافة ويضربه كفا على وجهه الطاهر الشريف بيده النجسة الملوثة بنجاسة اصله ومنبعه لم أتمالك نفسي عندما رأيت هذا الموقف وجرت دموعي حزننا وألما على حال بلداننا العربية وشعوبها المتخلفة كما الإنسان الجاهلي بل أشد جاهلية ..في القرن العشرين وفي قمة التطور العمراني والتكنولوجي وسباق التطور السلاحي واليورانيوم والطاقة الذرية لم نفلح بتعليم شبابنا مبدأ حياتي انساني مدني اجتماعي وهو مبدأ إحترام التكنوقراط على مختلف المستويات والأصعدة وبمختلف الطبقات وخاصة عامل البلدية الذي يضحي بكل شيئ من أجل أن تخرج مدينتنا بشكل يبهر الزائرين واهالي المدينة بجماليتها ونظافتها الأخاذة..للأسف لم نرقى لحد هذه اللحظة الى مستوى إحترام اهل التخصص فتجد الكثير من النفوس الضعيفة يتدخلون في عمل الاخرين ويفرضون سياسات رعناء حتى على عمال البلدية الذين هم كغيرهم من الموظفين ذوي الاختصاصات بفرض اعمال اخرى ليس من شأنهم وإختصاصهم كالعمل في بيت الضابط الفلاني او المسؤول الفلاني او الوزير العلاني بأعمال ثقيلة جدا وغير قانونية كحمل احجار ثقيلة او هدم بيوت لإعادة بنائها من جديد مع العلم أن هذا من وقتهم الوظيفي وليس في وقت اخر ومن دون اي مبلغ اخر غير راتبهم الشهري الذي يتقاضونه كل شهرين او ثلاثة من دون حياء حكومي وهذه الفقرة تحتاج لمقال منفرد وهي فقرة تأخير رواتب عمال النظافة ...الى متى والى اي وقت سيبقى العامل المسكين بين مطرقة الفقر القاسي وسندان الاحتقار الحكومي والاجتماعي ..للأسف الشديد نبرة الاحتقار والإستهزاء في عامل البلدية جدا مقرفة لمن يمتلك حسا انسانيا مهنيا شريفا فتجد بعض الناس اذا اراد أن يستهزء بك يقول لك إذهب كأنك عامل بلدية ..وكأن عامل البلدية الذي ينظف وساخته هو عار ومضرب مثل لكل استهزاء يلقيه على الاخرين ..وهذا هو من عدم الوعي والإدراك لحقيقة عامل النظافة المحترم والموقر والذي يجب علينا من باب انساني ومهني أن نقف له وقفة إجلال وإكبار وتعظيم لما يقوم به من مهمة جدا راقية وسامية بسمو السماء ..بقي ان اشير الى ان عامل البلدية هو أفضل من رئيس الحكومة ووزرائه وكل افراد حكومته من باب النظافة فأسئلك بضميرك الحي من هو الأفضل الذي يلقي بقذاراته على الأرض أم من يحمل القذارات ليلقي بها في مكان آخر ليصبح المكان جميلا جدا ..فالأول هو الرئيس وحكومته والثاني هو العامل البسيط والثاني بحسب العقل والمنطق السليم افضل واحسن بحسب اختصاصه طبعا..اخرا وليس اخيرا اتمنى ان نصبح في ذات يوم وفي بلداننا العربية المسلمة ثقافة احترام رجل النظافة كأي موظف اخر ونحترمه ونقدره ونقف له بكل احترام دون استهزاء او تحقير او تصغير بل بكل توقير ..الى ذلك الحين استودعكم الله .وأستميحكم العذر على اطالة الحديث في الموضوع ولكنه مهم جدا ...
مقال سخيف
ردحذفشكرا لرأيك يا عراقي وطبعا ان رأيك محترم جدا
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفاحببت هذا المقال :)
ردحذفشكرا لك من كل قلبي دمت لي متابعا ... شكرا لك كثيرا
حذف